رؤيا مغايرة

بين المنع والسماح

| فاتن حمزة

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مسألة‭ ‬منع‭ ‬الشباب‭ ‬من‭ ‬المولات‭ ‬لها‭ ‬إيجابياتها‭ ‬وسلبياتها،‭ ‬ولعلنا‭ ‬أحياناً‭ ‬قد‭ ‬نميل‭ ‬إلى‭ ‬المنع‭ ‬أكثر،‭ ‬ليس‭ ‬حجراً‭ ‬على‭ ‬حرية‭ ‬الآخرين،‭ ‬لكن‭ ‬عندما‭ ‬تتدهور‭ ‬السلوكيات‭ ‬والأخلاق‭ ‬دون‭ ‬رادع،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬أننا‭ ‬نستبقي‭ ‬هذا‭ ‬التدهور‭ ‬ونرسخ‭ ‬لمفهوم‭ ‬خاطئ‭ ‬عند‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشباب‭ ‬ومن‭ ‬سيأتي‭ ‬بعدهم‭ ‬بمشروعية‭ ‬هذه‭ ‬التجاوزات‭.‬

نعم‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬تعميم‭ ‬سوء‭ ‬الخلق‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬لأننا‭ ‬ندرك‭ ‬يقيناً‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فئة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬تتمتع‭ ‬باحترام‭ ‬وأدب‭ ‬عاليين،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬البديل‭ ‬المتاح‭ ‬أمامنا؟‭ ‬ولو‭ ‬أحببنا‭ ‬أن‭ ‬نتجاوز‭ ‬في‭ ‬كلامنا‭ ‬فإننا‭ ‬نقول‭ ‬للأسف‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬لبعض‭ ‬الفئات‭ ‬المتهورة‭ ‬الفاسدة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬المنع،‭ ‬بل‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬الحجر‭ ‬عليهم‭.‬

هناك‭ ‬غالبية‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬متنفس‭ ‬لها‭ ‬لا‭ ‬يعكره‭ ‬من‭ ‬تدهورت‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬وأخلاقهم‭ ‬مما‭ ‬لا‭ ‬هدف‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬كلها،‭ ‬فغيابهم‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬حضورهم‭.‬

هناك‭ ‬من‭ ‬يسيء‭ ‬ويعكر‭ ‬صفو‭ ‬هذه‭ ‬الأماكن،‭ ‬وهناك‭ ‬آخر‭ ‬يحسن‭ ‬التصرف‭ ‬ويحق‭ ‬له‭ ‬ممارسة‭ ‬حياته‭ ‬بحرية‭ ‬ولا‭ ‬ذنب‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يرتكبه‭ ‬صغار‭ ‬العقول،‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يقتصر‭ ‬المنع‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬تلاحظ‭ ‬عليه‭ ‬مخالفات‭ ‬للأنظمة‭ ‬والأدب‭ ‬والأخلاق‭ ‬والذوق‭ ‬العام،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬تطبيق‭ ‬الأنظمة‭ ‬والتعليمات‭ ‬بحق‭ ‬من‭ ‬يتم‭ ‬ضبطه‭.‬

الشباب‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬كيان‭ ‬هذا‭ ‬المجتمع‭ ‬ويحق‭ ‬لهم‭ ‬التمتع‭ ‬والمشاركة‭ ‬بحرية‭ ‬طالما‭ ‬كانوا‭ ‬محافظين‭ ‬على‭ ‬سلوكياتهم‭ ‬ومتقيدين‭ ‬بالقوانين‭ ‬والمبادئ‭ ‬والقيم،‭ ‬ولابد‭ ‬من‭ ‬إيجاد‭ ‬الأنظمة‭ ‬والعقوبات‭ ‬التي‭ ‬تردع‭ ‬كل‭ ‬مخالف‭ ‬حتى‭ ‬نحد‭ ‬من‭ ‬تجاوزات‭ ‬قد‭ ‬تضر‭ ‬الفرد‭ ‬والمجتمع‭.‬

‭ ‬كلمة‭ ‬أخيرة،‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬المنع‭ ‬ليس‭ ‬بدعة،‭ ‬فقد‭ ‬سبقتنا‭ ‬إليه‭ ‬دول‭ ‬أخرى‭.‬