أصداء زيارة تاريخية

| عبدالنبي الشعلة

الزيارة‭ ‬الرسمية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬جمهورية‭ ‬الهند‭ ‬الصديقة‭ ‬ناريندرا‭ ‬مودي‭ ‬كانت‭ ‬ناجحة‭ ‬وموفقة‭ ‬بكل‭ ‬المقاييس‭ ‬والمعايير،‭ ‬بحيث‭ ‬ظلت‭ ‬أصداؤها‭ ‬تتردد‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أوساط‭ ‬ودوائر‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬دلهي‭ ‬العاصمة‭. ‬فقد‭ ‬أدت‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬إلى‭ ‬توثيق‭ ‬عرى‭ ‬الصداقة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬وجسدت‭ ‬عمق‭ ‬ومتانة‭ ‬العلاقات‭ ‬والصلات‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بينهما،‭ ‬كما‭ ‬عكست‭ ‬إدراك‭ ‬الدولتين‭ ‬وحرصهما‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬توثيق‭ ‬هذه‭ ‬الروابط‭ ‬وتعزيزها‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والمستجدات‭.‬

وكان‭ ‬ثمة‭ ‬تطابق‭ ‬تام‭ ‬في‭ ‬المواقف‭ ‬ووجهات‭ ‬النظر‭ ‬بشأن‭ ‬جملة‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬كان‭ ‬أبرزها‭ ‬إدانة‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬بجميع‭ ‬أشكالهما‭ ‬ومظاهرهما،‭ ‬ما‭ ‬يفرض‭ ‬ضرورة‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬والتنسيق‭ ‬لمكافحتهما‭ ‬والتصدي‭ ‬لهما‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬والاستخبارات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

وقد‭ ‬تم‭ ‬الاتفاق‭ ‬بين‭ ‬قيادتي‭ ‬البلدين‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬والتبادل‭ ‬الثقافي‭ ‬وامتد‭ ‬إلى‭ ‬آفاق‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الدفاع‭ ‬والأمن‭ ‬وحماية‭ ‬ممرات‭ ‬التجارة‭ ‬والنفط‭ ‬واستكشاف‭ ‬الفضاء‭ ‬الخارجي‭ ‬والأمن‭ ‬السبراني‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬منع‭ ‬استخدام‭ ‬الفضاء‭ ‬الإلكتروني‭ ‬لنشر‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتطرف‭ ‬والإضرار‭ ‬بالوفاق‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬الميادين‭ ‬العلمية‭ ‬وشؤون‭ ‬الطاقة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬والتعليم‭ ‬العالي‭.‬

هذه‭ ‬النتيجة‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬زيارة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الهندي،‭ ‬وهي‭ ‬أول‭ ‬زيارة‭ ‬رسمية‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬هندي‭ ‬للبحرين،‭ ‬أحدثت‭ ‬قفزة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬هيأت‭ ‬الأرضية‭ ‬ووفرت‭ ‬المرتكز‭ ‬لانطلاق‭ ‬علاقات‭ ‬الهند‭ ‬بالدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬من‭ ‬نمطها‭ ‬التقليدي‭ ‬إلى‭ ‬مسار‭ ‬التعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬الإستراتيجية،‭ ‬وهو‭ ‬هدف‭ ‬أو‭ ‬مطلب‭ ‬لطالما‭ ‬ارتفعت‭ ‬أصواتنا‭ ‬وأصوات‭ ‬جميع‭ ‬الحريصين‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات‭ ‬منادية‭ ‬بتحقيقه‭.‬

وفي‭ ‬كل‭ ‬الأحوال‭ ‬فقد‭ ‬خرجت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬بحصيلة‭ ‬وافرة‭ ‬من‭ ‬المكتسبات‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬بروز‭ ‬مكانتها‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬وخصائصها‭ ‬الإنسانية‭ ‬والحضارية،‭ ‬وأصبح‭ ‬أمامها‭ ‬الآن‭ ‬فرصة‭ ‬ومسؤولية‭ ‬أخذ‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة‭ ‬وقيادة‭ ‬عملية‭ ‬انتقال‭ ‬العلاقات‭ ‬الخليجية‭ ‬الهندية‭ ‬برمتها‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬“الشراكة‭ ‬الإستراتيجية”،‭ ‬عندها‭ ‬سترتفع‭ ‬وترتقي‭ ‬مكانة‭ ‬البحرين‭ ‬القيادية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

وقد‭ ‬اكتسبت‭ ‬زيارة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الهندي‭ ‬للبحرين‭ ‬أبعادًا‭ ‬تاريخية‭ ‬وإنسانية‭ ‬وحضارية‭ ‬متميزة‭ ‬عندما‭ ‬التقى‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬القضيبية‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬أولاد‭ ‬وأحفاد‭ ‬أقدم‭ ‬جالية‭ ‬هندية‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬الذين‭ ‬نزح‭ ‬أجدادهم‭ ‬وآباؤهم‭ ‬التجار‭ ‬الهنود‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مئتي‭ ‬عام‭ ‬للاستقرار‭ ‬والإقامة‭ ‬فيها‭ ‬كوطن‭ ‬ثانٍ‭ ‬لهم‭ ‬يمارسون‭ ‬فيه‭ ‬تجارتهم‭ ‬وحياتهم‭ ‬الاعتيادية‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬وأمان،‭ ‬كما‭ ‬التقى‭ ‬السيد‭ ‬مودي‭ ‬بأكثر‭ ‬من‭ ‬15‭ ‬ألفًا‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬الهنود‭ ‬المقيمين‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬اكتظ‭ ‬بهم‭ ‬الأستاد‭ ‬الرياضي‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمال‭ ‬والوظائف‭ ‬ومختلف‭ ‬المواقع‭ ‬والمراكز‭ ‬وينحدرون‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأديان‭ ‬والأعراق‭ ‬والطوائف‭ ‬بالهند،‭ ‬والذين‭ ‬أضافوا‭ ‬بوجودهم‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬مزيدًا‭ ‬من‭ ‬الرونق‭ ‬والبهاء‭ ‬إلى‭ ‬نسيجها‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وعززوا‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬والتسامح‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر‭ ‬التي‭ ‬يتميز‭ ‬بها‭ ‬المجتمع‭ ‬البحريني،‭ ‬وساهموا‭ ‬ولا‭ ‬يزالون‭ ‬بكل‭ ‬إخلاص‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬وتشييد‭ ‬صروحها‭ ‬العمرانية‭ ‬والاقتصادية‭.‬

أما‭ ‬زيارة‭ ‬مودي‭ ‬لمعبد‭ ‬شريناتجي‭ ‬الهندوسي‭ ‬فقد‭ ‬تصادفت‭ ‬مع‭ ‬الاحتفال‭ ‬بمرور‭ ‬مئتي‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬تأسيسه‭ ‬بوسط‭ ‬مدينة‭ ‬المنامة‭ ‬العاصمة،‭ ‬ليصبح‭ ‬أول‭ ‬وأقدم‭ ‬معبد‭ ‬هندوسي‭ ‬يقام‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بأسرها،‭ ‬وليقف‭ ‬بذلك‭ ‬مَعلمًا‭ ‬من‭ ‬المعالم‭ ‬الشاهدة‭ ‬على‭ ‬ريادة‭ ‬البحرين‭ ‬وأسبقيتها‭ ‬وتمسكها‭ ‬والتزامها‭ ‬بقيم‭ ‬حرية‭ ‬التعبد‭ ‬والمعتقد‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬والتعددية‭ ‬وقبول‭ ‬الآخر،‭ ‬وليعكس‭ ‬بكل‭ ‬وضوح‭ ‬جمال‭ ‬وتنوع‭ ‬النسيج‭ ‬الاجتماعي‭.‬

لقد‭ ‬لمس‭ ‬وشاهد‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬الهند‭ ‬بأم‭ ‬عينيه،‭ ‬ومن‭ ‬خلاله‭ ‬شاهد‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬أن‭ ‬البحرين‭ ‬قد‭ ‬وفرت‭ ‬ولا‭ ‬تزال‭ ‬توفر‭ ‬الضمانات‭ ‬الكفيلة‭ ‬بتهيئة‭ ‬الأجواء‭ ‬والظروف‭ ‬التي‭ ‬تتيح‭ ‬للجميع‭ ‬التمتع‭ ‬بحقوقهم‭ ‬الدينية‭ ‬وممارسة‭ ‬طقوسهم‭ ‬وشعائرهم‭ ‬بحرية‭ ‬تامة،‭ ‬وإقامة‭ ‬المرافق‭ ‬والمنابر‭ ‬التي‭ ‬تمكنهم‭ ‬من‭ ‬ممارسة‭ ‬هذه‭ ‬الحقوق‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬وأمان‭ ‬من‭ ‬مساجد‭ ‬ومآتم‭ ‬وكنائس‭ ‬للمسيحيين‭ ‬ومعابد‭ ‬لليهود‭ ‬والهندوس‭ ‬وغيرهم،‭ ‬كما‭ ‬تصادفت‭ ‬زيارة‭ ‬السيد‭ ‬مودي‭ ‬لهذا‭ ‬المعبد‭ ‬مع‭ ‬الاحتفال‭ ‬بتدشين‭ ‬مشروع‭ ‬تجديده‭ ‬وتطويره‭ ‬وتوسعته‭.‬

وفي‭ ‬إطار‭ ‬علاقة‭ ‬الهند‭ ‬بدول‭ ‬المنطقة‭ ‬فإن‭ ‬للبحرين‭ ‬الأسبقية‭ ‬في‭ ‬إرساء‭ ‬الروابط‭ ‬التاريخية‭ ‬والتواصل‭ ‬الحضاري‭ ‬عندما‭ ‬أصبحت‭ ‬دلمون‭ ‬حلقة‭ ‬الوصل‭ ‬بين‭ ‬حضارة‭ ‬وادي‭ ‬الإندس‭ ‬وحضارة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬النهرين‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬5‭ ‬آلاف‭ ‬سنة،‭ ‬واستقبلت‭ ‬الهند‭ ‬تجار‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬البحرينيين‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬استخراج‭ ‬اللؤلؤ‭ ‬وتجارته‭ ‬تمثل‭ ‬عصب‭ ‬الحياة‭ ‬والتجارة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرن‭.‬

والبحرين‭ ‬كانت‭ ‬أول‭ ‬المناطق‭ ‬التي‭ ‬اجتذبت‭ ‬واستضافت‭ ‬رجال‭ ‬أعمال‭ ‬وأسر‭ ‬وبيوتات‭ ‬تجارية‭ ‬هندية‭ ‬نزحت‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬قرنين‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬واستقرت‭ ‬بها‭ ‬وجعلتها‭ ‬رأس‭ ‬الجسر‭ ‬ومركز‭ ‬ومنطلق‭ ‬تجارة‭ ‬الهند‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬وقبل‭ ‬نيلها‭ ‬الاستقلال‭ ‬استفادت‭ ‬واستقطبت‭ ‬البحرين‭ ‬قبل‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬الكفاءات‭ ‬الإدارية‭ ‬الهندية‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬عدة‭ ‬منها‭ ‬الجمارك‭ ‬والشؤون‭ ‬المالية‭ ‬والخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬وغيرها،‭ ‬وبعد‭ ‬الثورة‭ ‬النفطية‭ ‬تمدد‭ ‬هذا‭ ‬التعاون‭ ‬إلى‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬والمهارات‭ ‬والخبرات‭ ‬والأيدي‭ ‬العاملة‭ ‬الهندية‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة‭.‬

وكما‭ ‬هو‭ ‬واضح‭ ‬فإن‭ ‬البحرين‭ ‬تجمعها‭ ‬بالهند‭ ‬أعمق‭ ‬الوشائج‭ ‬الحضارية‭ ‬والإنسانية،‭ ‬والصلات‭ ‬التاريخية،‭ ‬والأهداف‭ ‬والمصالح‭ ‬المشتركة،‭ ‬والالتزام‭ ‬بقيم‭ ‬السلم‭ ‬والتسامح‭ ‬والتعايش،‭ ‬والحرص‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬الانتماء‭ ‬والوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬وهي‭ ‬بذلك‭ ‬مرشحة‭ ‬ومهيأة،‭ ‬كما‭ ‬ذكرنا،‭ ‬لأخذ‭ ‬زمام‭ ‬القيادة‭ ‬والمبادرة‭ ‬لتكون‭ ‬المحطة‭ ‬والمرتكز‭ ‬التي‭ ‬تتبلور‭ ‬فيها‭ ‬وتنطلق‭ ‬منها‭ ‬الجهود‭ ‬والبرامج‭ ‬والأفكار‭ ‬والمشاريع‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬والتعاون‭ ‬والشراكة‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬والدول‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬الشروع‭ ‬في‭ ‬متابعة‭ ‬وتفعيل‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬في‭ ‬البيان‭ ‬الختامي‭ ‬للزيارة،‭ ‬وتكثيف‭ ‬التواصل‭ ‬وتبادل‭ ‬الزيارات‭ ‬بين‭ ‬كبار‭ ‬المسؤولين‭ ‬والمختصين‭ ‬في‭ ‬البلدين،‭ ‬وتحفيز‭ ‬ودعم‭ ‬اللجنة‭ ‬العليا‭ ‬البحرينية‭ ‬الهندية‭ ‬المشتركة‭ ‬وضمان‭ ‬انتظام‭ ‬اجتماعاتها،‭ ‬والتنسيق‭ ‬مع‭ ‬لجنة‭ ‬الحوار‭ ‬الإستراتيجي‭ ‬الخليجي‭ ‬الهندي‭ ‬التي‭ ‬تتخذ‭ ‬من‭ ‬الرياض‭ ‬مقرًا‭ ‬لها‭ ‬وتتولى‭ ‬أمانة‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬تمثيل‭ ‬الدول‭ ‬الخليجية‭ ‬الأعضاء‭ ‬فيها،‭ ‬وتوحيد‭ ‬الجهود‭ ‬والشروع‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشاريع‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الدراسات‭ ‬والأبحاث‭ ‬والتطوير،‭ ‬والصناعات‭ ‬المشتركة‭ ‬خصوصا‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية،‭ ‬والنفط‭ ‬والغاز،‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬وتقنية‭ ‬المعلومات،‭ ‬والزراعة‭ ‬والري‭ ‬ومحاربة‭ ‬التصحر،‭ ‬وعلوم‭ ‬الفضاء‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المجالات‭ ‬الحيوية،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬تجارب‭ ‬الهند‭ ‬ومن‭ ‬حجم‭ ‬سوقها‭ ‬الاستهلاكية،‭ ‬إذ‭ ‬يتجاوز‭ ‬عدد‭ ‬سكانها‭ ‬1‭.‬3‭ ‬مليار‭ ‬نسمة‭ ‬تُكَون‭ ‬الطبقة‭ ‬الوسطى‭ ‬منهم‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬دول‭ ‬المجموعة‭ ‬الأوروبية‭ ‬مجتمعة‭. ‬وبمثل‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬والمشاريع‭ ‬تتحقق‭ ‬الشراكة‭ ‬الإستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬وجمهورية‭ ‬الهند‭ ‬الصديقة‭.‬