ستة على ستة

الخيانة والفساد والإرهاب في إيران

| عطا السيد الشعراوي

عادة‭ ‬ما‭ ‬تجابه‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية‭ ‬وهي‭ ‬كثيرة‭ ‬وتكشف‭ ‬مدى‭ ‬توغل‭ ‬الفساد‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬وحجم‭ ‬التلاعب‭ ‬في‭ ‬مقدرات‭ ‬الشعب‭ ‬وصرف‭ ‬أمواله‭ ‬على‭ ‬نزوات‭ ‬وأهواء‭ ‬أركان‭ ‬نظامه،‭ ‬أو‭ ‬تلك‭ ‬التحليلات‭ ‬التي‭ ‬تؤكد‭ ‬وجود‭ ‬خلافات‭ ‬عميقة‭ ‬داخل‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬تجابه‭ ‬بردود‭ ‬فعل‭ ‬عنيفة‭ ‬ومتطرفة،‭ ‬وناقمة‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬التقارير‭ ‬والتحليلات‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬مضمونها‭ ‬أدلة‭ ‬أو‭ ‬براهين‭ ‬موضوعية‭ ‬أو‭ ‬تفنيدا‭ ‬للاتهامات‭ ‬والحقائق‭ ‬التي‭ ‬تحملها‭.‬

لكن‭ ‬السؤال‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬كيف‭ ‬سيكون‭ ‬رد‭ ‬فعل‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬على‭ ‬الشهادات‭ ‬التي‭ ‬تدلي‭ ‬بها‭ ‬عناصر‭ ‬مهمة‭ ‬داخله،‭ ‬من‭ ‬بينهم‭ ‬كبير‭ ‬المستشارين‭ ‬لقائد‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني،‭ ‬غلام‭ ‬حسين‭ ‬غيب‭ ‬بور،‭ ‬الذي‭ ‬وجه‭ ‬مؤخرا‭ ‬انتقادات‭ ‬قاسية‭ ‬واتهامات‭ ‬بالخيانة‭ ‬لوزير‭ ‬الخارجية‭ ‬جواد‭ ‬ظريف،‭ ‬بسبب‭ ‬زيارته‭ ‬المفاجئة‭ ‬إلى‭ ‬فرنسا‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تحتضن‭ ‬اجتماعا‭ ‬لقادة‭ ‬مجموعة‭ ‬الدول‭ ‬السبع،‭ ‬معتبرا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬اليأس‭ ‬وتعد‭ ‬بمثابة‭ ‬هزيمة‭ ‬لإيران،‭ ‬قائلا‭: ‬“أتمنى‭ ‬ألا‭ ‬يلوي‭ ‬الأجانب‭ ‬أيدينا”‭.‬

إضافة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الاتهامات‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬الهوة‭ ‬بين‭ ‬مؤسسات‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬انتقد‭ ‬غلام‭ ‬حجم‭ ‬الفساد‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬مطالبا‭ ‬الحكومة‭ ‬بأن‭ ‬تطهر‭ ‬نفسها‭ ‬باستمرار،‭ ‬لأن‭ ‬وجود‭ ‬عنصر‭ ‬فاسد‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬يجعله‭ ‬يطغى‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬النظام‭.‬

تزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬تصريحات‭ ‬للرئيس‭ ‬روحاني‭ ‬تؤكد‭ ‬التلازم‭ ‬بين‭ ‬الإرهاب‭ ‬والنظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬إذ‭ ‬أعلن‭ ‬رفضه‭ ‬إجراء‭ ‬أي‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب،‭ ‬قبل‭ ‬رفع‭ ‬العقوبات‭ ‬الأميركية‭ ‬ضد‭ ‬بلاده،‭ ‬والتي‭ ‬وصفها‭ ‬“بالإرهاب‭ ‬الاقتصادي”،‭ ‬متجاهلا‭ ‬الإرهاب‭ ‬متعدد‭ ‬المستويات‭ ‬الذي‭ ‬يمارسه‭ ‬نظامه‭ ‬ضد‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬بتجويعه‭ ‬وإفقاره،‭ ‬وضد‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬وشعوبها‭ ‬بتدخلاته‭ ‬ودعمه‭ ‬العصابات‭ ‬الإرهابية‭ ‬لنشر‭ ‬الفوضى‭ ‬والدمار‭ ‬وتنفيذ‭ ‬أجندة‭ ‬طائفية‭ ‬تحمل‭ ‬الخراب‭ ‬وتسعى‭ ‬لتفتيت‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭.‬

روحاني‭ ‬وصف‭ ‬العقوبات‭ ‬الأميركية‭ ‬التي‭ ‬فرضت‭ ‬ردًا‭ ‬على‭ ‬تصرفات‭ ‬وممارسات‭ ‬نظامه‭ ‬بالإرهاب‭ ‬الاقتصادي‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬إيضاحًا‭ ‬وتفسيرا‭ ‬لأوجه‭ ‬إنفاق‭ ‬المليارات‭ ‬التي‭ ‬جناها‭ ‬نظامه‭ ‬جراء‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬المبرم‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬سنوات‭ ‬ومصير‭ ‬هذه‭ ‬المليارات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬البؤس‭ ‬التي‭ ‬تزداد‭ ‬اتساعا‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬ستظل‭ ‬قائمة‭ ‬ما‭ ‬بقي‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬حصر‭ ‬مصدر‭ ‬وجوده‭ ‬دوليا‭ ‬فيما‭ ‬يمارسه‭ ‬من‭ ‬إرهاب‭ ‬ضد‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭.‬