الضبع لا يصبح أليفا

| فلاح هادي الجنابي

أتساءل‭ ‬مع‭ ‬نفسي‭ ‬أحيانا؛‭ ‬هل‭ ‬قامت‭ ‬البلدان‭ ‬الأوروبية‭ ‬وبلدان‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬بمقارنة‭ ‬إيجابيات‭ ‬علاقاتها‭ ‬وتعاملاتها‭ ‬مع‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬بما‭ ‬يقابلها‭ ‬من‭ ‬سلبيات؟‭ ‬وهل‭ ‬فكرت‭ ‬مثلا‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬الطرف‭ ‬المستفيد‭ ‬من‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬العلاقات؟‭ ‬بقناعتي‭ ‬وبكل‭ ‬تواضع‭ ‬أنا‭ ‬واثق‭ ‬بأن‭ ‬الأوروبيين‭ ‬وكذلك‭ ‬بعض‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬يتهربون‭ ‬من‭ ‬توجيه‭ ‬السؤالين‭ ‬لأنفسهم،‭ ‬لأنهم‭ ‬يعلمون‭ ‬الإجابة‭ ‬الدامغة،‭ ‬ويعلمون‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬المستفيد‭ ‬والرابح‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ذلك،‭ ‬وهناك‭ ‬ضرورة‭ ‬وحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬لكي‭ ‬يقوم‭ ‬الأوروبيون‭ ‬وبعض‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬بعملية‭ ‬مراجعة،‭ ‬وعوضا‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬نجد‭ ‬تحركات‭ ‬ونشاطات‭ ‬توحي‭ ‬بعكس‭ ‬ذلك‭ ‬تماما،‭ ‬وتبين‭ ‬بصورة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬البلدان‭ ‬كما‭ ‬يبدو‭ ‬لا‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬دروس‭ ‬وعبر‭ ‬الماضي‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬أشبه‭ ‬بالضبع،‭ ‬والضبع‭ ‬من‭ ‬الحيوانات‭ ‬المتوحشة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تدجينها‭ ‬ويستحيل‭ ‬أن‭ ‬تتخلى‭ ‬عن‭ ‬طباعها‭ ‬الأساسية‭.‬

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬وبعد‭ ‬سلسلة‭ ‬عمليات‭ ‬الاغتيالات‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬فرقه‭ ‬المخابراتية‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬والتي‭ ‬استهدفت‭ ‬فيما‭ ‬استهدفت‭ ‬الوجه‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬الدكتور‭ ‬كاظم‭ ‬رجوي‭ ‬في‭ ‬سويسرا‭ ‬ومعارضين‭ ‬آخرين‭ ‬في‭ ‬ألمانيا‭ ‬والنمسا‭ ‬وإيطاليا‭ ‬وغيرها،‭ ‬والتي‭ ‬اضطرت‭ ‬البلدان‭ ‬الأوروبية‭ ‬وفي‭ ‬صفقة‭ ‬مشبوهة‭ ‬أن‭ ‬تطلب‭ ‬من‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الكف‭ ‬عن‭ ‬نشاطاته‭ ‬الإرهابية‭ ‬على‭ ‬أراضيها‭ ‬مقابل‭ ‬عدم‭ ‬ملاحقة‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬الجرائم‭ ‬الآنفة‭ ‬التي‭ ‬أشرنا‭ ‬إليها،‭ ‬ومع‭ ‬أن‭ ‬النظام‭ ‬وافق‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬مضض،‭ ‬لكنه‭ - ‬ولأنه‭ ‬ضبع‭ ‬والضبع‭ ‬لا‭ ‬يترك‭ ‬ما‭ ‬تربى‭ ‬وتعود‭ ‬عليه‭ - ‬قام‭ ‬بنبذ‭ ‬تعهده‭ ‬جانبا‭ ‬عندما‭ ‬أوعز‭ ‬للإرهابي‭ ‬“أسدالله‭ ‬أسدي”‭ ‬المتخفي‭ ‬تحت‭ ‬غطاء‭ ‬ديبلوماسي‭ ‬في‭ ‬سفارة‭ ‬الملالي‭ ‬في‭ ‬النمسا‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مهمة‭ ‬إرهابية‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬باستهداف‭ ‬التجمع‭ ‬السنوي‭ ‬للمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬عام‭ ‬2016،‭ ‬وكذلك‭ ‬أوعز‭ ‬لوكر‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتجسس‭ ‬التابع‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬ألبانيا‭ ‬المسمى‭ ‬بسفارته‭ ‬كذبا‭ ‬ودجلا،‭ ‬القيام‭ ‬بسلسلة‭ ‬عمليات‭ ‬مخابراتية‭ ‬ضد‭ ‬سكان‭ ‬أشرف‭ ‬3،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬طرد‭ ‬سفير‭ ‬النظام‭ ‬وسكرتيره‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬ألبانيا،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬بلدان‭ ‬المنطقة‭ ‬التي‭ ‬يهددها‭ ‬النظام‭ ‬بين‭ ‬الفينة‭ ‬والأخرى‭ ‬لابتزازها،‭ ‬بخلاياه‭ ‬النائمة،‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬انساق‭ ‬لتهديد‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ظنا‭ ‬منه‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬فعل‭ ‬ذلك‭ ‬فسوف‭ ‬يأمن‭ ‬شره،‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬أن‭ ‬يأمن‭ ‬شر‭ ‬ووحشية‭ ‬الضبع؟‭ ‬فالنظام‭ ‬الإيراني‭ ‬سواء‭ ‬استجابوا‭ ‬له‭ ‬أم‭ ‬لم‭ ‬يستجيبوا‭ ‬فإنه‭ ‬ماض‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬جرائمه‭ ‬وانتهاكاته‭ ‬وتدخلاته‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إطلاقا‭ ‬أن‭ ‬يتخلى‭ ‬عنها‭.‬

المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬حذرت‭ ‬بإخلاص‭ ‬وصدق‭ ‬دول‭ ‬أوروبا‭ ‬والمنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬من‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬النظام،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يكف‭ ‬عن‭ ‬نهجه‭ ‬العدواني‭ ‬الشرير‭ ‬ومن‭ ‬الأجدر‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬حسم‭ ‬أمر‭ ‬العلاقات‭ ‬معه‭ ‬وقطعها‭ ‬بسرعة،‭ ‬ففي‭ ‬ذلك‭ ‬خير‭ ‬ومصلحة‭ ‬هذه‭ ‬البلدان،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬خطوة‭ ‬إيجابية‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬نضال‭ ‬الشعب‭ ‬والمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحرية‭ ‬والتغيير‭. ‬“الحوار”‭.‬+

لابد‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬ودعم‭ ‬نضال‭ ‬الشعب‭ ‬والمقاومة‭.‬