ستة على ستة

إيران والقوة العنيدة!!

| عطا السيد الشعراوي

نشر‭ ‬موقع‭ ‬إذاعة‭ ‬صوت‭ ‬ألمانيا‭ ‬على‭ ‬الإنترنت‭ ‬تحليلا‭ ‬بقلم‭ ‬كرستين‭ ‬كنيب‭ ‬يؤكد‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الصمود‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬“أعدائها”،‭ ‬وأن‭ ‬السبب‭ ‬الأكبر‭ ‬ليس‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬نفسها،‭ ‬إنما‭ ‬في‭ ‬الحلفاء‭ ‬الذين‭ ‬تعتمد‭ ‬عليهم‭ ‬ويجعلون‭ ‬منها‭ ‬قوة‭ ‬إقليمية‭ ‬عنيدة‭.‬

واستعرض‭ ‬الكاتب‭ ‬هؤلاء‭ ‬الحلفاء‭ ‬ابتداء‭ ‬من‭ ‬سوريا،‭ ‬حيث‭ ‬الارتباط‭ ‬الإيراني‭ ‬السوري‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬عام‭ ‬1979‭ ‬وانتهى‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬نشاهده‭ ‬جميعا‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬استثمار‭ ‬إيرانية‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬السورية‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬المستويات،‭ ‬إلى‭ ‬لبنان‭ ‬حيث‭ ‬تبعية‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬المهيمن‭ ‬على‭ ‬المشهد‭ ‬لإيران،‭ ‬إلى‭ ‬العراق‭ ‬الذي‭ ‬نجحت‭ ‬إيران‭ ‬بفعل‭ ‬ما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬غزو‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬وما‭ ‬بعده‭ ‬من‭ ‬تطورات‭ ‬في‭ ‬مد‭ ‬نفوذها‭ ‬الواسع‭ ‬إليه،‭ ‬إلى‭ ‬اليمن‭ ‬حيث‭ ‬دعمها‭ ‬وتحكمها‭ ‬في‭ ‬الحوثيين‭ ‬وتحريكهم‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬مصالحها،‭ ‬إلى‭ ‬حماس‭ ‬بتمويلها‭ ‬ماليا‭ ‬ومساعدتها‭ ‬عسكريا،‭ ‬وأخيرا‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬قدرة‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬وقف‭ ‬حركة‭ ‬الملاحة‭ ‬بالكامل‭ ‬أو‭ ‬جزئيا‭ ‬فيه‭ ‬بما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬استراتيجية‭ ‬واقتصادية‭ ‬عالمية‭.‬

اكتفى‭ ‬الكاتب‭ ‬بتناول‭ ‬الحلفاء‭ ‬كدليل‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬قوة‭ ‬إيران،‭ ‬وكيف‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬القوة‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬الردع‭ ‬والتهديد،‭ ‬لكنه‭ ‬غفل‭ ‬عن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬دلالات‭ ‬طبيعة‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التحالفات،‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬تعطي‭ ‬تلقائيًا‭ ‬ودون‭ ‬أي‭ ‬عناء‭ ‬بالبحث‭ ‬والتفكير‭ ‬انطباعا‭ ‬سلبيا‭ ‬عن‭ ‬الدولة‭ ‬صاحبة‭ ‬هذه‭ ‬التحالفات،‭ ‬فما‭ ‬بالنا‭ ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬إيران‭ ‬التي‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬صنع‭ ‬هذه‭ ‬التحالفات‭ ‬وتبذل‭ ‬جهدًا‭ ‬ومالا‭ ‬لأجل‭ ‬بقائها‭ ‬وبقاء‭ ‬دورها‭.‬

الدولة‭ ‬القوية‭ ‬بحق‭ ‬تبني‭ ‬قوتها‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬الطبيعية‭ ‬ومع‭ ‬حلفاء‭ ‬إيجابيين‭ ‬وحقيقيين‭ ‬وليسوا‭ ‬مجرد‭ ‬تعبير‭ ‬عن‭ ‬لحظة‭ ‬استثنائية‭ ‬أو‭ ‬فترة‭ ‬ضعف‭ ‬تمر‭ ‬بها‭ ‬دولة‭ ‬ما‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬مع‭ ‬العراق‭ ‬ويحدث‭ ‬مع‭ ‬اليمن،‭ ‬أو‭ ‬استغلالا‭ ‬لحاجة‭ ‬لمساعدة‭ ‬وغوث‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬ويحدث‭ ‬مع‭ ‬سوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬وحماس،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العجرفة‭ ‬وإرهاب‭ ‬الآخرين‭ ‬كما‭ ‬تفعل‭ ‬إيران‭ ‬مع‭ ‬الممرات‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وليس‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬فقط‭.‬

هذه‭ ‬هي‭ ‬إيران‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬لها‭ ‬العيش‭ ‬كنظام‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬أكتاف‭ ‬الآخرين‭ ‬وباختراقهم‭ ‬بأدوات‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ ‬والسيطرة‭ ‬عليهم‭ ‬في‭ ‬لحظات‭ ‬الوهن‭ ‬وفترات‭ ‬الضعف‭ ‬والتردي‭ ‬وبمساعدة‭ ‬من‭ ‬المتطرفين‭ ‬والإرهابيين‭.‬