ومضة قلم

حوادث الطرق.. أين الخلل؟!

| محمد المحفوظ

كان‭ ‬الاعتقاد‭ ‬السائد‭ ‬أنّ‭ ‬قانون‭ ‬المرور‭ ‬الجديد‭ ‬سيكون‭ ‬كفيلا‭ ‬بنهاية‭ ‬أكيدة‭ ‬للحوادث‭ ‬المرورية‭ ‬المميتة‭ ‬أو‭ ‬بالحد‭ ‬منها،‭ ‬لكن‭ ‬الذي‭ ‬اتضح‭ ‬أنّ‭ ‬هذه‭ ‬الحوادث‭ ‬تتضاعف‭ ‬بصورة‭ ‬مأساوية،‭ ‬حيث‭ ‬نشهد‭ ‬حوادث‭ ‬مفجعة‭ ‬يروح‭ ‬ضحيتها‭ ‬شباب‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬الورود،‭ ‬أما‭ ‬المتسببون‭ ‬فيها‭ ‬أو‭ ‬أبطالها‭ ‬غالبا‭ ‬فإنّهم‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الشباب،‭ ‬وأمام‭ ‬هذه‭ ‬المآسي‭ ‬المتكررة‭ ‬يبدو‭ ‬السؤال‭ ‬منطقيا،‭ ‬أليست‭ ‬هناك‭ ‬نهاية‭ ‬لهذه‭ ‬الكوارث‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يراد‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تتوقف؟‭ ‬فالكثيرون‭ ‬ينتظرون‭ ‬حلا‭ ‬لهذه‭ ‬المعضلة‭ ‬المزمنة‭. ‬

البعض‭ ‬يلقي‭ ‬أصابع‭ ‬الاتهام‭ ‬على‭ ‬أنّ‭ ‬التراخي‭ ‬في‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬سببا،‭ ‬طبعا‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬ينكر‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬المرور‭ ‬الجديد‭ ‬كان‭ ‬صارما‭ ‬وتضمن‭ ‬عقوبات‭ ‬مشددة،‭ ‬أما‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬فإنّه‭ ‬يرى‭ ‬أنّ‭ ‬المعضلة‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬غياب‭ ‬الثقافة‭ ‬المرورية،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬السواق‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬التقيد‭ ‬بالأنظمة‭ ‬المرورية،‭ ‬وإلا‭ ‬ما‭ ‬التفسير‭ ‬المنطقي‭ ‬لتجاوز‭ ‬القانون‭ ‬والسياقة‭ ‬بتهور‭ ‬وتعريض‭ ‬حياة‭ ‬الأبرياء‭ ‬للموت‭ ‬المحقق؟‭ ‬

الذي‭ ‬يثير‭ ‬الدهشة‭ ‬أنّ‭ ‬من‭ ‬يقدمون‭ ‬على‭ ‬العبث‭ ‬بالقانون‭ ‬باتوا‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬أكيدة‭ ‬بأنّهم‭ ‬سيكونون‭ ‬ضحايا‭ ‬للحوادث،‭ ‬ولا‭ ‬يداخلهم‭ ‬أدنى‭ ‬شعور‭ ‬بأنّ‭ ‬حياتهم‭ ‬أيضا‭ ‬معرضة‭ ‬للخطر‭. ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬بوسعه‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬جهود‭ ‬رجال‭ ‬المرور‭ ‬ولا‭ ‬الوسائل‭ ‬الإعلامية‭ ‬والتثقيفية‭ ‬فإنها‭ ‬للأمانة‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الطرق‭. ‬ربما‭ ‬أنّ‭ ‬جزءا‭ ‬من‭ ‬المعضلة‭ ‬كما‭ ‬نتصورها‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬قلة‭ ‬دوريات‭ ‬المرور‭ ‬أو‭ ‬أنها‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬ملاحظة‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الحال‭ ‬قبل‭ ‬سنوات‭ ‬لاعتقاد‭ ‬المسؤولين‭ ‬بأنّ‭ ‬الكاميرات‭ ‬باتت‭ ‬تشكل‭ ‬بديلا‭ ‬كافيا،‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يستغل‭ ‬غيابهم‭ ‬بممارسة‭ ‬تصرفات‭ ‬خارجة‭ ‬عن‭ ‬القانون،‭ ‬وما‭ ‬نتمناه‭ ‬عودة‭ ‬الدوريات‭ ‬المرورية‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرق،‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬تواجدهم‭ ‬يفوت‭ ‬الفرصة‭ ‬على‭ ‬المتهورين‭ ‬ويحافظ‭ ‬على‭ ‬الأرواح‭.‬

ثمة‭ ‬من‭ ‬يؤكد‭ ‬أنّ‭ ‬سوء‭ ‬التخطيط‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬الشوارع‭ ‬والطرق‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬الحوادث‭ ‬الخطيرة‭ ‬نظرا‭ ‬لأنها‭ ‬لم‭ ‬تزل‭ ‬على‭ ‬وضعها‭ ‬منذ‭ ‬إنشائها‭ ‬قبل‭ ‬عقود‭ ‬طويلة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬لكثرة‭ ‬المنعطفات‭ ‬ذات‭ ‬الاتجاهين‭ ‬وتضاعف‭ ‬أعداد‭ ‬المركبات‭ ‬بشكل‭ ‬يومي‭.‬