البحرين تحتفل بعاشوراء

| عبدعلي الغسرة

مع‭ ‬إطلالة‭ ‬شهر‭ ‬محرم‭ ‬الحرام‭ ‬تحتفل‭ ‬البحرين‭ ‬والأقطار‭ ‬العربية‭ ‬والدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬بذكرى‭ ‬عاشوراء‭ ‬الخالدة،‭ ‬ذكرى‭ ‬“ملحمة‭ ‬كربلاء‭ ‬61هـ”‭ ‬واستشهاد‭ ‬الإمام‭ ‬الحسين‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬بن‭ ‬أبي‭ ‬طالب‭ ‬“عليهما‭ ‬السلام”،‭ ‬وبهذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الدينية‭ ‬الجليلة‭ ‬التي‭ ‬تلقى‭ ‬الرعاية‭ ‬والدعم‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬والحكومة‭ ‬المُوقرة،‭ ‬فقد‭ ‬استعدت‭ ‬مآتم‭ ‬البحرين‭ ‬للاحتفاء‭ ‬بهذه‭ ‬الذكرى‭ ‬وتوفير‭ ‬كل‭ ‬مستلزماتها‭.‬

وككل‭ ‬عام‭ ‬فالتعاون‭ ‬الدائم‭ ‬بين‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬وهيئات‭ ‬المآتم‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المحافظات‭ ‬قائم‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بهذه‭ ‬الذكرى،‭ ‬كتقديم‭ ‬ما‭ ‬تحتاجه‭ ‬هذه‭ ‬المآتم،‭ ‬وتوجيهات‭ ‬الإدارة‭ ‬بشأن‭ ‬التزام‭ ‬المنابر‭ ‬الحسينية‭ ‬بالخطاب‭ ‬الواعي‭ ‬الحضاري‭ ‬الثقافي‭ ‬الذي‭ ‬يتناغم‭ ‬مع‭ ‬مبادئ‭ ‬وأهداف‭ ‬ذكرى‭ ‬عاشوراء‭ ‬ومعانيها‭ ‬الإنسانية‭ ‬ودلالاتها‭ ‬السامية،‭ ‬وهذا‭ ‬ديدن‭ ‬المنابر‭ ‬الحسينية‭ ‬البحرينية‭ ‬الدائم‭ ‬الذي‭ ‬سارت‭ ‬عليه‭ ‬لمئات‭ ‬السنين‭.‬

إن‭ ‬ذكرى‭ ‬ملحمة‭ ‬كربلاء‭ ‬عزيزة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬أضفى‭ ‬التميز‭ ‬على‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬التآلف‭ ‬والتقارب‭ ‬بين‭ ‬أبنائها،‭ ‬وهي‭ ‬ذكرى‭ ‬تحتل‭ ‬رعاية‭ ‬كاملة‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬بما‭ ‬توفره‭ ‬من‭ ‬دعم‭ ‬ومساندة‭ ‬لإنجاح‭ ‬الاحتفاء‭ ‬بها،‭ ‬كدعم‭ ‬إدارة‭ ‬الأوقاف‭ ‬الجعفرية‭ ‬للمآتم،‭ ‬وتسهيل‭ ‬الحركة‭ ‬المرورية‭ ‬للمشاركين‭ ‬في‭ ‬فعاليات‭ ‬هذه‭ ‬الذكرى‭ ‬ومستخدمي‭ ‬الطريق‭ ‬وحفظ‭ ‬النظام‭ ‬العام‭ ‬وخدمات‭ ‬البلديات‭ ‬العامة‭.‬

وقد‭ ‬أكدت‭ ‬ملحمة‭ ‬عاشوراء‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعاني‭ ‬والدلالات‭ ‬كنبذ‭ ‬الطائفية‭ ‬والتعصب،‭ ‬وعدم‭ ‬كراهية‭ ‬الآخر‭ ‬والتعايش‭ ‬معه،‭ ‬والالتزام‭ ‬بقيم‭ ‬التسامح‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬للنفس‭ ‬الإنسانية‭ ‬والمجتمع،‭ ‬وتحقيق‭ ‬المساواة‭ ‬وإيصال‭ ‬الحقوق‭ ‬للجميع‭ ‬بدون‭ ‬استثناء،‭ ‬والتآزر‭ ‬والتعاضد‭ ‬المجتمعي‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬التي‭ ‬أكدت‭ ‬عليها‭ ‬العقيدة‭ ‬الإسلامية‭ ‬وأصدرتها‭ ‬المنظمات‭ ‬الأممية‭ ‬والحقوقية‭ ‬في‭ ‬عهودها‭ ‬ومواثيقها‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“حقوق‭ ‬الإنسان”‭.‬

إن‭ ‬إحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬عاشوراء‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬يؤكد‭ ‬ما‭ ‬تشهده‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬خصوصية‭ ‬التعايش‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬اللحمة‭ ‬الوطنية‭ ‬واحترام‭ ‬التنوع‭ ‬الديني‭ ‬والمذهبي،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تعايشت‭ ‬عليه‭ ‬أجيال‭ ‬البحرين‭ ‬منذُ‭ ‬مئات‭ ‬السنين‭.‬