صور مختصرة

البطالة “كيبل كهربة مصلوخ”

| عبدالعزيز الجودر

حان‭ ‬الوقت‭ ‬لنتحدث‭ ‬بواقعية‭ ‬شديدة‭ ‬دون‭ ‬تحفظ‭ ‬أو‭ ‬تردد‭ ‬بحق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬فرص‭ ‬العمل،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬نجد‭ ‬الأجنبي‭ ‬الدخيل‭ ‬“غير‭ ‬الناطق‭ ‬بالعربية”‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬“بارده‭ ‬أمبرده”‭ ‬وبراتب‭ ‬وامتيازات‭ ‬يحلم‭ ‬بنصفها‭ ‬في‭ ‬بلاده،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬يصبح‭ ‬ويمسي‭ ‬يزاحم‭ ‬صاحب‭ ‬الأرض‭ ‬في‭ ‬رزقه‭ ‬ولقمة‭ ‬أفراد‭ ‬أسرته،‭ ‬وحتى‭ ‬شوارعنا‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬وجوده‭.‬

وبحسب‭ ‬التقرير‭ ‬الإحصائي‭ ‬لهيئة‭ ‬التأمينات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬البحرينيين‭ ‬الخاضعين‭ ‬للنظام‭ ‬الموحد‭ ‬لمد‭ ‬الحماية‭ ‬التأمينية‭ ‬لدول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬بلغ‭ ‬3689‭ ‬بحرينيا‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬موزعين‭ ‬على‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬الحكومية‭ ‬المشكورة‭ ‬التي‭ ‬تبذل‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬لم‭ ‬توفر‭ ‬الوظائف‭ ‬الجاذبة‭ ‬سواء‭ ‬للذين‭ ‬يعملون‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬أو‭ ‬العاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل‭ ‬والخريجين‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬الذين‭ ‬يقدر‭ ‬عددهم‭ ‬سنويا‭ ‬بثمانية‭ ‬آلاف‭ ‬خريج‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬التعليم‭ ‬العالي،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬هناك‭ ‬14‭ ‬ألف‭ ‬باحث‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬بحسب‭ ‬إحصاءات‭ ‬وزارة‭ ‬العمل‭ ‬والشؤون‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وديوان‭ ‬الخدمة‭ ‬المدنية،‭ ‬كل‭ ‬تلك‭ ‬الأرقام‭ ‬المعلنة‭ ‬مع‭ ‬تحفظنا‭ ‬الشديد‭ ‬عليها‭ ‬“لأن‭ ‬مب‭ ‬كل‭ ‬واحد‭ ‬يريد‭ ‬وظيفة‭ ‬يقوم‭ ‬بتسجيل‭ ‬اسمه‭ ‬لدى‭ ‬تلك‭ ‬الجهات”،‭ ‬ومقارنتها‭ ‬بعدد‭ ‬البحرينيين‭ ‬الذين‭ ‬يقدر‭ ‬عددهم‭ ‬بنحو‭ ‬670‭ ‬ألف‭ ‬نسمة‭ ‬“زايد‭ ‬قاصر”،‭ ‬تعد‭ ‬كبيرة‭ ‬جدا‭ ‬وتدعونا‭ ‬لأن‭ ‬نقول‭ ‬“وين‭ ‬العلة”؟‭ ‬وإلى‭ ‬متى‭ ‬يظل‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬الذي‭ ‬يشبه‭ ‬“كيبل‭ ‬الكهربة‭ ‬المصلوخ”‭ ‬مكشوفا‭ ‬أمامنا؟‭ ‬وأين‭ ‬الجدية‭ ‬في‭ ‬التعاطي‭ ‬معه‭ ‬بالشكل‭ ‬الأمثل‭ ‬والأفضل‭ ‬لكي‭ ‬يصبح‭ ‬من‭ ‬الماضي؟

كل‭ ‬أملنا‭ ‬أن‭ ‬نصل‭ ‬لحل‭ ‬لمثل‭ ‬هذه‭ ‬القضايا‭ ‬التنموية‭ ‬الحساسة‭ ‬والإسراع‭ ‬باستيعاب‭ ‬وتوظيف‭ ‬العاطلين‭ ‬بمهن‭ ‬تليق‭ ‬بالمؤهلات‭ ‬العلمية‭ ‬التي‭ ‬يمتلكونها‭ ‬والخبرات‭ ‬التراكمية‭ ‬التي‭ ‬لديهم‭ ‬وذلك‭ ‬لنصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬توطين‭ ‬الوظائف‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭ ‬والقطاع‭ ‬المشترك،‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬البطالة‭ ‬بكل‭ ‬أشكالها‭ ‬المختلفة‭ ‬وتجنب‭ ‬نشوء‭ ‬مشاكل‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬نحن‭ ‬في‭ ‬غنى‭ ‬عنها‭. ‬وعساكم‭ ‬عالقوة‭.‬