فجر جديد

استفزاز “النواب” للمواطن

| إبراهيم النهام

عمت‭ ‬ساحات‭ (‬السوشيال‭ ‬ميديا‭) ‬أخيرا‭ ‬موجه‭ ‬من‭ ‬الانتقادات‭ ‬اللاذعة‭ ‬لمقترح‭ ‬نيابي‭ ‬غريب،‭ ‬ومنفصل‭ ‬عن‭ ‬واقع‭ ‬المواطن‭.‬

وتخنق‭ ‬شاكلة‭ ‬هذه‭ ‬المقترحات‭ ‬المواطن،‭ ‬وتضع‭ ‬الكماشة‭ ‬على‭ ‬عنقه،‭ ‬بحجة‭ ‬تطوير‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة،‭ ‬كما‭ ‬تضع‭ ‬بالمقابل‭ (‬النائب‭) ‬بموقف‭ ‬لا‭ ‬يحسد‭ ‬عليه‭ ‬مع‭ ‬سخرية‭ (‬المواطنين‭) ‬و‭(‬تحلطمهم‭).‬

وأوجز‭ ‬هنا‭ ‬بعض‭ ‬النصائح‭ ‬للسادة‭ ‬النواب‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر،‭ ‬وهي‭ ‬نصائح‭ ‬يقولها‭ ‬الناس‭:‬

‭# ‬أي‭ ‬مقترح‭ ‬يختص‭ ‬بفئات‭ ‬مهنية‭ ‬معينة،‭ ‬كالصيادين،‭ ‬أو‭ ‬سواقي‭ ‬الأجرة،‭ ‬أو‭ ‬المعلمين،‭ ‬أو‭ ‬غيرهم،‭ ‬يفترض‭ ‬بصاحبه‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬مشورة‭ ‬ممثلي‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬ينوب‭ ‬عنهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬أحيانا،‭ ‬حيث‭ ‬يتفاجأ‭ (‬هؤلاء‭) ‬أسوة‭ ‬بغيرهم،‭ ‬بقراءة‭ ‬الخبر‭ ‬على‭ ‬صدر‭ ‬صفحات‭ ‬الجرائد،‭ ‬وبصورة‭ ‬لا‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬واقعهم‭ ‬واحتياجاتهم‭.‬

‭# ‬أي‭ ‬مقترح‭ ‬نيابي‭ ‬يتعلق‭ ‬بتحسين‭ ‬الشأن‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬حلولا‭ ‬بديلة‭ ‬للمواطن،‭ ‬ليس‭ ‬دور‭ ‬النائب‭ ‬تحميل‭ ‬ابن‭ ‬البلد‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الأعباء،‭ ‬وإنما‭ ‬أن‭ ‬يخففها‭ ‬عنه‭.‬

‭# ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬الإخوة‭ ‬النواب‭ ‬عن‭ ‬تقديم‭ ‬المقترحات‭ ‬التي‭ ‬تتداخل‭ ‬مع‭ ‬اختصاصات‭ ‬العضو‭ ‬البلدي،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬يوجد‭ ‬الخصومة‭ ‬غير‭ ‬المبررة،‭ ‬ويحدث‭ ‬الخلافات،‭ ‬ويؤجج‭ ‬الضغائن‭.‬

‭# ‬أن‭ ‬يستثمر‭ ‬النواب‭ ‬مجالسهم،‭ ‬وتواصلهم‭ ‬الشخصي‭ ‬مع‭ ‬المواطنين؛‭ ‬لتحديد‭ ‬أولوياتهم‭ ‬في‭ ‬المقترحات‭ ‬والتشريعات‭ ‬والقوانين‭ ‬التي‭ ‬يتقدمون‭ ‬بها،‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يحصل‭ (‬ببعض‭ ‬الحالات‭).‬

‭# ‬أن‭ ‬يتوقف‭ ‬النواب‭ ‬عن‭ (‬التحسس‭) ‬عما‭ ‬يكتبه‭ ‬الصحافيون‭ ‬والمغردون‭ ‬عنهم،‭ ‬فالأمر‭ ‬لا‭ ‬علاقة‭ ‬له‭ ‬بــ‭ (‬الشخصنة‭)‬،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬نقد‭ ‬نابع‭ ‬من‭ ‬صميم‭ ‬الواجب‭ ‬الوطني‭.‬

‭# ‬ليست‭ ‬العبرة‭ ‬بعدد‭ ‬المقترحات‭ ‬النيابية‭ ‬والأسئلة‭ ‬والتشريعات،‭ ‬بل‭ ‬بجدواها‭ ‬وإمكان‭ ‬تنفيذها،‭ ‬وقربها‭ ‬من‭ ‬المواطن‭. ‬ودمتم‭ ‬بخير‭.‬