سوالف

كارثة بيئية في شوارعنا

| أسامة الماجد

مشكلة‭ ‬المرور‭ ‬الصعبة‭ ‬والاختناقات‭ ‬اليومية‭ ‬على‭ ‬هايواي‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬سلمان،‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬كوبري‭ ‬أم‭ ‬الحصم‭ ‬ولغاية‭ ‬كوبري‭ ‬مدينة‭ ‬عيسى‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬ذروتها،‭ ‬ولم‭ ‬تعد‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬الاختناقات‭ ‬المرورية‭ ‬وطابور‭ ‬السيارات‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬تلوث‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬عوادم‭ ‬السيارات،‭ ‬وهي‭ ‬كارثة‭ ‬بيئية‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬تحمله‭ ‬الكلمة‭ ‬من‭ ‬معنى،‭ ‬ومن‭ ‬يريد‭ ‬عيش‭ ‬التجربة‭ ‬والتأكد‭ ‬بنفسه‭ ‬عليه‭ ‬التواجد‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الشارع‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الخامسة‭ ‬والسابعة‭ ‬مساء،‭ ‬فغاز‭ ‬أول‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬يلف‭ ‬المنطقة‭ ‬“رؤيا‭ ‬العين”،‭ ‬وهو‭ ‬من‭ ‬أخطر‭ ‬الملوثات،‭ ‬ويشير‭ ‬العراقي‭ ‬الدكتور‭ ‬حيدر‭ ‬عبدالرزاق‭ ‬كمونه‭ ‬خبير‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬“تلوث‭ ‬البيئة‭ ‬وتخطيط‭ ‬المدن”‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬“وسائط‭ ‬النقل‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬أنواعها‭ ‬اعتبرت‭ ‬في‭ ‬السنين‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬المصادر‭ ‬الرئيسية‭ ‬لتلوث‭ ‬جو‭ ‬المدينة‭ ‬بالغازات‭ ‬والدخان‭ ‬المقذوف‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الوسائط،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬المواد‭ ‬تترك‭ ‬تأثيرا‭ ‬ساما‭ ‬على‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تسببه‭ ‬من‭ ‬ضجيج،‭ ‬وكل‭ ‬الأساليب‭ ‬المتبعة‭ ‬ووسائل‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬تلوث‭ ‬جو‭ ‬المدينة‭ ‬مازالت‭ ‬غير‭ ‬كافية‭ ‬بل‭ ‬عاجزة‭ ‬عن‭ ‬إعطاء‭ ‬النتيجة‭ ‬المطلوبة‭ ‬منها‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬تنقية‭ ‬هواء‭ ‬المدينة‭ ‬من‭ ‬أضرارها‭ ‬وذلك‭ ‬بسبب‭ ‬تواجد‭ ‬هذه‭ ‬الوسائط‭ ‬في‭ ‬جسم‭ ‬المدينة،‭ ‬وقد‭ ‬أثبت‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬السيارة‭ ‬الآفة‭ ‬والسبب‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬التلوث‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المدن”‭.‬

إذا‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬كارثة‭ ‬وتحد‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تزايد‭ ‬عدد‭ ‬السيارات‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وهذه‭ ‬مشكلة‭ ‬باتت‭ ‬مقلقة،‭ ‬فحسب‭ ‬الأرقام‭ ‬عدد‭ ‬المركبات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬بلغ‭ ‬700‭ ‬ألف‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬“2016”،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬عددها‭ ‬إلى‭ ‬52‭ % ‬خلال‭ ‬10‭ ‬سنوات‭ ‬فائتة،‭ ‬بدءا‭ ‬بعام‭ ‬2006‭ ‬“337‭ ‬ألف‭ ‬سيارة”،‭ ‬واليوم‭ ‬نحن‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬2020‭ ‬ولا‭ ‬نعلم‭ ‬كم‭ ‬بلغ‭ ‬عدد‭ ‬السيارات‭ ‬التي‭ ‬تغص‭ ‬بها‭ ‬شوارعنا‭.‬

أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬كتبت‭ ‬الصحافة‭ ‬عن‭ ‬ضرورة‭ ‬تقنين‭ ‬رخص‭ ‬ملكية‭ ‬السيارات‭ ‬للأجانب،‭ ‬ووضع‭ ‬اشتراطات‭ ‬صارمة‭ ‬كزيادة‭ ‬في‭ ‬الرسوم‭ ‬وعدم‭ ‬إعطاء‭ ‬الرخصة‭ ‬لأي‭ ‬عامل‭ ‬آسيوي،‭ ‬لأن‭ ‬جزءا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬المشكلة‭ ‬يكمن‭ ‬في‭ ‬التسهيلات‭ ‬التي‭ ‬يحصل‭ ‬عليها‭ ‬هؤلاء،‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬عليهم‭ ‬هو‭ ‬التقدم‭ ‬“للكجه‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬الليسن”‭ ‬وبعد‭ ‬شهر‭ ‬تراهم‭ ‬يجوبون‭ ‬الشوارع‭ ‬بسيارات‭ ‬خردة‭.‬