رؤيا مغايرة

انطباعات عن رحلتي إلى تركيا

| فاتن حمزة

خلال‭ ‬تواجدي‭ ‬في‭ ‬إسطنبول‭ ‬تشكلت‭ ‬لدي‭ ‬انطباعات‭ ‬إيجابية‭ ‬وأخرى‭ ‬سلبية،‭ ‬ولو‭ ‬أردنا‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الإيجابيات‭ ‬سنقول‭ ‬إنها‭ ‬وجهة‭ ‬جميلة‭ ‬تستحق‭ ‬أن‭ ‬يقصدها‭ ‬الزوار،‭ ‬إنما‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬وجدت‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬يعكر‭ ‬صفو‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬الممتعة‭ ‬والمناظر‭ ‬الرائعة،‭ ‬وفي‭ ‬مقدمة‭ ‬العوامل‭ ‬سلوكيات‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬وحقدهم‭ ‬على‭ ‬العرب،‭ ‬صفات‭ ‬قد‭ ‬ينفر‭ ‬منها‭ ‬السائح‭ ‬وربما‭ ‬تجعله‭ ‬يفكر‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعاود‭ ‬الزيارة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى،‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لا‭ ‬تمثل‭ ‬هذه‭ ‬الصفات‭ ‬بالضرورة‭ ‬أخلاق‭ ‬الشعب‭ ‬التركي‭ ‬برمته،‭ ‬ولا‭ ‬ينبغي‭ ‬تعميمها،‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نعمم‭ ‬حسن‭ ‬خلق‭ ‬البعض‭ ‬على‭ ‬سائر‭ ‬شعوب‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭.‬

ويبدو‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬السلوكيات‭ ‬تترسخ‭ ‬في‭ ‬عقول‭ ‬أبنائهم‭ ‬–‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬يقال‭ ‬وينشر‭ - ‬من‭ ‬بعض‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬المليئة‭ ‬بالضغينة‭ ‬والأوهام‭ ‬تجاه‭ ‬العرب‭.‬

ومعلوم‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬سالفاً‭ ‬أتاتورك‭ ‬عندما‭ ‬أقر‭ ‬الحروف‭ ‬الأبجدية‭ ‬اللاتينية‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬لغة‭ ‬القرآن،‭ ‬ووضع‭ ‬مناهج‭ ‬دراسية‭ ‬جديدة،‭ ‬فأفكار‭ ‬أتاتورك‭ ‬انعكست‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المناهج،‭ ‬وكتب‭ ‬التاريخ‭ ‬التركي‭ ‬صورت‭ ‬العرب‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬“قبائل‭ ‬رعوية‭ ‬تعيش‭ ‬على‭ ‬الحروب‭ ‬والاقتتال‭ ‬والسلب‭ ‬والنهب‭ ‬والسبي‭ ‬منذ‭ ‬ألفي‭ ‬عام”‭! ‬واختلقت‭ ‬بعض‭ ‬المناهج‭ ‬بطولات‭ ‬زائفة‭ ‬لقبائل‭ ‬الأناضول،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬الاستناد‭ ‬إلى‭ ‬الوثائق‭ ‬أو‭ ‬المصادر‭ ‬التاريخية‭. ‬

هذه‭ ‬الانطباعات‭ ‬قد‭ ‬يختلف‭ ‬البعض‭ ‬معي‭ ‬فيها،‭ ‬إذ‭ ‬يرى‭ ‬لدوافع‭ ‬أخرى‭ ‬أن‭ ‬حسنات‭ ‬بعضهم‭ ‬إن‭ ‬وجدت‭ ‬فهي‭ ‬مغمورة‭ ‬في‭ ‬بحور‭ ‬سيئاتهم،‭ ‬بينما‭ ‬يذهب‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭ ‬إلى‭ ‬خلاف‭ ‬ذلك‭ ‬ويرى‭ ‬أن‭ ‬سيئات‭ ‬بعضهم‭ ‬مغمورة‭ ‬في‭ ‬بحور‭ ‬حسناتهم،‭ ‬وبين‭ ‬هذا‭ ‬وذاك،‭ ‬أذكركم‭ ‬بقول‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭: ‬“يَا‭ ‬أَيُّهَا‭ ‬الَّذِينَ‭ ‬آمَنُوا‭ ‬كُونُوا‭ ‬قَوَّامِينَ‭ ‬لِلَّهِ‭ ‬شُهَدَاءَ‭ ‬بِالْقِسْطِ‭ ‬ۖ‭ ‬وَلَا‭ ‬يَجْرِمَنَّكُمْ‭ ‬شَنَآنُ‭ ‬قَوْمٍ‭ ‬عَلَىٰ‭ ‬أَلَّا‭ ‬تَعْدِلُوا‭ ‬ۚ‭ ‬اعْدِلُوا‭ ‬هُوَ‭ ‬أَقْرَبُ‭ ‬لِلتَّقْوَىٰ‭ ‬ۖ‭ ‬وَاتَّقُوا‭ ‬اللَّهَ‭ ‬ۚ‭ ‬إِنَّ‭ ‬اللَّهَ‭ ‬خَبِيرٌ‭ ‬بِمَا‭ ‬تَعْمَلُونَ”‭.‬