السودان... في الطريق الصحيح

| زهير توفيقي

مقالي‭ ‬اليوم‭ ‬يعد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬نوعه،‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬أعتد‭ ‬الكتابة‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬وذلك‭ ‬لسبب‭ ‬واحد‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬قذرة‭! ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنني‭ ‬تخصصت‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬دراستي‭ ‬الجامعية،‭ ‬ولا‭ ‬أنكر‭ ‬أنها‭ ‬كانت‭ ‬مشوقة‭ ‬جدا‭ ‬حيث‭ ‬تعلمت‭ ‬الكثير‭ ‬عن‭ ‬تاريخ‭ ‬السياسة‭ ‬للدول‭ ‬الكبرى‭.‬

واليوم‭ ‬لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أتعمق‭ ‬فيها،‭ ‬لأنني‭ ‬أود‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬أكتب‭ ‬شيئا‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬العظيم،‭ ‬الشعب‭ ‬السوداني‭ ‬الشقيق‭ ‬الذي‭ ‬أكن‭ ‬له‭ ‬كل‭ ‬تقدير‭ ‬ومحبة‭ ‬واحترام،‭ ‬وأرفع‭ ‬له‭ ‬القبعة‭ ‬عاليا‭ ‬لأخلاقه‭ ‬العالية‭ ‬وأصالته‭ ‬وطيبته،‭ ‬بصراحة‭ ‬وأنا‭ ‬شخصياً‭ ‬عندي‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التجارب‭ ‬والعلاقات‭ ‬والمعارف‭ ‬معهم،‭ ‬ودائما‭ ‬ما‭ ‬أوجه‭ ‬هذا‭ ‬السؤال‭ ‬عندما‭ ‬ألتقي‭ ‬بأي‭ ‬سوداني‭ (‬لماذا‭ ‬أنتم‭ ‬طيبون؟‭)‬،‭ ‬الجالية‭ ‬السودانية‭ ‬الموجودة‭ ‬عندنا‭ ‬قليلة‭ ‬مقارنة‭ ‬بالجاليات‭ ‬الأخرى،‭ ‬لكن‭ ‬شهادتي‭ ‬بهم‭ ‬مجروحة،‭ ‬فمنهم‭ ‬أطباء‭ ‬ومحامون‭ ‬ومصرفيون‭ ‬ومن‭ ‬تخصصات‭ ‬مطلوبة،‭ ‬ولا‭ ‬ننكر‭ ‬دورهم‭ ‬وأعمالهم‭ ‬المتميزة‭ ‬التي‭ ‬بلاشك‭ ‬استفادت‭ ‬منها‭ ‬مملكتنا‭ ‬الحبيبة‭.‬

في‭ ‬اعتقادي‭ ‬منح‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬مكافأة‭ ‬كبيرة‭ ‬للسودان‭ ‬عندما‭ ‬حصل‭ ‬الانقلاب‭ ‬الأخير‭ ‬وبدأت‭ ‬الحكومة‭ ‬الانتقالية‭ ‬إنقاذ‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذه‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬ويلات‭ ‬الحرب‭ ‬الأهلية‭ ‬وبدأ‭ ‬العمل‭ ‬الصادق‭ ‬مع‭ ‬الأحزاب‭ ‬الديمقراطية‭ ‬الأخرى‭ ‬للتوصل‭ ‬إلى‭ ‬تفاهمات‭ ‬لتشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬مدنية‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة‭ ‬جدا،‭ ‬ما‭ ‬أعتبره‭ ‬إنجازا‭ ‬كبيرا‭ ‬لهذه‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬كل‭ ‬الخير،‭ ‬والتي‭ ‬تملك‭ ‬ثروات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬نعم‭ ‬الله‭.‬

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬تجربة‭ ‬السودان‭ ‬الأخيرة‭ ‬مثال‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحتذى‭ ‬به،‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬الصادقة‭ ‬التي‭ ‬تكللت‭ ‬بالنجاح‭ ‬درس‭ ‬للجميع‭ ‬بأنه‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬صدقت‭ ‬النوايا‭ ‬فحتماً‭ ‬النتائج‭ ‬ستكون‭ ‬إيجابية‭.‬

إن‭ ‬تعيين‭ ‬امرأة‭ ‬لتولي‭ ‬وزارة‭ ‬سيادية‭ ‬هي‭ ‬“الخارجية”‭ ‬أمر‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الإعجاب‭ ‬والتقدير،‭ ‬فأمام‭ ‬الحكومة‭ ‬الجديدة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والتحديات‭ ‬أمام‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وذلك‭ ‬لوضعها‭ ‬في‭ ‬مكانها‭ ‬الصحيح،‭ ‬وأنا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الحكومة‭ ‬ستستطيع‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬وفي‭ ‬أقرب‭ ‬وقت‭.‬

كما‭ ‬لا‭ ‬يفوتني‭ ‬أن‭ ‬أذكر‭ ‬بالدور‭ ‬المشرف‭ ‬لبعض‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬في‭ ‬الوقوف‭ ‬مع‭ ‬السودان‭ ‬وتقديم‭ ‬كل‭ ‬الدعم‭ ‬الممكن‭ ‬سياسيا‭ ‬وماديا،‭ ‬فالسودان‭ ‬من‭ ‬أحق‭ ‬الدول‭ ‬حصولا‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬وذلك‭ ‬تقديرا‭ ‬لمواقف‭ ‬الدولة‭ ‬المشرفة،‭ ‬فهي‭ ‬عانت‭ ‬كثيرا‭ ‬من‭ ‬العقوبات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬فرضتها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأميركية‭.‬

اللهم‭ ‬احفظ‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬آمنا‭ ‬مستقرا‭ ‬وأنعم‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬الأصيل،‭ ‬لنرى‭ ‬السودان‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭. ‬اللهم‭ ‬آمين‭.‬