الملالي يعرفون كم يكرههم الشعب الإيراني

| فلاح هادي الجنابي

لم‭ ‬يشهد‭ ‬التاريخ‭ ‬المعاصر‭ ‬أبدا‭ ‬نظاما‭ ‬مكروها‭ ‬ومرفوضا‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الشعب‭ ‬كما‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬نرى‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬فترة‭ ‬وأخرى‭ ‬أحد‭ ‬وجوهه‭ ‬القبيحة‭ ‬تطل‭ ‬وتعلن‭ ‬بصراحة‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬يكرههم‭ ‬ويرفضهم‭ ‬ويسعى‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إسقاطهم‭ ‬ورميهم‭ ‬في‭ ‬مزبلة‭ ‬التاريخ،‭ ‬فرئيس‭ ‬النظام‭ ‬الملا‭ ‬روحاني‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬صرح‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬بأن‭ ‬الشعب‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يثق‭ ‬بهم‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مسؤولين‭ ‬آخرين‭ ‬صرحوا‭ ‬بأن‭ ‬الشعب‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يطيقهم‭ ‬ويمقتهم‭ ‬إلى‭ ‬أبعد‭ ‬حد،‭ ‬وضمن‭ ‬سلسلة‭ ‬الاعترافات‭ ‬المخزية‭ ‬والفاضحة‭ ‬لهذا‭ ‬النظام‭ ‬وإلى‭ ‬أي‭ ‬حد‭ ‬يكرهه‭ ‬الشعب‭ ‬اعترف‭ ‬الملا‭ ‬هاشم‭ ‬زادە‭ ‬هریسي‭ ‬عضو‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬خبراء‭ ‬النظام‭ ‬بكراهية‭ ‬الشعب‭ ‬ورفضه‭ ‬قائلا‭: ‬“نتصور‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تحسينه‭ ‬أفضل‭ ‬مما‭ ‬هو‭ ‬عليه‭ ‬الآن‭! ‬لم‭ ‬ندرس‭ ‬الحالة‭ ‬بدقة،‭ ‬ليس‭ ‬الوضع‭ ‬هكذا‭! ‬نتغافل‭ ‬عن‭ ‬الوضع‭ ‬ونمضي‭ ‬قدما،‭ ‬بالله‭ ‬والقرآن‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نصحو،‭ ‬الشعب‭ ‬يكرهنا‭ ‬ومستاء‭ ‬منا”‭.‬

نعم‭ ‬إن‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬ومنذ‭ ‬أن‭ ‬ابتلي‭ ‬بهذا‭ ‬النظام‭ ‬القمعي‭ ‬الديكتاتوري،‭ ‬فإنه‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬سوى‭ ‬الشر‭ ‬والقمع‭ ‬والظلم‭ ‬والموت‭ ‬والإعدامات‭ ‬والفقر‭ ‬والمعاناة،‭ ‬فكيف‭ ‬لا‭ ‬يكرههم‭ ‬الشعب؟‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الرجعي‭ ‬الذي‭ ‬يسعى‭ ‬منذ‭ ‬4‭ ‬عقود‭ ‬إلى‭ ‬فرض‭ ‬أجواء‭ ‬القرون‭ ‬الوسطى‭ ‬على‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وإجباره‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتقبل‭ ‬أفكارا‭ ‬ومفاهيم‭ ‬أكل‭ ‬عليها‭ ‬الدهر‭ ‬وشرب،‭ ‬والذي‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬سجنا‭ ‬كبيرا‭ ‬ويقوم‭ ‬بإهدار‭ ‬ثروات‭ ‬الشعب‭ ‬ومقدراته‭ ‬على‭ ‬مغامراته‭ ‬ومشاريعه‭ ‬المشبوهة‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬مصالحه‭ ‬الضيقة‭ ‬الخاصة،‭ ‬تمادى‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬الإضرار‭ ‬بالشعب‭ ‬وجعله‭ ‬يعاني‭ ‬الأمرين‭ ‬خصوصا‭ ‬عندما‭ ‬عزله‭ ‬عن‭ ‬العالم‭ ‬وجعله‭ ‬معزولا‭ ‬عن‭ ‬ركب‭ ‬التقدم‭ ‬والحضارة،‭ ‬فهل‭ ‬يمكن‭ ‬لهذا‭ ‬الشعب‭ ‬أن‭ ‬يكن‭ ‬لهكذا‭ ‬نظام‭ ‬إجرامي‭ ‬غير‭ ‬الكراهية‭ ‬والمقت؟

عندما‭ ‬قام‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬بإسقاط‭ ‬نظام‭ ‬الشاه‭ ‬فإنه‭ ‬كان‭ ‬ينتظر‭ ‬نظاما‭ ‬سياسيا‭ ‬ينعم‭ ‬في‭ ‬ظله‭ ‬بالحرية‭ ‬والكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والعدالة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬عندما‭ ‬رفضت‭ ‬نظام‭ ‬ولاية‭ ‬فإنها‭ ‬عبرت‭ ‬بذلك‭ ‬عن‭ ‬موقف‭ ‬وإرادة‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬ولاسيما‭ ‬أنها‭ ‬أكبر‭ ‬وأكثر‭ ‬تنظيم‭ ‬سياسي‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬شعبية‭ ‬ويعرف‭ ‬ما‭ ‬يريده‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وما‭ ‬يتمناه‭. ‬“الحوار”‭.‬

“‭ ‬لم‭ ‬يجد‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬من‭ ‬الملالي‭ ‬سوى‭ ‬الشر‭ ‬والقمع‭ ‬والظلم‭ ‬والموت‭ ‬والإعدامات‭ ‬والفقر‭ ‬والمعاناة”‭.‬