فجر جديد

لا تتركوا المجالس الأهلية

| إبراهيم النهام

تضطلع‭ ‬المجالس‭ ‬العائلية‭ ‬والأهلية‭ (‬البحرينية‭) ‬بدور‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬التنوير‭ ‬الفكري‭ ‬والثقافي،‭ ‬مع‭ ‬مسارعة‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬لاستضافة‭ ‬الندوات‭ ‬والأمسيات‭ ‬والمحاضرات‭ ‬والمناظرات‭ ‬المختلفة،‭ ‬وتسخير‭ ‬هذه‭ ‬البقع‭ ‬المضيئة‭ ‬كساحات‭ ‬دفاع‭ ‬عن‭ ‬الوطن،‭ ‬وعن‭ ‬هويته‭. ‬

وتهتم‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بالمجالس،‭ ‬منذ‭ ‬عقود‭ ‬طويلة،‭ ‬وتقدر‭ ‬مكانتها‭ ‬ووجودها،‭ ‬وتراها‭ ‬كقناة‭ ‬وصل‭ ‬مهمة‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬أطياف‭ ‬الشعب‭ ‬والدولة‭ ‬نفسها،‭ ‬وتراها‭ ‬أيضا‭ ‬كبوصلة‭ ‬مسار‭ ‬تحدد‭ (‬بشفافية‭) ‬تطلعات‭ ‬الناس‭ ‬واهتماماتهم‭ ‬وأولوياتهم‭.‬

هذه‭ ‬المجالس‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬تحتضن‭ ‬الشباب‭ ‬والناشئة‭ ‬اليوم،‭ ‬وتنورهم،‭ ‬وتزرع‭ ‬بهم‭ ‬الرجولة‭ ‬المبكرة،‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬رجالات‭ ‬دولة‭ ‬كانت‭ ‬بداياتهم‭ ‬الأولى‭ ‬بهذه‭ ‬المجالس‭ ‬كــ‭ (‬مصانع‭ ‬للرجال‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬كذلك‭.‬

ويتخطى‭ ‬دورها‭ ‬الحقيقي،‭ ‬اللمة‭ ‬والحديث‭ ‬وتبادل‭ ‬الأخبار،‭ ‬إلى‭ ‬إبعاد‭ ‬الشباب‭ ‬وصغار‭ ‬السن‭ ‬عن‭ ‬التسكع‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭ ‬والمقاهي‭ ‬والمجمعات،‭ ‬مسهمة‭ ‬بذلك‭ ‬بتنشئة‭ ‬جيل‭ ‬واع،‭ ‬ومثقف،‭ ‬وناضج،‭ ‬يعي‭ ‬مسئولياته‭ ‬وواجباته،‭ ‬قبل‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭.‬

وأشير‭ ‬هنا،‭ ‬إلى‭ ‬ضرورة‭ ‬أن‭ ‬يهتم‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬بتغطية‭ ‬فعاليات‭ ‬المجالس‭ ‬وندواتها‭ ‬المختلفة،‭ ‬وفق‭ ‬خارطة‭ ‬عمل‭ ‬محددة‭ ‬ومنتظمة،‭ ‬فكم‭ ‬من‭ ‬فعاليات‭ ‬رائعة‭ ‬تعقد‭ ‬بها،‭ ‬لم‭ ‬تأخذ‭ ‬نصيبها‭ ‬المستحق‭ ‬من‭ ‬الإعلام‭ ‬الرسمي،‭ ‬ولو‭ ‬القليل‭.‬

كما‭ ‬آمل‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬الدولة‭ ‬لأصحاب‭ ‬المجالس،‭ ‬كافة‭ ‬أنواع‭ ‬الدعم‭ ‬المعنوي‭ ‬اللازم‭ ‬والمساعد،‭ ‬لكي‭ ‬تستمر‭ ‬وتنتج‭ ‬وتُعطي،‭ ‬وكما‭ ‬قال‭ ‬لي‭ ‬أحدهم‭ ‬ذات‭ ‬مرة‭ ‬بأنه‭ (‬لا‭ ‬يتساوى‭ ‬بالكفة‭ ‬من‭ ‬يفتح‭ ‬المجلس‭ ‬ومن‭ ‬لا‭ ‬يفعل،‭ ‬خصوصا‭ ‬ذوي‭ ‬الاستطاعة‭).‬