الكوادر البحرينية بجسر الملك فهد “يبغي لهم..”!

| سعيد محمد

كثيرة‭ ‬هي‭ ‬القضايا‭ ‬والمشاكل‭ ‬والشكاوى‭ ‬التي‭ ‬كنت‭ ‬أتابعها‭ ‬شخصيًا‭ ‬طوال‭ ‬عملي‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬منذ‭ ‬منتصف‭ ‬التسعينيات‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بملاحظات‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواقف‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬بينهم‭ ‬وبين‭ ‬بعض‭ ‬الموظفين‭ ‬البحرينيين‭ ‬في‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد‭ ‬“الجانب‭ ‬البحريني”‭ ‬سواء‭ ‬موظفي‭ ‬المرور‭ ‬أو‭ ‬الجمارك‭ ‬أو‭ ‬الجوازات،‭ ‬وبعضها‭ ‬يقع‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬فهم‭ ‬وبعضها‭ ‬الآخر‭ ‬يقع‭ ‬بسبب‭ ‬سوء‭ ‬التقدير‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬مواطن‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬موظف‭ ‬ما‭ ‬لكنها‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬تلقى‭ ‬التجاوب‭ ‬والتعاون‭ ‬وتنتهي‭ ‬على‭ ‬خير‭.‬

قبل‭ ‬أيام،‭ ‬صادفت‭ ‬أحد‭ ‬المواطنين‭ ‬وهو‭ ‬خارج‭ ‬من‭ ‬مكتب‭ ‬الإدارة‭ ‬العامة‭ ‬للمرور‭ ‬على‭ ‬الجسر‭ ‬متذمرًا‭ ‬غاضبًا‭ ‬وقال‭ ‬حين‭ ‬رآني‭: ‬”اكتبوا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المعاملة‭ ‬السيئة‭ ‬فبعض‭ ‬الموظفين‭ ‬في‭ ‬الجسر‭ ‬يبغي‭ ‬لهم‭ ‬يتعلمون‭ ‬السنع‭.. ‬هذا‭ ‬دور‭ ‬الصحافة‭ ‬وعليكم‭ ‬أن‭ ‬توصلوا‭ ‬صوتنا‭ ‬للمسئولين”،‭ ‬وعندما‭ ‬سألته‭ ‬عما‭ ‬حدث‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬الموظف‭ ‬رفض‭ ‬ختم‭ ‬“تخويل‭ ‬عبور‭ ‬المركبة”،‭ ‬وباءت‭ ‬محاولاتي‭ ‬كلها‭ ‬بالفشل‭ ‬في‭ ‬إقناعه‭ ‬خصوصا‭ ‬أنني‭ ‬مرتبط‭ ‬بمشوار‭ ‬عمل‭ ‬مهم‭ ‬في‭ ‬سيارة‭ ‬أحد‭ ‬الأصدقاء”‭.. ‬ركب‭ ‬سيارته‭ ‬ومضى،‭ ‬وعند‭ ‬دخولي‭ ‬إلى‭ ‬المكتب‭ ‬جلست‭ ‬منتظرًا‭ ‬دوري،‭ ‬وفي‭ ‬الأثناء‭ ‬استمعت‭ ‬للموظف‭ ‬يتكلم‭ ‬مع‭ ‬أحد‭ ‬المراجعين‭ ‬بالقول‭: ‬نفس‭ ‬وضع‭ ‬الريال‭ ‬اللي‭ ‬قبلك‭.. ‬ما‭ ‬نقدر‭ ‬نصدر‭ ‬لك‭ ‬تخويل‭ ‬بدون‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬رسالة‭ ‬المالك‭ ‬مرفقة‭ ‬ببطاقته‭ ‬الذكية‭ ‬ومن‭ ‬الوجهين،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬النظام‭ ‬المتبع”،‭ ‬فعلمت‭ ‬أن‭ ‬مشكلة‭ ‬صاحبنا‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬التخويل‭ ‬ذاتها‭ ‬حيث‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مرفقة‭ ‬بالبطاقة‭ ‬الذكية‭ ‬للمالك‭.‬

على‭ ‬أية‭ ‬حال،‭ ‬بودي‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬كلمة‭ ‬حق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬الكوادر‭ ‬البحرينية‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬قطاعات‭ ‬جسر‭ ‬الملك‭ ‬فهد،‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬كوادر‭ ‬الجانب‭ ‬السعودي‭ ‬أيضًا،‭ ‬فالحق‭ ‬يقال‭ ‬انهم‭ ‬مجموعة‭ ‬محترمة‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬موظفي‭ ‬المرور‭ ‬والجمارك‭ ‬والجوازات‭ ‬والمرافق‭ ‬الأمنية‭ ‬والإدارية‭ ‬والصحية،‭ ‬وأكثر‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬أسجله‭ ‬هنا‭ ‬أنه‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬وجود‭ ‬مشكلة‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬الإجراءات،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬محاولات‭ ‬تبذل‭ ‬من‭ ‬جانبهم‭ ‬لتيسير‭ ‬أمور‭ ‬المسافرين‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬فرصة‭ ‬للمساعدة‭ ‬لا‭ ‬تخالف‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة،‭ ‬بل‭ ‬وحتى‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬إرجاع‭ ‬المسافر‭ ‬لإحضار‭ ‬وثيقة‭ ‬ما‭ ‬والعودة‭ ‬من‭ ‬جديد،‭ ‬فإنه‭ ‬يلقى‭ ‬تسهيلًا‭ ‬يختصر‭ ‬عليه‭ ‬الجهد‭ ‬والانتظار‭.. ‬قد‭ ‬يخالفني‭ ‬الرأي‭ ‬أخوة‭ ‬آخرين‭ ‬ربما‭ ‬كانت‭ ‬لهم‭ ‬مواقف‭ ‬مختلفة‭ ‬أو‭ ‬تجربة‭ ‬مغايرة،‭ ‬لكنني‭ ‬هنا‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬تجربتي‭ ‬الشخصية‭ ‬دون‭ ‬شك‭.. ‬وبالطبع،‭ ‬المشاكل‭ ‬تحدث‭ ‬والخلافات‭ ‬تحدث‭ ‬وبعض‭ ‬الإجراءات‭ ‬قد‭ ‬تتعطل‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬معبر‭ ‬حيوي‭ ‬استراتيجي،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الوجه‭ ‬الأعم،‭ ‬فإن‭ ‬كوادر‭ ‬الجسر‭ ‬يقومون‭ ‬بعمل‭ ‬يستحق‭ ‬التقدير‭ ‬والإشادة،‭ ‬وعساهم‭ ‬وعساكم‭ ‬على‭ ‬القوة‭.‬