سمو رئيس الوزراء يترجم تكامل الرؤى مع الهند

| عادل عيسى المرزوق

تتخذ‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الهندية‭ ‬وفق‭ ‬رؤية‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬موضع‭ ‬النموذج‭ ‬المتميز‭ ‬للتعاون‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬مبادئ‭ ‬الاحترام‭ ‬المتبادل،‭ ‬وتقارب‭ ‬وتكامل‭ ‬الرؤى‭ ‬والأهداف‭ ‬والرغبة‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬والمنافع‭ ‬المتبادلة‭.‬

إن‭ ‬روابط‭ ‬الصداقة‭ ‬والتعاون‭ ‬الوطيدة‭ ‬بين‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وجمهورية‭ ‬الهند‭ ‬الصديقة‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬تاريخ‭ ‬عريق‭ ‬ممتد‭ ‬عبر‭ ‬آلاف‭ ‬السنين‭ ‬من‭ ‬التمازج‭ ‬الحضاري‭ ‬والثقافي‭ ‬والتبادل‭ ‬التجاري‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وطوال‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ،‭ ‬تعددت‭ ‬أوجه‭ ‬التعاون‭ ‬الرسمي‭ ‬والشعبي‭ ‬ليترجم‭ ‬رؤية‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬المضي‭ ‬نحو‭ ‬أبعاد‭ ‬وآفاق‭ ‬جديدة،‭ ‬وتأتي‭ ‬زيارة‭ ‬السيد‭ ‬ناريندرا‭ ‬مودي،‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بجمهورية‭ ‬الهند‭ ‬الصديقة،‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تلبية‭ ‬لدعوة‭ ‬من‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ضمن‭ ‬مسار‭ ‬“توجهات‭ ‬الازدهار”‭ ‬المتعدد‭ ‬المجالات‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬ومن‭ ‬ضمن‭ ‬أهم‭ ‬تلك‭ ‬المسارات‭ ‬هو‭ ‬التباحث‭ ‬حول‭ ‬الجهود‭ ‬المشتركة؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬المناخ‭ ‬الاستثماري،‭ ‬فالهند‭ ‬تعتبر‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الاقتصادات‭ ‬تنوعًا‭ ‬وتطورا‭ ‬مطردا،‭ ‬ولاشك‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬تمثل‭ ‬سوقا‭ ‬قوية‭ ‬جدا‭ ‬وكان‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وطوال‭ ‬سنين‭ ‬مضت‭ ‬كما‭ ‬ذكرنا،‭ ‬مدخلا‭ ‬رياديا‭ ‬إستراتيجيا‭ ‬لدخول‭ ‬الشركات‭ ‬الهندية‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬الخليجية‭.‬

ولأن‭ ‬سمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬أولى‭ ‬اهتماما‭ ‬بالغا‭ ‬بتنامي‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬ولجهود‭ ‬قيادتيهما‭ ‬وحكومتيهما،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬لذلك‭ ‬الاهتمام،‭ ‬وخصوصا‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬التمثيل‭ ‬الدبلوماسي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1971،‭ ‬الأثر‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬المشروعات‭ ‬المشتركة‭ ‬وتحفيز‭ ‬الاستمثار‭ ‬وفتح‭ ‬المجال‭ ‬وتقديم‭ ‬التسهيلات‭ ‬الكبيرة‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬البلدين،‭ ‬فالهند‭ ‬كما‭ ‬أسلفنا‭ ‬لها‭ ‬موقعها‭ ‬المهم‭ ‬على‭ ‬الخارطة‭ ‬الآسيوية‭ ‬والعالمية،‭ ‬وتقدمت‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬على‭ ‬الأصعدة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتكنولوجية،‭ ‬بل‭ ‬وفي‭ ‬مجالات‭ ‬التصنيع‭ ‬المختلفة‭ ‬وقطاعات‭ ‬الإنتاج‭ ‬الزراعي‭ ‬والبرمجيات‭ ‬والأحجار‭ ‬الكريمة‭ ‬والمجوهرات‭ ‬وغيرها،‭ ‬وتشكل‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬المعلومات‭ ‬واجهة‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الهندي‭ ‬المتقدم،‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الإمكانات‭ ‬الجبارة‭ ‬تشكل‭ ‬قاعدة‭ ‬اقتصادية‭ ‬واستثمارية‭ ‬لفرص‭ ‬تدفع‭ ‬عجلة‭ ‬التعاون‭ ‬والتنمية‭ ‬في‭ ‬البلدين‭.‬

ولأهمية‭ ‬زيارة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الهندي‭ ‬باعتبارها‭ ‬“نقلة‭ ‬محورية‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الهندية”،‭ ‬فسيكون‭ ‬لها‭ ‬دون‭ ‬ريب‭ ‬إضافات‭ ‬كبيرة‭ ‬لبلد‭ ‬يعتبر‭ ‬شريكا‭ ‬تجاريا‭ ‬للبحرين‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬ويفتح‭ ‬آفاقا‭ ‬أوسع‭ ‬لدور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬غرب‭ ‬آسيا،‭ ‬فسمو‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ينوه‭ ‬دائما‭ ‬بتقدم‭ ‬جمهورية‭ ‬الهند‭ ‬الصديقة‭ ‬مما‭ ‬جعلها‭ ‬تتبوأ‭ ‬مكانتها‭ ‬بين‭ ‬منظومة‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬وتكنولوجيًا‭ ‬ولها‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬الدولية‭.‬

ولابد‭ ‬ختاما‭ ‬من‭ ‬كلمة‭ ‬تقدير‭ ‬وعرفان‭ ‬لجهود‭ ‬سفيرنا‭ ‬لدى‭ ‬جمهورية‭ ‬الهند‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬القعود‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬والعمل‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬بذله‭ ‬لتطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬بكفاءة‭ ‬واقتدار‭ ‬وخبرة،‭ ‬عمل‭ ‬وجهوده‭ ‬في‭ ‬تنسيق‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬ستعود‭ - ‬بإذن‭ ‬الله‭ - ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬كلا‭ ‬البلدين‭ ‬والشعبين‭ ‬الصديقين‭.‬