وسائل التواصل... للمرة الألف

| زهير توفيقي

نعم‭ ‬للمرة‭ ‬الألف‭ ‬أقول‭ ‬إنني‭ ‬أضم‭ ‬صوتي‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬نادى‭ ‬وطالب‭ ‬بضرورة‭ ‬وضع‭ ‬حد‭ ‬لاستخدام‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬اليومية‭ ‬لما‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬كبيرة‭ ‬تتعلق‭ ‬بالسلامة‭ ‬والترابط‭ ‬الأسري‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬السلبيات‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬أسيء‭ ‬استخدامها‭.‬

إنستغرام‭ ‬وتويتر‭ ‬وواتساب‭ ‬وفيس‭ ‬بوك‭ ‬وسناب‭ ‬شات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التطبيقات‭ ‬صارت‭ ‬هم‭ ‬الناس‭ ‬هذه‭ ‬الأيام‭ ‬بهدف‭ ‬التواصل‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬نقمة‭ ‬بدل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬نعمة،‭ ‬الجميع‭ ‬أصبحوا‭ ‬مشغولين‭ ‬بهذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬التواصل‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬إدماناً‭ ‬عند‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأجناس‭ ‬والأعمار‭! ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬تقودنا‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬التي‭ ‬خرجت‭ ‬عن‭ ‬نطاق‭ ‬المقبول،‭ ‬نعم،‭ ‬فبماذا‭ ‬نفسر‭ ‬انشغال‭ ‬الناس‭ ‬بشكل‭ ‬متواصل‭ ‬ليلا‭ ‬ونهارا‭ ‬بإرسال‭ ‬الرسائل‭ ‬وتصوير‭ ‬المشاهد‭ ‬والتعليق‭ ‬عليها،‭ ‬والتي‭ ‬في‭ ‬مجملها‭ ‬لا‭ ‬تغني‭ ‬ولا‭ ‬تسمن‭ ‬من‭ ‬جوع،‭ ‬والأدهى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أنها‭ ‬تسلب‭ ‬خصوصياتنا‭! ‬

من‭ ‬غير‭ ‬المعقول‭ ‬والإنصاف‭ ‬وأدبياً‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬نقل‭ ‬الصور‭ ‬والبرامج‭ ‬والأكلات‭ ‬والقائمة‭ ‬تطول،‭ ‬لماذا‭ ‬نرسل‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات‭ ‬وماذا‭ ‬نستفيد‭ ‬بالله‭ ‬عليكم،‭ ‬ماذا‭ ‬يهمني‭ ‬إذا‭ ‬ذهب‭ ‬فلان‭ ‬أو‭ ‬علان‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬المكان‭ ‬وماذا‭ ‬أكل‭ ‬أو‭ ‬شرب،‭ ‬وتصوير‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬مستحب‭ ‬وحتى‭ ‬نشر‭ ‬الصور‭. ‬أكتب‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬وأنا‭ ‬أتابع‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬انشغالهم‭ ‬بهواتفهم‭ ‬بشكل‭ ‬غريب،‭ ‬والكلام‭ ‬هنا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬أينما‭ ‬نذهب‭ ‬نرى‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬هواتفهم‭ ‬ولا‭ ‬يدور‭ ‬أي‭ ‬حوار‭ ‬بين‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬الأصدقاء،‭ ‬لا‭ ‬أعلم‭ ‬ما‭ ‬سبب‭ ‬خروج‭ ‬الناس‭ ‬خارج‭ ‬المنزل،‭ ‬حيث‭ ‬أصبح‭ ‬بإمكانهم‭ ‬التواصل‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف‭ ‬وليوفروا‭ ‬أموالهم‭!‬

في‭ ‬اعتقادي‭ ‬إن‭ ‬الوضع‭ ‬خرج‭ ‬عن‭ ‬نطاق‭ ‬السيطرة‭ ‬وأصبحنا‭ ‬شعوبا‭ ‬لا‭ ‬نستمتع‭ ‬بما‭ ‬أنعم‭ ‬الله‭ ‬علينا‭ ‬من‭ ‬نعم،‭ ‬والسبب‭ ‬تصرفاتنا‭ ‬وممارساتنا‭ ‬الخاطئة،‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬يصل‭ ‬فيه‭ ‬الإنسان‭ ‬إلى‭ ‬قناعة‭ ‬ذاتية‭ ‬بما‭ ‬يتعلق‭ ‬بهذا‭ ‬التصرف‭ ‬غير‭ ‬الصحي،‭ ‬فهذه‭ ‬التصرفات‭ ‬تعتبر‭ ‬شخصية‭ ‬بحتة،‭ ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬كتبت‭ ‬مقالاً‭ ‬سابقاً‭ ‬حول‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬أطالب‭ ‬به‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الرسائل‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬معلوماتي‭ ‬ومفيد‭ ‬للبشرية،‭ ‬وشخصياً‭ ‬أقوم‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬بانتقاء‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬مهم‭ ‬ومفيد‭ ‬وأشارك‭ ‬الأهل‭ ‬والأصدقاء‭ ‬لتعم‭ ‬الفائدة‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬

المطلوب‭ ‬تقنين‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬أو‭ ‬تحديد‭ ‬أوقات‭ ‬محددة‭ ‬لها،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬دور‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬مهم‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬تلك‭ ‬الضوابط‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬على‭ ‬أقل‭ ‬تقدير‭. ‬أتمنى‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬قلبي‭ ‬أن‭ ‬نعي‭ ‬جيدا‭ ‬خطورة‭ ‬تلك‭ ‬الممارسات‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬العباد‭. ‬والله‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬القصد‭.‬