سريان قانون حماية البيانات الشخصية

| د. عبدالقادر ورسمه

أولت‭ ‬حكومة‭ ‬البحرين‭ ‬“حماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية”‭ ‬اهتماما‭ ‬خاصا‭ ‬ولائقا‭ ‬وحضاريا‭. ‬وسريان‭ ‬القانون‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬أغسطس‭ ‬الحالي،‭ ‬وأزف‭ ‬وقت‭ ‬التطبيق‭. ‬ويلاحظ‭ ‬المطلع‭ ‬على‭ ‬القانون،‭ ‬أنه‭ ‬تضمن‭ ‬المبادئ‭ ‬القانونية‭ ‬العامة‭ ‬الخاصة‭ ‬بحماية‭ ‬الحقوق‭ ‬الشخصية‭. ‬وقصد‭ ‬المشرع‭ ‬أن‭ ‬يضع‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬المعايير‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬ينادي‭ ‬بها‭ ‬العالم‭ ‬المتحضر‭. ‬والبيانات‭ ‬الشخصية،‭ ‬تشمل‭ ‬معلومات‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬صورة‭ ‬تخص‭ ‬“فردا‭ ‬معرفا”‭ ‬أو‭ ‬قابلا‭ ‬بطريق‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬لأن‭ ‬يعرف،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هويته‭ ‬الشخصية‭ ‬أو‭ ‬صفة‭ ‬من‭ ‬صفاته‭ ‬الشكلية‭ ‬أو‭ ‬الفسيولوجية‭ ‬أو‭ ‬الذهنية‭ ‬أو‭ ‬الثقافية‭ ‬أو‭ ‬الاقتصادية‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعية‭. ‬وهذا‭ ‬تعريف‭ ‬شامل‭. ‬وهناك‭ ‬تعريف‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬الحساسة،‭ ‬من‭ ‬معلومات‭ ‬شخصية‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬أصل‭ ‬الفرد‭ ‬العرقي‭ ‬أو‭ ‬الاثني‭ ‬أو‭ ‬آرائه‭ ‬السياسية‭ ‬أو‭ ‬الفلسفية‭ ‬أو‭ ‬معتقداته‭ ‬الدينية‭ ‬أو‭ ‬انتمائه‭ ‬النقابي‭ ‬أو‭ ‬سِجِل‭ ‬السوابق‭ ‬الجنائية‭ ‬الخاص‭ ‬به‭ ‬أو‭ ‬أية‭ ‬بيانات‭ ‬تتعلق‭ ‬بصحته‭ ‬أو‭ ‬حالته‭ ‬الجنسية،‭ ‬وجميع‭ ‬هذه‭ ‬البيانات‭ ‬يحميها‭ ‬القانون‭.‬

ينظم‭ ‬القانون‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬البيانات‭ ‬عبر‭ ‬“المعالجة”‭. ‬ومن‭ ‬الشروط،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المعالجة‭ ‬منصفة‭ ‬ومشروعة،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬قد‭ ‬جمعت‭ ‬لغرض‭ ‬مشروع‭ ‬ومحدد‭ ‬وواضح،‭ ‬ألا‭ ‬تتم‭ ‬معالجتها‭ ‬لاحقا،‭ ‬وألا‭ ‬تتم‭ ‬لدعم‭ ‬اتخاذ‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬أو‭ ‬إجراء‭ ‬بشأن‭ ‬فرد‭ ‬محدد،‭ ‬أنْ‭ ‬تكون‭ ‬كافية‭ ‬وذات‭ ‬صلة‭ ‬وغير‭ ‬مفرطة‭ ‬بالنظر‭ ‬للغرض‭ ‬من‭ ‬جمعها،‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬صحيحة‭ ‬ودقيقة‭ ‬وتخضع‭ ‬للتحديث،‭ ‬ألا‭ ‬تبقى‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬تسمح‭ ‬بمعرفة‭ ‬صاحب‭ ‬البيانات‭ ‬بعد‭ ‬استنفاد‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬جمعها‭. ‬وتحفظ‭ ‬البيانات‭ ‬التي‭ ‬يتم‭ ‬تخزينها‭ ‬لفترات‭ ‬أطول‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬مجهولة‭ ‬بتحويرها‭ ‬أو‭ ‬تشفير‭ ‬هوية‭ ‬أصحابها‭. ‬وتحظَر‭ ‬معالَجة‭ ‬البيانات‭ ‬دون‭ ‬موافقة‭ ‬صاحبها،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬هذه‭ ‬المعالَجة‭ ‬ضرورية‭ ‬أو‭ ‬وفقا‭ ‬للقانون‭. ‬وفي‭ ‬رأينا،‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬يوفر‭ ‬الحماية‭ ‬المطلوبة،‭ ‬وهنا‭ ‬بيت‭ ‬القصيد‭.‬

وينص‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬إنشاء‭ ‬“هيئة‭ ‬حماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية”‭ ‬وتتولى‭ ‬الهيئة‭ ‬كافة‭ ‬المهام‭ ‬والصلاحيات‭ ‬اللازمة‭ ‬لحماية‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭. ‬وهكذا،‭ ‬القانون‭ ‬يمنح‭ ‬هذه‭ ‬الهيئة‭ ‬كافة‭ ‬المهام‭ ‬والصلاحيات‭ ‬لحماية‭ ‬البينات‭ ‬الشخصية‭ ‬ولهذا‭ ‬أهميته‭ ‬البالغة‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬القانون‭ ‬بسلاسة‭. ‬وفي‭ ‬انتظار‭ ‬إنشاء‭ ‬الهيئة‭ ‬ليأخذ‭ ‬التطبيق‭ ‬مجراه‭ ‬القانوني‭ ‬السليم‭.‬