ريشة في الهواء

الأبواب المفتوحة نهج سموه

| أحمد جمعة

بكل‭ ‬مرة‭ ‬بمجلس‭ ‬سموه‭ ‬العامر،‭ ‬وبكل‭ ‬توجيه‭ ‬أو‭ ‬أمر،‭ ‬يصدره،‭ ‬وبأية‭ ‬مناسبة‭ ‬متاحة‭ ‬بالحديث،‭ ‬لا‭ ‬يتوانى‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬عن‭ ‬تأكيد‭ ‬وتثبيت‭ ‬وتوطيد‭ ‬نهج‭ ‬الباب‭ ‬المفتوح‭ ‬بين‭ ‬المواطن‭ ‬والمسؤول‭ ‬الحكومي،‭ ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬مجرد‭ ‬شعار‭ ‬مرفوع،‭ ‬فإن‭ ‬سموه‭ ‬رسخ‭ ‬بنفسه‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬المسؤولية‭ ‬بمرحلة‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬عمره‭ ‬المديد‭ ‬بإذن‭ ‬الله‭ ‬هذا‭ ‬النهج،‭ ‬وجعله‭ ‬السبيل‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬أبناء‭ ‬وطنه‭ ‬الكرام،‭ ‬وشدد‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كل‭ ‬القنوات‭ ‬على‭ ‬مكانة‭ ‬المواطن‭ ‬وكرامته‭ ‬وعزته،‭ ‬فأصبحت‭ ‬للبحريني‭ ‬طوال‭ ‬العقود‭ ‬الماضية‭ ‬بالداخل‭ ‬والخارج‭ ‬حظوة‭ ‬وشأن‭ ‬واحترام‭ ‬يستمده‭ ‬من‭ ‬نهج‭ ‬رئيسه‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬له‭ ‬هذا‭ ‬المكسب‭ ‬المتمثل‭ ‬بأن‭ ‬يسير‭ ‬المواطن‭ ‬ويذهب‭ ‬أينما‭ ‬شاء‭ ‬وهو‭ ‬مرفوع‭ ‬الرأس،‭ ‬لأن‭ ‬مؤسس‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬هو‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭.‬

عندما‭ ‬توقفت‭ ‬خلال‭ ‬الأسبوع‭ ‬المنصرم،‭ ‬أمام‭ ‬توجيه‭ ‬وتشديد‭ ‬سموه‭ ‬على‭ ‬المسؤولين‭ ‬بالوزارات‭ ‬والدوائر‭ ‬الحكومية‭ ‬بأن‭ ‬يفتحوا‭ ‬أبوابهم‭ ‬للمواطن‭ ‬ويسمعوه‭ ‬ويهتموا‭ ‬بقضاياه،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬ليس‭ ‬أمرا‭ ‬جديدا،‭ ‬فهذا‭ ‬النهج،‭ ‬أولاً‭ ‬هو‭ ‬مسلك‭ ‬اختطه‭ ‬الرئيس‭ ‬لنفسه‭ ‬مع‭ ‬مواطنيه‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يوجه‭ ‬به‭ ‬المسؤولين،‭ ‬فأبواب‭ ‬ديوانه‭ ‬العامر‭ ‬مفتوحة‭ ‬للجميع،‭ ‬سواء‭ ‬بحضور‭ ‬مجلسه،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬متابعة‭ ‬سموه‭ ‬الشخصية‭ ‬كل‭ ‬شاردة‭ ‬وواردة‭ ‬بهذا‭ ‬الوطن‭ ‬وعبر‭ ‬كل‭ ‬القنوات‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬يستغرب‭ ‬فيه‭ ‬الكثيرون‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحوادث‭ ‬الخاصة‭ ‬لمواطنين‭ ‬يفاجأون‭ ‬بحل‭ ‬عقدتهم،‭ ‬أو‭ ‬فك‭ ‬معاناتهم‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتوجهوا‭ ‬بها‭ ‬إلى‭ ‬سموه،‭ ‬فهو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬متابعته‭ ‬أخبار‭ ‬مجتمعه‭ ‬بدقة‭ ‬متناهية‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬أمراً‭ ‬دون‭ ‬حله‭.‬

أكتب‭ ‬ذلك‭ ‬وقلبي‭ ‬بحسرة‭ ‬تجاه‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬الذين‭ ‬للأسف‭ ‬لم‭ ‬يبلغوا‭ ‬ذرة‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النهج،‭ ‬ولم‭ ‬يأخذو‭ ‬به‭ ‬مجرد‭ ‬شعار‭ ‬للعمل،‭ ‬رغم‭ ‬تظاهرهم‭ ‬العلني،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذي‭ ‬بلغوا‭ ‬فيه‭ ‬درجة‭ ‬إعطاء‭ ‬الوعود‭ ‬القاطعة‭ ‬والتي‭ ‬بعدها‭ ‬لا‭ ‬تسمع‭ ‬منهم‭ ‬شيئاً‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬أليس‭ ‬ذلك‭ ‬عيباً‭ ‬بحق‭ ‬المسؤولية؟‭ ‬إن‭ ‬الوعود،‭ ‬وفتح‭ ‬الأبواب‭ ‬لسماع‭ ‬الشكاوي‭ ‬والمعاناة،‭ ‬والاستجابة‭ ‬لها‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يقع‭ ‬ويحدث‭ ‬من‭ ‬وقائع‭ ‬بالمجتمع‭ ‬هي‭ ‬مسؤولية‭ ‬المنصب‭ ‬الذي‭ ‬يحتله‭ ‬المسؤول،‭ ‬وهي‭ ‬مسؤولية‭ ‬مناطة‭ ‬بالمنصب‭ ‬وليس‭ ‬بتكرم‭ ‬هذا‭ ‬المسؤول‭ ‬أو‭ ‬ذاك‭ ‬على‭ ‬المواطن،‭ ‬أو‭ ‬منة‭ ‬عليه،‭ ‬فالرئيس‭ ‬بذاته‭ ‬السامية‭ ‬فتح‭ ‬بابه‭ ‬وقلبه‭ ‬ووجدانه‭ ‬لأبنائه‭ ‬طوال‭ ‬حياته،‭ ‬ألا‭ ‬يجدر‭ ‬بمن‭ ‬يحمل‭ ‬المسؤولية‭ ‬من‭ ‬تحته‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬نبراساً؟‭ ‬أنا‭ ‬شخصياً‭ ‬أشهد‭ ‬مواقف‭ ‬لمسؤولين‭ ‬تحلوا‭ ‬بهذا‭ ‬النهج‭ ‬ومسؤولين‭ ‬آخرين‭ ‬بالعكس،‭ ‬ظلوا‭ ‬بأبراجهم‭ ‬العاجية‭ ‬محاطين‭ ‬بسكرتارية‭ ‬حديدية،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬تصريحات‭ ‬علنية‭.‬

حفظك‭ ‬الله‭ ‬ورعاك،‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬نبراس‭ ‬ونهج‭ ‬للعطاء‭ ‬الدائم‭.‬

تنويرة‭:

‬إذا‭ ‬صدقت‭ ‬مع‭ ‬ذاتك‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ ‬أوج‭ ‬الصفاء‭.‬