“ما جفنه منهم إلا كل الخير”
| عبدالعزيز الجودر
عشرات الجاليات والجنسيات عاشت ومازالت تعيش معنا فوق هذه الأرض منذ زمن بعيد، وتعاملنا معاها كمواطنين على أسس الاحترام والترحيب والتسامح والتعايش والحرية الدينية والانفتاح على الآخر، ولكن تبقى الجالية الهندية المقيمة عندنا في المقدمة، فهناك من اختار أن يأتي إلينا للعمل في المجالات المختلفة ويقيم بيننا ودخل في النسيج الاجتماعي من أوسع أبوابه، لذا فهي بكل درجات التأكيد الأكثر ترحيبا وقبولا عن غيرها من الجاليات الأخرى لدى قطاع عريض من الشعب البحريني لما لدى الإنسان الهندي من صفات جميلة كالطيبة والتسامح والتعايش السلمي ونبذ العنف وقطع نزعة الشر وحب الخير، صفات تلتقي وتتشابه لحد كبير مع طبائع وسلوكيات الإنسان البحريني لذلك “ما جفنه منهم إلا كل الخير”.
فمنذ آلاف السنين وعلاقاتنا التجارية والاستثمارية والسياسية والمصرفية والصحية والعلمية والأمنية والاجتماعية والأسرية مع الهند الصديقة علاقات استراتيجية تتطور وتزدهر عاما بعد آخر عبر اللجنة الهندية البحرينية المشتركة.
حاضرا الهند الصديقة دولة كبيرة ولها ثقل دولي كبير، فهي تمتلك تجربة تنموية غير مسبوقة في عدة مجالات، خصوصا في الفترة الأخيرة، وفي مقدمتها التكنولوجيا وصناعة المعلومات التي لا يستهان بمستواها الرفيع، وهناك الكثير من القطاعات الهندية الأخرى المتقدمة عالميا.
في الأسبوع الماضي استقبلت مملكتنا رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي وتم خلال الزيارة إجراء محادثات مع قيادة البلاد تناولت سبل تطوير العلاقات القائمة بين البلدين والقضايا الإقليمية والدولية وتوطيد التعاون الثنائي المتميز بين البلدين وفتح آفاق جديدة تخدم المصالح المشتركة بما يلبي تطلعات الشعبين البحريني والهندي وذلك تجسيدا لعراقة وقوة العلاقة التاريخية بينهما.
ستبقى علاقتنا متميزة وممتدة مع الشعب الهندي وقيادته، وكما يقول رجال البحرين الأوائل “الهند هي المنى الهند فيها الهنى”، وذلك دليل محبة شعب البحرين للشعب الهندي فأهلا وسهلا بالأشقاء الهنود أينما كنتم في بلدكم الثاني البحرين. وعساكم عالقوة.