لمحات

التبسيط والتعقيد

| د.علي الصايغ

في‭ ‬حياتنا‭ ‬أناس‭ ‬لهم‭ ‬ثقافاتهم‭ ‬الخاصة،‭ ‬وآراؤهم‭ ‬وأطباعهم،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬الأمور‭ ‬والمشكلات‭ ‬وأية‭ ‬تداعيات‭ ‬أو‭ ‬ظروف‭ ‬بصعوبة‭ ‬بالغة،‭ ‬واهمين‭ ‬أنفسهم‭ ‬والآخرين‭ ‬بالتعقيد‭ ‬غير‭ ‬المبرر،‭ ‬والذي‭ ‬قد‭ ‬يجعل‭ ‬في‭ ‬أعينهم،‭ ‬وأعين‭ ‬القريبين‭ ‬منهم،‭ ‬أو‭ ‬المعنيين‭ ‬بالأمر،‭ ‬الحلول‭ ‬مستحيلة‭! ‬بينما‭ ‬يتعامل‭ ‬آخرون‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يواجهونه‭ ‬ببساطة‭ ‬بالغة،‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬أنهم‭ ‬يشعرون‭ ‬الآخرين‭ ‬بأن‭ ‬الحل‭ ‬بات‭ ‬نافذاً،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬للقلق‭ ‬أو‭ ‬التشاؤم‭ ‬البتة‭.‬

المُعَقِدون،‭ ‬أشخاص‭ ‬يغلب‭ ‬عليهم‭ ‬التشاؤم،‭ ‬والحديث‭ ‬معهم‭ ‬يجر‭ ‬إلى‭ ‬توقع‭ ‬احتمالات‭ ‬غير‭ ‬واقعية،‭ ‬أو‭ ‬احتمال‭ ‬الأسوأ‭ ‬بل‭ ‬الأكثر‭ ‬سوءاً،‭ ‬وقد‭ ‬يقتلون‭ ‬فينا‭ ‬الأمل،‭ ‬ويستهدفون‭ ‬قناعتنا‭ ‬بأن‭ ‬ما‭ ‬يمنحنا‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭ ‬من‭ ‬نعم‭ ‬لا‭ ‬تعد‭ ‬ولا‭ ‬تحصى،‭ ‬والأمر‭ ‬بيده‭ ‬سبحانه،‭ ‬بينما‭ ‬شحنات‭ ‬التفاؤل‭ ‬التي‭ ‬يبثها‭ ‬المُبَسِطون،‭ ‬المتفائلون،‭ ‬ليست‭ ‬واهية‭ ‬على‭ ‬الإطلاق،‭ ‬ولا‭ ‬تعرف‭ ‬المستحيل،‭ ‬فتجعل‭ ‬غير‭ ‬الممكن‭ ‬في‭ ‬نظرنا‭ ‬ممكناً،‭ ‬هذا‭ ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬نعتقد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مستحيلا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الكون‭ ‬الشاسع‭ ‬المليء‭ ‬بالمتناقضات‭ ‬والمفاجآت‭ ‬والصعاب‭.‬

قد‭ ‬تواجهنا‭ ‬مشكلات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬زحمة‭ ‬هذه‭ ‬الحياة،‭ ‬وبعضها‭ ‬بسيط‭ ‬جداً،‭ ‬ويلقينا‭ ‬القدر‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬من‭ ‬يوهمنا‭ ‬بتعقيد‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬تعقيد‭ ‬له،‭ ‬فيضطرنا‭ ‬إلى‭ ‬خسارة‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الوقت،‭ ‬والجهد،‭ ‬وقد‭ ‬يصل‭ ‬بنا‭ ‬إلى‭ ‬الشعور‭ ‬بالإحباط،‭ ‬وفي‭ ‬لحظة‭ ‬ما،‭ ‬قد‭ ‬تتبدد‭ ‬هذه‭ ‬الإشكالية‭ ‬بواسطة‭ ‬متفائل،‭ ‬مدرك،‭ ‬خصوصا‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬متخصصاً‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬معين‭ ‬لصيق‭ ‬بالمشكلة‭ ‬التي‭ ‬نواجهها،‭ ‬فيساعدك‭ ‬على‭ ‬حل‭ ‬الإشكالية‭ ‬بكل‭ ‬سهولة‭ ‬ويسر‭ ‬نتيجة‭ ‬تفاعله‭ ‬ببساطة‭ ‬مع‭ ‬مجريات‭ ‬الأمور،‭ ‬وهذه‭ ‬النوعية‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬معنا‭ ‬دوماً،‭ ‬وأن‭ ‬نصادفهم‭ ‬كثيرا‭ ‬في‭ ‬مشوار‭ ‬حياتنا‭.‬