من وحي لقاء سمو رئيس الوزراء بممثلي المآتم الحسينية

| عادل عيسى المرزوق

تميزت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬منذ‭ ‬القدم‭ ‬بسمات‭ ‬التعايش‭ ‬والتعددية‭ ‬واحترام‭ ‬الأديان‭ ‬والمكونات‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬نموذجًا‭ ‬يشار‭ ‬إليه‭ ‬بالبنان،‭ ‬وحين‭ ‬يأتي‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬ذكرى‭ ‬عاشوراء‭ ‬فإن‭ ‬أول‭ ‬ملامح‭ ‬ذلك‭ ‬الموسم‭ ‬هو‭ ‬الخدمات‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬الدولة‭ ‬والتي‭ ‬تتطور‭ ‬عامًا‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬مسجلةً‭ ‬بذلك‭ ‬جهودًا‭ ‬متواصلة‭ ‬لإنجاح‭ ‬الموسم،‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬شك،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬الإسلامية‭ ‬العظيمة‭ ‬لها‭ ‬مكانتها‭ ‬وموضع‭ ‬الاهتمام‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬القيادة‭ ‬الرشيدة‭ ‬حفظها‭ ‬الله‭ ‬ورعاها،‭ ‬ويأتي‭ ‬استقبال‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬ممثلي‭ ‬المآتم‭ ‬الحسينية‭ ‬كواحدة‭ ‬من‭ ‬صور‭ ‬اهتمام‭ ‬سموه‭ ‬الكبير‭ ‬للاطمئنان‭ ‬على‭ ‬توافر‭ ‬الخدمات‭ ‬والتسهيلات‭ ‬لإحياء‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬في‭ ‬صورتها‭ ‬الدينية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تعكس‭ ‬صورة‭ (‬ما‭ ‬يجمع‭ ‬شعب‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬روح‭ ‬المحبة‭ ‬والتآخي،‭ ‬ووحد‭ ‬وتماسك‭ ‬المجتمع‭ ‬وقيم‭ ‬التواصل‭ ‬والاعتدال‭) ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬سموه‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭.‬

من‭ ‬وحي‭ ‬ذلك‭ ‬“المجلس”‭ ‬الطيب‭ ‬المبارك،‭ ‬نسجل‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬النقاط‭ ‬ولعل‭ ‬أبرزها‭ ‬تأكيد‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬على‭ ‬الاعتزاز‭ ‬بنموذج‭ ‬التعايش‭ ‬والتعددية‭ ‬والتعاضد‭ ‬والتكاتف‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين،‭ ‬موصولًا‭ ‬بالإيمان‭ ‬التام‭ ‬والدعوات‭ ‬الطيبة‭ ‬لترجمة‭ ‬قيم‭ ‬ومبادئ‭ ‬ذكرى‭ ‬عاشوراء‭ ‬فيما‭ ‬ينمي‭ ‬ذلك‭ ‬النموذج‭ ‬ويصونه‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬ممارسات‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬إحداث‭ ‬الفرقة‭ ‬والشقاق‭ ‬والخلاف‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬ذلك‭ ‬لأننا‭ ‬حينما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬موسم‭ ‬عاشوراء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬دون‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول،‭ ‬سنجد‭ ‬أنها‭ ‬الأكثر‭ ‬تميزًا‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬نواحي،‭ ‬فهذه‭ ‬الذكرى‭ ‬الجليلة‭ ‬لها‭ ‬أثرها‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬القيم‭ ‬الإسلامية‭ ‬العظيمة،‭ ‬ولها‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬غرس‭ ‬معاني‭ ‬الوحدة‭ ‬والتكاتف‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالخطاب‭ ‬الديني‭ ‬المعتدل‭ ‬الذي‭ ‬يجمع‭ ‬تحت‭ ‬ظلاله‭ ‬كل‭ ‬الناس،‭ ‬مسلمين‭ ‬وغير‭ ‬مسلمين،‭ ‬ثم‭ ‬الناحية‭ ‬التي‭ ‬تستحق‭ ‬فيها‭ ‬الدولة‭ ‬الشكر‭ ‬والتقدير،‭ ‬ألا‭ ‬وهي‭ ‬توفير‭ ‬التسهيلات‭ ‬والخدمات‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬مختلف‭ ‬وزارات‭ ‬وأجهزة‭ ‬الدولة‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬الجانب،‭ ‬تعتبر‭ ‬خدمات‭ ‬الموسم‭ ‬المقدمة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الدول‭ ‬دليلًا‭ ‬على‭ ‬تقدير‭ ‬واحترام‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬سجل‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬الأجواء‭ ‬لممارسة‭ ‬المعتقدات‭ ‬والشعائر‭ ‬بكل‭ ‬حرية‭ ‬وارتياح‭ ‬وتوافق‭ ‬مع‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة‭ ‬لأتباع‭ ‬كل‭ ‬الديانات‭ ‬والمذاهب،‭ ‬وكشكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬النسيج‭ ‬المجتمعي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أشار‭ ‬إليه‭ ‬سموه‭ ‬بتوجيه‭ ‬كافة‭ ‬الوزارات‭ ‬والجهات‭ ‬لبذل‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭ ‬لتسهيل‭ ‬تنظيم‭ ‬المناسبات‭ ‬الدينية‭.‬

إن‭ ‬مجموعة‭ ‬القيم‭ ‬السامية‭ ‬للمناسبات‭ ‬الدينية‭ ‬هي‭ ‬مسئولية‭ ‬كبرى،‭ ‬دينية‭ ‬ووطنية،‭ ‬وتكريس‭ ‬القيم‭ ‬النبيلة‭ ‬التي‭ ‬يحض‭ ‬عليها‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامية‭ ‬الحنيف‭ ‬كما‭ ‬جاء‭ ‬في‭ ‬حديث‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬مع‭ ‬ممثلي‭ ‬المآتم،‭ ‬ترتبط‭ ‬من‭ ‬عدة‭ ‬وجوه‭ ‬بالدعوة‭ ‬إلى‭ ‬الوحدة‭ ‬والتآلف،‭ ‬وهنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬المنابر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬لتقدم‭ ‬أطروحات‭ ‬تجمع‭ ‬الناس‭ ‬وتنمي‭ ‬المعاني‭ ‬والسمات‭ ‬الطيبة،‭ ‬ومساندة‭ ‬الدولة‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬إضفاء‭ ‬الأجواء‭ ‬الآمنة‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬العام‭ ‬والاستقرار،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬يتحقق‭ ‬بالفعل‭ ‬في‭ ‬وطن‭ ‬يؤمن‭ ‬بمبادئ‭ ‬ذكرى‭ ‬عاشوراء‭ ‬في‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭ ‬والأخوة‭.‬