فجر جديد

هل يثق المواطن بــ “الجمعيات الخيرية”؟

| إبراهيم النهام

في‭ ‬حديث‭ ‬المواطنين‭ ‬المستمر،‭ ‬يبدي‭ ‬كُثر‭ ‬منهم‭ ‬تأففه،‭ ‬وتحفظه‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬الجمعيات‭ ‬الخيرية،‭ ‬وعلى‭ ‬مخرجات‭ ‬مساعداتها،‭ ‬وعملها،‭ ‬ومنهم‭ ‬من‭ ‬يشير‭ ‬غاضبا‭ ‬إلى‭ ‬سياساتها‭ ‬العامة‭ ‬نفسها،‭ ‬فما‭ ‬الأسباب؟

أول‭ ‬هذه‭ ‬الأسباب،‭ ‬والميكروفون‭ ‬للمواطن،‭ ‬هي‭ ‬السياسات‭ ‬المنغلقة‭ ‬جدا‭ ‬لبعض‭ ‬الجمعيات‭ ‬والصناديق‭ ‬الخيرية،‭ ‬وهي‭ ‬سياسات‭ ‬غامضة‭ ‬تطال‭ ‬المداخيل،‭ ‬ومصادرها،‭ ‬وكمياتها،‭ ‬وآلية‭ ‬توزيعها،‭ ‬والأهم‭ ‬معايير‭ ‬الاستحقاق‭.‬

ثانيا،‭ ‬شح‭ ‬قيمة‭ ‬المساعدات‭ ‬التي‭ ‬تنالها‭ ‬بعض‭ ‬الأسر‭ ‬المتعففة،‭ ‬بشكل‭ ‬يصنفه‭ ‬البعض‭ ‬بــ‭ (‬المُهين‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬تبرعات‭ ‬لا‭ ‬تتخطى‭ ‬كوبونات‭ ‬الشراء،‭ ‬من‭ ‬فئة‭ ‬العشرة‭ ‬والعشرين‭ ‬دينارا‭ ‬فقط‭.‬

ثالثا،‭ ‬توجه‭ ‬البعض‭ ‬منها‭ ‬لتسخير‭ ‬أموال‭ ‬التبرعات‭ ‬المحلية،‭ ‬للمشاريع‭ ‬الخارجية‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬إغاثة‭ ‬وعلاج‭ ‬وغيرها،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مشكور‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري،‭ ‬لكن‭ ‬الشارع‭ ‬يرى‭ ‬الأمر‭ ‬بخلاف‭ ‬ذلك،‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬المواطن‭ (‬المحتاج‭) ‬هو‭ ‬الأحق‭ ‬بالنجدة‭ ‬والمساعدة‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬الدول‭ ‬البعيدة‭.‬

خامسا،‭ ‬اللون‭ ‬الفئوي‭ ‬والطبقي‭ ‬لبعض‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات،‭ ‬وهو‭ ‬لون‭ ‬ينفر‭ ‬فئات‭ ‬المجتمع،‭ ‬ويبعدها‭ ‬عنها‭.‬

سادسا،‭ ‬تنامي‭ ‬الوعي‭ ‬المجتمعي‭ ‬والشبابي،‭ ‬وتطور‭ ‬الفكر‭ ‬العام‭ ‬للناس،‭ ‬قبالة‭ ‬استمرار‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الجمعيات‭ ‬على‭ ‬نهجها‭ ‬القديم،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الإدارة‭ ‬أو‭ ‬الفكر‭ ‬أو‭ ‬آلية‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الناس‭.‬

سابعا،‭ ‬خروج‭ ‬المبادرات‭ ‬الشبابية‭ ‬المختلفة،‭ ‬على‭ ‬مستويات‭ ‬التطوع‭ ‬والتبرع‭ ‬وعمل‭ ‬الخير‭ ‬وتوزيع‭ ‬المساعدات،‭ ‬وشفافيتها‭ ‬الواضحة‭ ‬والمعلنة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬تحركاتها‭ ‬ووصلها‭ ‬للناس،‭ ‬وأثرها‭ ‬الملحوظ‭ ‬والمباشر‭ ‬بحياة‭ ‬الناس،‭ ‬هذه‭ ‬المبادرات‭ ‬ألقت‭ ‬بضوء‭ ‬المجهر‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬المترهلة،‭ ‬ماذا‭ ‬يفعلون؟‭ ‬وكيف؟

نكتب‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬المهم؛‭ ‬لأنه‭ ‬أمر‭ ‬مطروح‭ ‬قيد‭ ‬النقاش‭ ‬بالشارع‭ ‬وفي‭ ‬البيوت‭ ‬والمجالس،‭ ‬نكتب‭ ‬عنه‭ ‬حتى‭ ‬ينظر‭ ‬البعض‭ ‬لأخطائهم،‭ ‬ويعيدون‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬سياساتهم،‭ ‬وأعمالهم‭ ‬كلها،‭ ‬خدمة‭ ‬للبلاد‭ ‬والعباد‭.‬