اليوم الدولي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب

| عبدعلي الغسرة

الإرهاب‭ ‬وباء‭ ‬رهيب‭ ‬يفتك‭ ‬بالآمنين،‭ ‬لا‭ ‬وطن‭ ‬له‭ ‬ولا‭ ‬دين،‭ ‬عدو‭ ‬الأمن‭ ‬والسلام،‭ ‬مُدمر‭ ‬التنمية‭ ‬والعمران،‭ ‬ديدنه‭ ‬القتل،‭ ‬ليست‭ ‬له‭ ‬ثقافة‭ ‬ولا‭ ‬حضارة،‭ ‬وخارج‭ ‬عن‭ ‬نطاق‭ ‬الإنسانية‭ ‬والقانون،‭ ‬يرفض‭ ‬منهج‭ ‬الاعتدال‭ ‬السياسي‭ ‬والديني،‭ ‬كثيرون‭ ‬هُم‭ ‬ضحايا‭ ‬الإرهاب،‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬وأفراد‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء،‭ ‬صغارًا‭ ‬وكبارا،‭ ‬فمنهم‭ ‬مَن‭ ‬قُتل‭ ‬ومَن‭ ‬جُرح‭ ‬ومَن‭ ‬تعوق‭ ‬جسده،‭ ‬والكثير‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬خسروا‭ ‬أوطانهم‭ ‬وما‭ ‬يملكون‭ ‬فيها،‭ ‬وتعرضت‭ ‬حقوقهم‭ ‬الإنسانية‭ ‬إلى‭ ‬الانتهاك‭ ‬وكذلك‭ ‬البلدان‭.‬

وتقديرًا‭ ‬لأولئك‭ ‬الضحايا‭ ‬وإحياءً‭ ‬لذكراهم‭ ‬وإجلالًا‭ ‬لإنسانيتهم‭ ‬قررت‭ ‬الجمعية‭ ‬العامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تخصيص‭ ‬“اليوم‭ ‬الدولي‭ ‬لإحياء‭ ‬ذكرى‭ ‬ضحايا‭ ‬الإرهاب”‭ ‬في‭ ‬21‭ ‬أغسطس،‭ ‬ويهدف‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬تذكر‭ ‬ضحايا‭ ‬الإرهاب‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬مَن‭ ‬عاش‭ ‬منهم،‭ ‬وتوفير‭ ‬ما‭ ‬يحتاجون‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬مستلزمات،‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬أصوات‭ ‬الذين‭ ‬مازالوا‭ ‬يتعرضون‭ ‬إلى‭ ‬الإرهاب‭ ‬ويكافحونه‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬بلدانهم‭ ‬أو‭ ‬ملاجئهم،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬الضحايا‭ ‬وإدماجهم‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬ليتمكنوا‭ ‬من‭ ‬العيش‭ ‬بكرامة‭ ‬وإعلاء‭ ‬حقوقهم‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.‬

وتقع‭ ‬مسؤولية‭ ‬الاعتناء‭ ‬بضحايا‭ ‬الإرهاب‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الدول‭ ‬وفي‭ ‬المقدمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وذلك‭ ‬بتنفيذ‭ ‬العنصرين‭ (‬الأول‭ ‬والرابع‭) ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬“استراتيجية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬العالمية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب”،‭ ‬ما‭ ‬يتطلب‭ ‬“التضامن‭ ‬مع‭ ‬الضحايا‭ ‬ودعمهم‭ ‬والمساعدة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬القدرات،‭ ‬وإنشاء‭ ‬شبكات‭ ‬لمنظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬المتعلق‭ ‬عملها‭ ‬بضحايا‭ ‬الإرهاب‭ ‬ودعمها،‭ ‬وتشجيع‭ ‬الدول‭ ‬الأعضاء‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬حقوق‭ ‬الضحايا‭ ‬وحمايتها‭ ‬واحترامها”‭. ‬ومع‭ ‬تنامي‭ ‬الإرهاب‭ ‬مازالت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ (‬إتاحة‭ ‬موارد‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬وحشد‭ ‬موارده‭ ‬بما‭ ‬يُلبي‭ ‬حاجات‭ ‬ضحايا‭ ‬الإرهاب‭). ‬إنه‭ ‬يوم‭ ‬لتكريم‭ ‬ضحايا‭ ‬الإرهاب،‭ ‬فهم‭ ‬ضحايا‭ ‬الاعتداءات‭ ‬الوحشية‭ ‬وجرائم‭ ‬التعصب‭ ‬السياسي‭ ‬والديني‭ ‬والمذهبي،‭ ‬ومع‭ ‬المآسي‭ ‬التي‭ ‬عاشها‭ ‬ضحايا‭ ‬الإرهاب‭ ‬وشدة‭ ‬آلامهم‭ ‬إلا‭ ‬أنهم‭ ‬أصبحوا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬التكيف‭ ‬المجتمعي‭ ‬وبقدرة‭ ‬عائلاتهم‭ ‬على‭ ‬الصمود،‭ ‬ليصبحوا‭ ‬شركاء‭ ‬أساسيين‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬ومنع‭ ‬التطرف،‭ ‬والبقاء‭ ‬أقوياء‭ ‬ومتحدين‭ ‬ضد‭ ‬الإرهاب‭. ‬

ولأهمية‭ ‬هذا‭ ‬اليوم‭ ‬أطلقت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬“مجموعة‭ ‬أصدقاء‭ ‬ضحايا‭ ‬الإرهاب”‭ ‬بالأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬المجموعة‭ ‬يمكن‭ ‬سماع‭ ‬أصوات‭ ‬الضحايا‭ ‬وحماية‭ ‬حقوقهم‭ ‬وتلبية‭ ‬احتياجاتهم‭.‬