ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... المنظمات الغربية المشبوهة

| د. طارق آل شيخان الشمري

صحيح‭ ‬أن‭ ‬معركتنا‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬التحالف‭ ‬الثلاثي‭ ‬العنصريين‭ ‬والشعوبيين‭ ‬الجدد‭ ‬مشردي‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬التي‭ ‬احتلت‭ ‬أرض‭ ‬فارس‭ ‬العربية‭ ‬وعززت‭ ‬مجوسية‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬العربية‭ ‬التي‭ ‬فتحها‭ ‬العرب،‭ ‬والذين‭ ‬يسمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬الآن‭ ‬فرس‭ ‬إيران،‭ ‬والطورانيين‭ ‬القوقاز‭ ‬الوثنيين،‭ ‬الذين‭ ‬يسمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬الآن‭ ‬أحفاد‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬التي‭ ‬احتلت‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬وأذاقتها‭ ‬التخلف‭ ‬والاستبداد‭ ‬وارتكاب‭ ‬المجازر‭ ‬ضد‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬داعمي‭ ‬هؤلاء‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬القطريين‭ ‬الذين‭ ‬سعوا‭ ‬لتسهيل‭ ‬احتلال‭ ‬مشردي‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬وأحفاد‭ ‬القوقاز‭ ‬الوثنيين‭ ‬للأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬وأقسموا‭ ‬ألا‭ ‬تكون‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬موجودتين‭ ‬على‭ ‬الخارطة‭ ‬العربية‭ ‬السياسية‭. ‬

لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬أطراف‭ ‬التحالف‭ ‬الثلاثي‭ ‬هم‭ ‬فقط‭ ‬أعداء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬المنظمات‭ ‬الغربية‭ ‬والهيئات‭ ‬التابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتحت‭ ‬إدارة‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص،‭ ‬مسؤولة‭ ‬مسؤولية‭ ‬مباشرة‭ ‬عما‭ ‬يحدث‭ ‬باليمن‭ ‬من‭ ‬انتهاكات‭ ‬وجرائم‭ ‬واستغلال‭ ‬الأطفال‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬غض‭ ‬الطرف‭ ‬عما‭ ‬يرتكبه‭ ‬الحوثيون‭ ‬وحلفاؤهم‭ ‬من‭ ‬السياسيين‭ ‬اليمنيين،‭ ‬ما‭ ‬يجعل‭ ‬هذه‭ ‬الأجهزة‭ ‬وهذه‭ ‬المنظمات‭ ‬متواطئة‭ ‬وشريكة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬مع‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭.‬

إن‭ ‬بعض‭ ‬أجهزة‭ ‬ومنظمات‭ ‬وهيئات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمنظمات‭ ‬الحقوقية‭ ‬والإنسانية‭ ‬الغربية،‭ ‬بنيت‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬احترام‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وصون‭ ‬حياته‭ ‬وملاحقة‭ ‬المجرمين‭ ‬وتقديمهم‭ ‬للعدالة‭ ‬الدولية،‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬التسامح‭ ‬والسلام‭ ‬والبعد‭ ‬عن‭ ‬الرضوخ‭ ‬وإملاءات‭ ‬الدول‭ ‬الكبرى‭ ‬وضغوطاتها‭ ‬السياسية‭ ‬والمالية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬منذ‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإيراني‭ ‬المتمثل‭ ‬بالانقلاب‭ ‬الحوثي‭ ‬ضد‭ ‬الشرعية‭ ‬اليمنية،‭ ‬حيث‭ ‬وقعت‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬تحت‭ ‬سيطرة‭ ‬الحوثيين،‭ ‬ولم‭ ‬تكشف‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬وبعض‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬باليمن‭ ‬وتسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬ارتكبه‭ ‬الحوثيون‭ ‬وحلفاؤهم‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭ ‬وجرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية‭ ‬من‭ ‬اعتقالات‭ ‬وتعذيب‭ ‬وقتل‭ ‬للأسرى‭ ‬واستخدام‭ ‬الأطفال‭ ‬بالحرب‭ ‬والمدنيين‭ ‬من‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني‭ ‬كدروع‭ ‬بشرية‭ ‬وسرقة‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬المخصصة‭ ‬للشعب‭ ‬اليمني،‭ ‬بل‭ ‬نجدها‭ ‬تغاضت‭ ‬تماما‭ ‬عن‭ ‬كشف‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬للأجهزة‭ ‬العليا‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬وتجاهلت‭ ‬أيضا‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬إعلاميا‭ ‬وحقوقيا،‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬شريكة‭ ‬ومتواطئة‭ ‬مع‭ ‬الحوثيين‭ ‬بهذه‭ ‬الجرائم‭. ‬

ومع‭ ‬الأسف‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬التابعة‭ ‬للتحالف‭ ‬الشعوبي‭ ‬الإيراني‭ ‬التركي‭ ‬القطري،‭ ‬خصوصا‭ ‬الجزيرة‭ ‬والعربي‭ ‬الجديد،‭ ‬تجاهلت‭ ‬تماما‭ ‬ما‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الحوثي‭ ‬وحلفاؤه‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬شعبنا‭ ‬العربي‭ ‬الأعزل‭ ‬باليمن،‭ ‬وفضلت‭ ‬أجندتها‭ ‬السياسية‭ ‬الداعمة‭ ‬للحوثي‭ ‬على‭ ‬كشف‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني،‭ ‬وهذا‭ ‬يجعلها‭ ‬أيضا‭ ‬بموقع‭ ‬الشريك‭ ‬بهذه‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬أطفال‭ ‬ونساء‭ ‬وشيوخ‭ ‬لا‭ ‬ذنب‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الانقلاب‭ ‬الحوثي‭.‬