ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... ديمقراطية ومقاومة كاذبة

| د. طارق آل شيخان الشمري

لأن‭ ‬الشعوبيين‭ ‬جبناء‭ ‬ولا‭ ‬يستطيعون‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬نواياهم‭ ‬القذرة‭ ‬الخاصة‭ ‬باحتلال‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬لجأوا‭ ‬إلى‭ ‬صناعة‭ ‬وكلاء‭ ‬وعملاء‭ ‬من‭ ‬أراذل‭ ‬العرب،‭ ‬فالجلبي‭ ‬والمالكي‭ ‬والحوثي‭ ‬ونصرالله‭ ‬وأحمد‭ ‬ياسين‭ ‬مؤسس‭ ‬حماس‭ ‬والرنتيسي‭ ‬وخالد‭ ‬مشعل‭ ‬وقادة‭ ‬الجهاد‭ ‬الإسلامي‭ ‬وبعض‭ ‬الخونة‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬هم‭ ‬عملاء‭ ‬عرب‭ ‬تستروا‭ ‬بعباءة‭ ‬الإصلاح‭ ‬والديمقراطية،‭ ‬وتدثروا‭ ‬بثياب‭ ‬مقاومة‭ ‬إسرائيل،‭ ‬تحقيقا‭ ‬لأهداف‭ ‬إيران‭ ‬بأن‭ ‬تكون‭ ‬مصدر‭ ‬الديمقراطية‭ ‬بالعالم‭ ‬العربي‭ ‬وزعيمة‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬“محور‭ ‬المقاومة”‭.‬

فرأينا‭ ‬كيف‭ ‬دعمت‭ ‬إيران‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالربيع‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬نسميه‭ ‬مؤامرة‭ ‬القرن‭ ‬ضد‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬ورأينا‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬العادلة‭ ‬تلاعب‭ ‬بها‭ ‬خونة‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬تحت‭ ‬حجة‭ ‬المقاومة،‭ ‬وأضاعوا‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬اكتسابه‭ ‬من‭ ‬نضال‭ ‬فلسطيني،‭ ‬بل‭ ‬قام‭ ‬هؤلاء‭ ‬الخونة‭ ‬وكلاء‭ ‬إيران‭ ‬باتهام‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬بما‭ ‬يسمونه‭ ‬صفقة‭ ‬القرن،‭ ‬وهم‭ ‬الذين‭ ‬قسموا‭ ‬الوحدة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬واحتلوا‭ ‬غزة‭ ‬لتكون‭ ‬أول‭ ‬دولة‭ ‬إخوانية‭ ‬بالعالم‭ ‬العربي،‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬إسرائيل‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬مخططها‭ ‬المتفق‭ ‬عليه‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭: ‬“سنقوم‭ ‬نحن‭ ‬أحفاد‭ ‬المشردين‭ ‬ولقطاء‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬بتقسيم‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وسندعم‭ ‬حماس‭ ‬ونثبت‭ ‬أقدامها،‭ ‬مقابل‭ ‬أن‭ ‬تتعاملوا‭ ‬معها‭ ‬كطرف‭ ‬رئيسي‭ ‬فلسطيني‭ ‬أسوة‭ ‬بالسلطة‭ ‬الفلسطينية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬كلمة‭ ‬موحدة”،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬تتمناه‭ ‬إسرائيل‭ ‬منذ‭ ‬احتلالها‭ ‬فلسطين‭.‬

والأمر‭ ‬نفسه،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬متأخرا،‭ ‬مع‭ ‬الطورانيين‭ ‬الجدد‭ ‬بقيادة‭ ‬المنافق‭ ‬والفرعون‭ ‬الطوراني،‭ ‬حيث‭ ‬طبق‭ ‬نفس‭ ‬السيناريو‭ ‬الذي‭ ‬استخدمه‭ ‬أبناء‭ ‬ولقطاء‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية،‭ ‬فقد‭ ‬دعم‭ ‬المنافق‭ ‬والفرعون‭ ‬الطوراني‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬سياسيا‭ ‬وإعلاميا،‭ ‬وأثنى‭ ‬عليهم‭ ‬وأنعم‭ ‬عليهم‭ ‬ببركاته‭ ‬الغبية،‭ ‬وتهافتت‭ ‬عليه‭ ‬جموع‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬كما‭ ‬تتهافت‭ ‬الجواري‭ ‬على‭ ‬سيدها،‭ ‬وقدموا‭ ‬له‭ ‬ولاء‭ ‬الركوع‭ ‬والخنوع،‭ ‬وطبلوا‭ ‬لتصريحاته‭ ‬الصبيانية‭ ‬بنشر‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والإصلاح‭ ‬بالعالم‭ ‬العربي،‭ ‬وسوقوا‭ ‬له‭ ‬بين‭ ‬جموع‭ ‬السذج‭ ‬أنه‭ ‬رب‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والإصلاح،‭ ‬والرمز‭ ‬والزعيم‭ ‬الإسلامي‭ ‬الذي‭ ‬حقق‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يحققه‭ ‬غيره‭ ‬من‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬أحكم‭ ‬فيه‭ ‬هذا‭ ‬المنافق‭ ‬والديكتاتور‭ ‬الطوراني‭ ‬قبضته‭ ‬على‭ ‬البلاد‭ ‬والجيش‭ ‬والقضاة،‭ ‬وألجم‭ ‬نواب‭ ‬الشعب‭ ‬عن‭ ‬مساءلته‭.‬

أما‭ ‬فلسطين‭ ‬فحدث‭ ‬ولا‭ ‬حرج،‭ ‬ففي‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬فيه‭ ‬اتهام‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬بخيانة‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬هذا‭ ‬المنافق‭ ‬والفرعون‭ ‬الطوراني‭ ‬والإخوان،‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬بينه‭ ‬وبين‭ ‬إسرائيل‭ ‬مستمرة،‭ ‬وتتوافد‭ ‬جموع‭ ‬السياح‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬لبلاده،‭ ‬وتقوم‭ ‬خطوطه‭ ‬الجوية‭ ‬بتسيير‭ ‬رحلات‭ ‬يومية‭ ‬إلى‭ ‬تل‭ ‬أبيب،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬التجارة‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬واستمرار‭ ‬العلاقات‭ ‬العسكرية‭ ‬مع‭ ‬تل‭ ‬أبيب،‭ ‬وهذه‭ ‬حقيقة‭ ‬الشعوبيين‭ ‬الجدد‭ ‬وديمقراطيتهم‭ ‬ومقاومتهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬الزائفة،‭ ‬والتي‭ ‬كانت‭ ‬مجرد‭ ‬عباءة‭ ‬لاحتلال‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬عبر‭ ‬وكلائهم‭ ‬من‭ ‬خونة‭ ‬العرب‭. ‬وللحديث‭ ‬بقية‭.‬