لابد من تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في الأماكن الحساسة

| د. جاسم حاجي

هذه‭ ‬هي‭ ‬العبرة‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬أخذها‭ ‬من‭ ‬تقرير‭ ‬صادر‭ ‬من‭ ‬معهد‭  ‬“AI Now”،‭ ‬وهي‭ ‬مجموعة‭ ‬بحثية‭ ‬تابعة‭ ‬لجامعة‭ ‬نيويورك،‭ ‬وتبحث‭ ‬في‭ ‬تأثير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الحديثة‭ ‬على‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويخشى‭ ‬الباحثون‭ ‬السيناريوهات‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬فيها‭ ‬بعض‭ ‬الشركات‭ ‬تقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لمراقبة‭ ‬بعض‭ ‬السكان‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬أو‭ ‬التمييز‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬عادل‭ ‬ضد‭ ‬بعض‭ ‬المجتمعات‭.‬

ويأتي‭ ‬التقرير،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬استخدام‭ ‬تقنيات‭ ‬التعلم‭ ‬الآلي‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬كميات‭ ‬هائلة‭ ‬من‭ ‬البيانات،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬جوجل،‭ ‬والتي‭ ‬تستغلها‭ ‬للقيام‭ ‬بالأعمال‭ ‬مثل‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الكلاب‭ ‬تلقائيًا‭ ‬في‭ ‬الصور،‭ ‬لكن‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬تثير‭ ‬أيضًا‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬المخاوف‭ ‬الأخلاقية‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬انتقد‭ ‬العاملون‭ ‬في‭ ‬جوجل‭ ‬المديرين‭ ‬التنفيذيين‭ ‬لعملاق‭ ‬البحث‭ ‬بسبب‭ ‬تفكيرهم‭ ‬في‭ ‬توقيع‭ ‬عقد‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬مساعدة‭ ‬الحكومة‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬تقنية‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الصور‭ ‬للأغراض‭ ‬العسكرية،‭ ‬وسط‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬العنيف،‭ ‬انسحبت‭ ‬جوجل‭ ‬من‭ ‬عقد‭ ‬الحوسبة‭ ‬السحابية‭ ‬بقيمة‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬مع‭ ‬الوكالة،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬سياساتها‭ ‬الداخلية‭ ‬ضد‭ ‬استخدام‭ ‬تعلم‭ ‬الآلة‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬والمراقبة‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه،‭ ‬عانت‭ ‬شركات‭ ‬مثل‭ ‬أمازون‭ ‬ومايكروسوفت‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬الموظفين‭ ‬بسبب‭ ‬العقود‭ ‬الحكومية‭ ‬بسبب‭ ‬القلق‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬برنامج‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬المدعوم‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستخدمه‭ ‬مطبقو‭ ‬القانون‭ ‬لاستهداف‭ ‬الأقليات‭ ‬أو‭ ‬المجتمعات‭ ‬المهمشة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬عادل‭.‬

يقول‭ ‬تقرير‭ ‬معهد”AI Now”‭  ‬إنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬الفيدرالية‭ ‬“الإشراف‭ ‬والتدقيق‭ ‬ومراقبة”‭ ‬استخدام‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬مثل‭ ‬العدالة‭ ‬الجنائية‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬والتعليم‭. ‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بتكنولوجيا‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الوجه،‭ ‬يوصي‭ ‬التقرير‭ ‬“بالقوانين‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬رقابة‭ ‬قوية،‭ ‬وقيودا‭ ‬واضحة،‭ ‬وشفافية‭ ‬عامة”،‭ ‬وشبهت‭ ‬كيت‭ ‬كراوفورد،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬مؤسسي‭ ‬معهد‭ ‬“AI Now”‭ ‬وباحثة‭ ‬رئيسية‭ ‬في‭ ‬أبحاث‭ ‬مايكروسوفت،‭ ‬المجتمعات‭ ‬التي‭ ‬تحدد‭ ‬استخدام‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬في‭ ‬حدود‭ ‬مدينتها‭ ‬بالحكومات‭ ‬المحلية‭ ‬التي‭ ‬يمكنها‭ ‬إنشاء‭ ‬مناطق‭ ‬خالية‭ ‬من‭ ‬الأسلحة‭ ‬النووية‭.‬

كان‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬مضطربًا‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬بالنسبة‭ ‬لشركات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬الرائدة‭ ‬التي‭ ‬تستخدم‭ ‬تقنيات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬مثل‭ ‬Facebook‭ ‬،‭ ‬والتي‭ ‬عانت‭ ‬من‭ ‬أخطاء‭ ‬فادحة‭ ‬في‭ ‬خصوصية‭ ‬البيانات،‭ ‬وانتقدها‭ ‬النقاد‭ ‬بسبب‭ ‬ملفها‭ ‬الإخباري‭ ‬المدعوم‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والذي‭ ‬نشر‭ ‬أخبارًا‭ ‬مزيفة‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأميركية‭ ‬عام‭ ‬2016‭. ‬وقالت‭ ‬كراوفورد‭: ‬إن‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬شركات‭ ‬مثل‭ ‬جوجل‭ ‬ومايكروسوفت‭ ‬قاموا‭ ‬بالضغط‭ ‬على‭ ‬المديرين‭ ‬التنفيذيين‭ ‬للتحدث‭ ‬علنًا‭ ‬عن‭ ‬الموضوعات‭ ‬الحساسة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وحتى‭ ‬تغيير‭ ‬المسار،‭ ‬تظهر‭ ‬أن‭ ‬العمال‭ ‬يمكنهم‭ ‬إحداث‭ ‬تأثير‭.‬

وفي‭ ‬علامة‭ ‬أخرى‭ ‬تبعث‭ ‬على‭ ‬الأمل،‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شركات‭ ‬مثل‭ ‬مايكروسوفت‭ ‬وأمازون‭ ‬لا‭ ‬تحارب‭ ‬التنظيم‭ ‬الحكومي،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬حث‭ ‬رئيس‭ ‬مايكروسوفت‭ ‬براد‭ ‬سميث‭ ‬على‭ ‬“تنظيم‭ ‬حكومي‭ ‬مدروس”‭ ‬لتقنية‭ ‬التعرف‭ ‬على‭ ‬الوجه‭.‬