مكرمة الملك في عاشوراء

| عبدعلي الغسرة

تفضل‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬عاهل‭ ‬البلاد‭ ‬بإصدار‭ ‬توجيهاته‭ ‬الكريمة‭ ‬إلى‭ ‬دائرتي‭ ‬الأوقاف‭ ‬السنية‭ ‬والجعفرية‭ ‬بتوزيع‭ ‬المكرمة‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬السنوية‭ ‬على‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية‭ ‬والمآتم‭ ‬الحسينية،‭ ‬وهي‭ ‬سُنة‭ ‬حميدة‭ ‬اتبعها‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬حلول‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬هجري‭.‬

وتعتبر‭ ‬هذه‭ ‬المكرمة‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬للروضات‭ ‬والمآتم‭ ‬الحسينية،‭ ‬وهي‭ ‬من‭ ‬العادات‭ ‬الأصيلة‭ ‬التي‭ ‬توارثها‭ ‬حُكام‭ ‬البحرين‭ ‬أبا‭ ‬عن‭ ‬جد‭ ‬حرصًا‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬مد‭ ‬الرعاية‭ ‬واستمرار‭ ‬الدعم‭ ‬اللامحدود‭ ‬للمآتم،‭ ‬وإنها‭ ‬تؤكد‭ ‬المشاركة‭ ‬الجادة‭ ‬والفاعلة‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬إحياء‭ ‬مناسبة‭ ‬عاشوراء‭ ‬التي‭ ‬تحتفي‭ ‬بها‭ ‬جميع‭ ‬محافظات‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬دعوة‭ ‬كريمة‭ ‬من‭ ‬لدن‭ ‬جلالته‭ ‬لجميع‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬وهيئاتها‭ ‬الأهلية‭ ‬بالعمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الدينية‭ ‬الجليلة‭ ‬من‭ ‬إمكانيات‭ ‬وتسهيلات‭.‬

إن‭ ‬حرص‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬المآتم‭ ‬الحسينية‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬أجندة‭ ‬الدولة،‭ ‬لما‭ ‬لهذه‭ ‬المآتم‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬تنوير‭ ‬وتوعية‭ ‬أفراد‭ ‬المجتمع،‭ ‬وبث‭ ‬معالم‭ ‬الثقافة‭ ‬الوطنية‭ ‬والمجتمعية‭ ‬والدينية‭ ‬بما‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬البحرين‭ ‬وأهلها،‭ ‬وهو‭ ‬دورٌ‭ ‬تحملت‭ ‬عبئه‭ ‬المآتم‭ ‬الحسينية‭ ‬منذ‭ ‬مئات‭ ‬السنين‭ ‬ودأبت‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬التسابق‭ ‬الجليل‭ ‬والتنافس‭ ‬الإيجابي‭ ‬جيلا‭ ‬بعد‭ ‬جيل‭ ‬لإحياء‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الدينية‭ ‬الخالدة‭ ‬وعمارتها‭ ‬وصيانة‭ ‬مرافقها،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحفاظ‭ ‬عليها‭ ‬واستمرارًا‭ ‬لأداء‭ ‬دورها‭ ‬الديني‭ ‬والمجتمعي‭ ‬الفاعل‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المجتمع‭ ‬وتحقيق‭ ‬التآلف‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية‭ ‬والتربية‭ ‬الوطنية‭ ‬النبيلة‭ ‬الهادفة‭ ‬ونبذ‭ ‬الخلاف‭ ‬والعُنف‭ ‬والفرقة‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬المكرمة‭ ‬تجسد‭ ‬وحدة‭ ‬التعايش‭ ‬الوطني‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬الطيبة‭ ‬المباركة،‭ ‬أرض‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬فقد‭ ‬دأب‭ ‬أهل‭ ‬البحرين‭ ‬على‭ ‬التعايش‭ ‬وفقًا‭ ‬لمبدأ‭ ‬التعاون‭ ‬والاحترام‭ ‬وتقبل‭ ‬الآخر‭ ‬والسلام،‭ ‬عاشوا‭ ‬إخوة‭ ‬متحابين‭ ‬في‭ ‬الله‭ ‬متآلفين‭ ‬في‭ ‬الوطن،‭ ‬بقلبٍ‭ ‬واحد‭ ‬قائم‭ ‬على‭ ‬محبة‭ ‬هذه‭ ‬البلاد‭ ‬والعمل‭ ‬معًا‭ ‬على‭ ‬نهضتها‭ ‬وتقدمها،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬أمنها‭ ‬واستقرارها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المكرمة‭ ‬تؤكد‭ ‬عُمق‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬وأهل‭ ‬البحرين،‭ ‬وأن‭ ‬ما‭ ‬حققته‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬مكاسب‭ ‬كان‭ ‬نتاج‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬المجيدة‭.‬

من‭ ‬السمات‭ ‬المميزة‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬هويتها‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية،‭ ‬ومساندة‭ ‬ودعم‭ ‬الروضات‭ ‬والحسينيات‭ ‬ودور‭ ‬العبادة‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬الوطني‭ ‬والديني‭ ‬والمجتمعي‭ ‬والإنساني،‭ ‬وستحافظ‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬دائمًا‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬النبيل‭ ‬المتوارث‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬دور‭ ‬العبادة‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬منارة‭ ‬للعِلم‭ ‬والثقافة‭ ‬والعطاء‭ ‬وروضة‭ ‬للتربية‭ ‬والنماء‭.‬