المجلس الأعلى للمرأة ودوره الفعال في التنمية المستدامة (1)

| د. هالة جمال

‏‏18‭ ‬عاما‭ ‬على‭ ‬تأسيس‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬‏برئاسة‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬قرينة‭ ‬العاهل‭ ‬المفدى‭ ‬‏حفظها‭ ‬الله‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬الأمر‭ ‬السامي‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رقم‭ (‬44‭) ‬‏في‭ ‬22‭ ‬أغسطس‭ ‬2001،‭ ‬ودور‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬النساء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬‏غني‭ ‬عن‭ ‬التعريف،‭ ‬مرئي‭ ‬لكل‭ ‬ذي‭ ‬عينين‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬وخارجها،‭ ‬مؤكد‭ ‬بالأرقام‭ ‬‏ومدعوم‭ ‬بالإحصائيات‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تقبل‭ ‬إلا‭ ‬كل‭ ‬احترام‭ ‬وتبجيل‭ ‬لعمل‭ ‬هذا‭ ‬المجلس‭ ‬منذ‭ ‬نشأته‭ ‬‏وتقدير‭ ‬أثره‭ ‬المثمر‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وتكفي‭ ‬هنا‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬إحصائية‭ ‬‏واحدة‭ ‬فقط‭ ‬ضمن‭ ‬عشرات‭ ‬الإحصائيات‭ ‬والأرقام‭ ‬التي‭ ‬تبلور‭ ‬مسيرة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬‏للمرأة،‭ ‬وهي‭ ‬الإحصائية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بارتفاع‭ ‬الدخل‭ ‬التقديري‭ ‬للمرأة‭ ‬بمعدل‭ ‬91‭ % ‬على‭ ‬مدى‭ ‬‏الـ‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وهو‭ ‬رقم‭ ‬مرتفع‭ ‬جدا‭ ‬ومتميز‭ ‬ينم‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬دؤوب‭ ‬وتخطيط‭ ‬دقيق‭ ‬‏وجهد‭ ‬حقيقي‭.‬‏

‏لكنني‭ ‬أود‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬زاوية‭ ‬أخرى‭ ‬مهمة‭ ‬للغاية‭ ‬أخذ‭ ‬المجلس‭ ‬على‭ ‬عاتقه‭ ‬المضي‭ ‬فيها‭ ‬‏قدما‭ ‬والمساهمة‭ ‬بفاعلية‭ ‬في‭ ‬إنجازها‭ ‬وهي‭ ‬“التنمية‭ ‬المستدامة”‭ ‬للمرأة‭ ‬والمجتمع‭ ‬والبيئة‭ ‬‏المحيطة،‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬أشرنا‭ ‬في‭ ‬‏مقالات‭ ‬سابقة‭ ‬إلى‭ ‬الأهداف‭ ‬الـ‭ ‬17‭ ‬التي‭ ‬وضعتها‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتحقيق‭ ‬مفهوم‭ ‬التنمية‭ ‬‏المستدامة،‭ ‬والتي‭ ‬بالطبع‭ ‬تبنتها‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ووضعت‭ ‬استراتيجية‭ ‬محددة‭ ‬المدة‭ ‬‏لتحقيقها‭ ‬والوفاء‭ ‬بها،‭ ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬المنطلق‭ ‬فإن‭ ‬سعي‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬ضمن‭ ‬أهدافه‭ ‬واستراتيجيته‭ ‬لتحقيق‭ ‬‏مفهوم‭ ‬“التنمية‭ ‬المستدامة”‭ ‬وأهدافها‭ ‬كان‭ ‬واضحا‭ ‬بشدة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدة‭ ‬مبادرات‭ ‬مهمة‭ ‬‏متعلقة‭ ‬بوضع‭ ‬المرأة‭ ‬وتنمية‭ ‬وتطوير‭ ‬دورها‭ ‬“المستدام”‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الوطن‭ ‬والاقتصاد‭ ‬‏الوطني،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬إطلاق‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬‏العمل‭ ‬تمكين،‭ ‬برنامجا‭ ‬مشتركا‭ ‬لدعم‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬العمل‭ ‬يستهدف‭ ‬‏الباحثات‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬والعاملات،‭ ‬ورائدات‭ ‬الأعمال،‭ ‬والمتقاعدات‎‭.‬‎‏‭ ‬ويشمل‭ ‬البرنامج‭ ‬‏التمويل‭ ‬والتوجيه‭ ‬والاحتضان،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التدريب‭ ‬وتنمية‭ ‬القدرات،‭ ‬لدعم‭ ‬حضور‭ ‬المرأة‭ ‬‏اقتصاديا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المجالات،‭ ‬وإدماج‭ ‬احتياجات‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬العمل‭ ‬التنموي‭ ‬‎‭.‬‎‏وسيساهم‭ ‬البرنامج‭ ‬وفقا‭ ‬‏لتوقعات‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬نفسه‭ ‬في‭ ‬رفع‭ ‬نسبة‭ ‬مشاركة‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬‏كما‭ ‬سيساهم‭ ‬البرنامج‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬نسبة‭ ‬الباحثات‭ ‬عن‭ ‬عمل‎‭.‬‎

كما‭ ‬لا‭ ‬يفوتني‭ ‬أن‭ ‬أنوه‭ ‬عن‭ ‬نتائج‭ ‬“مبادرة‭ ‬امتياز‭ ‬الشرف‭ ‬لرائدة‭ ‬الأعمال‭ ‬البحرينية‭ ‬‏الشابة”‭ ‬التي‭ ‬أعلن‭ ‬عنها‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬في‭ ‬دورته‭ ‬الثالثة،‭ ‬بهدف‭ ‬رفع‭ ‬نسب‭ ‬مشاركة‭ ‬رائدات‭ ‬الأعمال،‭ ‬وتضمن‭ ‬“استدامة”‭ ‬حضورهن‭ ‬في‭ ‬سوق‭ ‬‏العمل،‭ ‬وتأتي‭ ‬ضمن‭ ‬مبادرات‭ ‬وخطط‭ ‬وبرامج‭ ‬دعم‭ ‬تقدم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬‏مجالات‭ ‬الشأن‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬كمدخل‭ ‬رئيسي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬الأسري،‎‭ ‬كما‭ ‬أطلق‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ ‬“تمكين”‭ ‬‏وجامعة‭ ‬البحرين‭ ‬برنامج‭ ‬“المربية‭ ‬والمعلمة‭ ‬الوطنية”،‭ ‬الذي‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬‏دور‭ ‬الحضانة‭ ‬ورياض‭ ‬الأطفال،‭ ‬‎وتشارك‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬50‭ ‬مؤسسة‎‭.‬‎

وجميعها‭ ‬مبادرات‭ ‬تستحق‭ ‬الثناء‭ ‬والإشادة‭ ‬وكان‭ ‬لها‭ ‬أبرز‭ ‬الأثر‭ ‬في‭ ‬ديمومة‭ ‬وتنمية‭ ‬دور‭ ‬‏المرأة‭ ‬بشكل‭ ‬مستدام‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الوطني،‭ ‬وفي‭ ‬الواقع‭ ‬إن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬‏مبادرات‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وأهدافها‭ ‬يشمل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬‏الجوانب‭ ‬التي‭ ‬سنستكملها‭ ‬في‭ ‬المقال‭ ‬القادم‭.‬