حديث صانعي الأحداث والتاريخ

| فلاح هادي الجنابي

الرفض‭ ‬الشعبي‭ ‬العارم‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬والمطالبة‭ ‬بإسقاطه،‭ ‬من‭ ‬الأمور‭ ‬الواضحة،‭ ‬بل‭ ‬البديهية،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‭ ‬شهدت‭ ‬تظاهرات‭ ‬ضخمة‭ ‬لآلاف‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الجالية‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬عواصم‭ ‬البلدان‭ ‬الغربية،‭ ‬ولفتت‭ ‬الأنظار‭ ‬إليها‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تزامن‭ ‬مع‭ ‬تحركات‭ ‬احتجاجية‭ ‬متعاظمة‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬مختلف‭ ‬شرائح‭ ‬وطبقات‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬نشاطات‭ ‬معاقل‭ ‬الانتفاضة‭ ‬ومجالس‭ ‬المقاومة،‭ ‬ولأول‭ ‬مرة‭ ‬وجد‭ ‬المراقبون‭ ‬السياسيون‭ ‬ترابطا‭ ‬وثيقا‭ ‬ومميزا‭ ‬بين‭ ‬الأحداث‭ ‬والتطورات‭ ‬الخارجية‭ ‬والداخلية‭ ‬وتفاعلا‭ ‬غير‭ ‬عادي‭ ‬وغير‭ ‬مسبوق‭ ‬بينهما،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكد‭ ‬ويثبت‭ ‬دور‭ ‬ونشاط‭ ‬والجهد‭ ‬غير‭ ‬العادي‭ ‬للمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬بهذا‭ ‬الصدد‭.‬

هذه‭ ‬التظاهرات‭ ‬والتحركات‭ ‬الاحتجاجية‭ ‬للجالية‭ ‬الإيرانية‭ ‬وكذلك‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومجاهدي‭ ‬خلق،‭ ‬صارت‭ ‬تشكل‭ ‬تهديدا‭ ‬كبيرا‭ ‬للنظام،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬قادته‭ ‬ومسؤوليه‭ ‬صاروا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬صعوبات‭ ‬جمة‭ ‬وهم‭ ‬يقومون‭ ‬بزيارات‭ ‬للبلدان‭ ‬الغربية‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحركات‭ ‬والتظاهرات،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬بعضهم‭ ‬اضطر‭ ‬للهرب‭ ‬خلسة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬مهرجا‭ ‬ومعتوها‭ ‬مثل‭ ‬ظريف‭ ‬فقد‭ ‬أعصابه‭ ‬وتوازنه‭ ‬وصار‭ ‬يهدد‭ ‬المتظاهرين‭ ‬ضده‭ ‬وضد‭ ‬نظامه‭ ‬في‭ ‬السويد‭ ‬وأوسلو‭ ‬بالقتل‭ ‬و”أكلهم‭ ‬أحياء”،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يثبت‭ ‬مدى‭ ‬تخوفه‭ ‬ورعبه‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التظاهرات‭ ‬ولاسيما‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صار‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬العالمي‭ ‬والأوساط‭ ‬السياسية‭ ‬تنظر‭ ‬لها‭ ‬بعين‭ ‬الاهتمام‭.‬

وكما‭ ‬تؤدي‭ ‬معاقل‭ ‬الانتفاضة‭ ‬ومجالس‭ ‬المقاومة‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬دورها‭ ‬بجدارة‭ ‬وتحقق‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬تقدما‭ ‬للأمام‭ ‬وتثير‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬ونفس‭ ‬النظام،‭ ‬فإن‭ ‬التظاهرات‭ ‬الحاشدة‭ ‬للإيرانيين‭ ‬الأحرار‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬أوروبا‭ ‬صارت‭ ‬تؤدي‭ ‬دورها‭ ‬المؤثر‭ ‬على‭ ‬النظام،‭ ‬والعالم‭ ‬بعد‭ ‬4‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬ظلم‭ ‬تاريخي‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬بات‭ ‬يعيد‭ ‬النظر‭ ‬بمواقفه‭ ‬من‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬وصار‭ ‬ينظر‭ ‬بعين‭ ‬المحبة‭ ‬والعطف‭ ‬للمتظاهرين‭ ‬الرافضين‭ ‬للنظام،‭ ‬فيما‭ ‬ينظر‭ ‬للأخير‭ ‬بأنه‭ ‬نظام‭ ‬دكتاتوري‭ ‬قاتل‭ ‬ومعاد‭ ‬لشعبه‭ ‬ومن‭ ‬العار‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭.‬

الإيرانيون‭ ‬الأحرار‭ ‬من‭ ‬أنصار‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ومجاهدي‭ ‬خلق،‭ ‬يعلمون‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬الغد‭ ‬لهم،‭ ‬ولإيران‭ ‬الحرة،‭ ‬وللمساواة‭ ‬بين‭ ‬الرجل‭ ‬والمرأة‭ ‬وتقبل‭ ‬الآخر‭ ‬لإيران‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل،‭ ‬لإيران‭ ‬التعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭. ‬“الحوار”‭.‬