زبدة القول

البحرين تستحق

| د. بثينة خليفة قاسم

عندما‭ ‬قرأت‭ ‬في‭ ‬الأخبار‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬احتفظت‭ ‬بترتيبها‭ ‬كأول‭ ‬دولة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬يفضلها‭ ‬المغتربون‭ ‬ويحبون‭ ‬الإقامة‭ ‬بها‭ ‬ويفضلون‭ ‬المعيشة‭ ‬الأسرية‭ ‬فيها،‭ ‬حسب‭ ‬استطلاع‭ ‬لمؤسسة‭ ‬إنترنيشن،‭ ‬شعرت‭ ‬بسعادة‭ ‬كبيرة،‭ ‬وتذكرت‭ ‬على‭ ‬الفور‭ ‬مقابلة‭ ‬جمعتني‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬بأحد‭ ‬المقيمين‭ ‬بالبحرين‭ ‬وهو‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬مغادرة‭ ‬البلاد‭ ‬إلى‭ ‬بلده‭ ‬الأصلي،‭ ‬وعندما‭ ‬سألته‭ ‬ما‭ ‬رأيك‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بعد‭ ‬إقامتك‭ ‬فيها‭ ‬هذه‭ ‬السنوات؟‭ ‬رد‭ ‬الرجل‭ ‬بكلمة‭ ‬واحدة‭ ‬“جميلة”‭.‬

ولم‭ ‬تكن‭ ‬العبرة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لي‭ ‬استخدامه‭ ‬كلمة‭ ‬جميلة‭ ‬بحروفها‭ ‬الخمسة،‭ ‬لكن‭ ‬كيفية‭ ‬نطقه‭ ‬الكلمة‭ ‬وما‭ ‬ارتسم‭ ‬على‭ ‬وجهه‭ ‬من‭ ‬تعابير‭ ‬عرفتها‭ ‬جيدا‭ ‬وازدادت‭ ‬معرفتي‭ ‬أكثر‭ ‬عندما‭ ‬راح‭ ‬يتكلم‭ ‬في‭ ‬استرسال‭ ‬عجيب‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬وما‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬راحة‭ ‬وأمان‭ ‬واحترام‭ ‬ومودة‭ ‬يندر‭ ‬وجودها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العالم‭.‬

شعرت‭ ‬بالفخر‭ ‬والرجل‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬طيبة‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬واحترامهم‭ ‬الغريب‭ ‬وحبهم‭ ‬العلم‭ ‬والثقافة‭ ‬وقبولهم‭ ‬الآخر،‭ ‬وقلت‭ ‬لنفسي‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬قيمة‭ ‬النعمة‭ ‬التي‭ ‬يعيش‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬ما‭ ‬إلا‭ ‬من‭ ‬جرب‭ ‬حياة‭ ‬التعب‭ ‬والشقاء‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬آخر‭.‬

حكى‭ ‬الرجل‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬مجالس‭ ‬البحرين‭ ‬وكرم‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المجالس،‭ ‬وقال‭ ‬متعجبا‭ ‬إن‭ ‬العامل‭ ‬الذي‭ ‬يمر‭ ‬بأصناف‭ ‬السندويشات‭ ‬على‭ ‬ضيوف‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬كثرتهم،‭ ‬إذا‭ ‬أبديت‭ ‬له‭ ‬عدم‭ ‬رغبتك‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬طعام‭ ‬لا‭ ‬يتركك‭ ‬وينصرف‭ ‬إلى‭ ‬غيرك،‭ ‬لكنه‭ ‬يملأ‭ ‬لك‭ ‬طبقا‭ ‬كاملا‭ ‬ويضعه‭ ‬أمامك،‭ ‬فلعلك‭ ‬تحتاجه‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭.‬

وتحدث‭ ‬الرجل‭ ‬عن‭ ‬بساطة‭ ‬وتواضع‭ ‬المسؤولين‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬الدخول‭ ‬عليهم‭ ‬أمر‭ ‬يسير،‭ ‬لا‭ ‬تعقيدات‭ ‬كثيرة‭ ‬ولا‭ ‬روتين،‭ ‬وحكى‭ ‬عن‭ ‬انبهاره‭ ‬عندما‭ ‬فوجئ‭ ‬وهو‭ ‬بأحد‭ ‬مجالس‭ ‬البحرين‭ ‬بدخول‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عليهم‭ ‬المجلس‭ ‬ببساطة‭ ‬وتواضع‭ ‬لم‭ ‬ير‭ ‬مثله‭ ‬في‭ ‬حياته‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬دخول‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬بهذه‭ ‬البساطة‭ ‬والتواضع‭ ‬أثر‭ ‬فيه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر،‭ ‬وقال‭: ‬لو‭ ‬أنني‭ ‬قرأت‭ ‬مئة‭ ‬كتاب‭ ‬أو‭ ‬شاهدت‭ ‬مئة‭ ‬حملة‭ ‬إعلانية‭ ‬عن‭ ‬البحرين‭ ‬وبساطتها‭ ‬وجمالها‭ ‬لما‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬بنسبة‭ ‬خمسة‭ ‬بالمئة‭ ‬من‭ ‬تأثير‭ ‬زيارة‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬للمجلس‭.‬

تحدث‭ ‬كثيرا،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يتسع‭ ‬المجال‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الزاوية،‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬التعليم‭ ‬المجاني‭ ‬الذي‭ ‬حصل‭ ‬عليه‭ ‬أبناؤه‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬البحرين،‭ ‬وعن‭ ‬الخدمة‭ ‬الصحية‭ ‬والعلاج‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ ‬بدنانير‭ ‬قليلة‭ ‬له‭ ‬ولأسرته،‭ ‬واختتم‭ ‬حديثه‭ ‬الذي‭ ‬أسعدني‭ ‬كثيرا،‭ ‬بالقول‭ ‬إن‭ ‬البحرينيين‭ ‬شعب‭ ‬طيب،‭ ‬وهذا‭ ‬لأن‭ ‬حكام‭ ‬البحرين‭ ‬طيبون،‭ ‬والحكمة‭ ‬تقول‭ ‬“الناس‭ ‬على‭ ‬دين‭ ‬ملوكهم”،‭ ‬وعبر‭ ‬عن‭ ‬حبه‭ ‬الشديد‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬وبشاشته‭ ‬التي‭ ‬تبعث‭ ‬الراحة‭ ‬والأمان‭ ‬في‭ ‬النفوس‭.‬