ريشة في الهواء

سدوا الثغرة قبل فوات الأوان!

| أحمد جمعة

لا‭ ‬يخيفني‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬بل‭ ‬ما‭ ‬يجري‭ ‬في‭ ‬الداخل،‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬قناعتي،‭ ‬فمن‭ ‬حين‭ ‬لآخر‭ ‬يسألني‭ ‬بعض‭ ‬الأصدقاء‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬اهتمامي‭ ‬بالقضايا‭ ‬الخارجية‭ ‬الساخنة،‭ ‬خصوصا‭ ‬بالشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬وكان‭ ‬جوابي‭ ‬هو،‭ ‬الشأن‭ ‬المحلي‭ ‬بحد‭ ‬ذاته‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬الشأن‭ ‬الخارجي،‭ ‬ويتفاعل‭ ‬معه،‭ ‬والعلاقة‭ ‬جدلية‭ ‬بين‭ ‬الشأنين،‭ ‬الداخلي،‭ ‬يقوينا‭ ‬بوجه‭ ‬الشؤون‭ ‬الخارجية،‭ ‬فطالما‭ ‬كانت‭ ‬جبهتنا‭ ‬الداخلية‭ ‬قوية‭ ‬ومتماسكة‭ ‬وأقفلنا‭ ‬الثغرات‭ ‬والفجوات،‭ ‬فلا‭ ‬شيء‭ ‬يخيفنا‭ ‬مما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك‭ ‬بالطبع‭ ‬عدم‭ ‬تأثرنا‭ ‬بالأحداث‭ ‬الخارجية،‭ ‬فهذا‭ ‬غير‭ ‬موضوعي،‭ ‬لكن‭ ‬حل‭ ‬أمورنا‭ ‬الداخلية،‭ ‬وتنقية‭ ‬شبكتنا‭ ‬من‭ ‬خيوط‭ ‬العنكبوت‭ ‬وتحرير‭ ‬إرادتنا‭ ‬وتوسيع‭ ‬وعينا‭ ‬واليقظة‭ ‬مع‭ ‬الحذر،‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬العوامل‭ ‬كفيلة‭ ‬بسد‭ ‬الثغرات،‭ ‬وحين‭ ‬استفسر‭ ‬بعض‭ ‬القراء‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬الدلو‭ ‬برأيي‭ ‬في‭ ‬مسألة‭ ‬البعثات‭ ‬وما‭ ‬أثير‭ ‬حولها،‭ ‬رفضت‭ ‬التصريح‭ ‬لهم‭ ‬لعدة‭ ‬أسباب‭ ‬لن‭ ‬أذكرها‭ ‬كلها‭ ‬ولكن‭ ‬سأكتفي‭ ‬بالظاهر‭ ‬منها،‭ ‬اولا‭: ‬نبهت‭ ‬وحذرت‭ ‬أثناء‭ ‬فترة‭ ‬الانتخابات‭ ‬البرلمانية‭ ‬الأخيرة‭ ‬بعض‭ ‬المسؤولين‭ ‬ولدي‭ ‬الدليل‭ ‬الدامغ‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬ثغرة‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬يجب‭ ‬سدها‭ ‬وإلا‭ ‬سيأتي‭ ‬منها‭ ‬الدخان‭ ‬ثم‭ ‬الضباب‭ ‬الذي‭ ‬سبق‭ ‬محنة‭ ‬2011،‭ ‬لكن‭ ‬للأسف‭ ‬لم‭ ‬ينصت‭ ‬إليّ‭ ‬أحد‭.‬

ثانياً‭ : ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬متوقع‭ ‬لأن‭ ‬الآلة‭ ‬العدائية‭ ‬خارج‭ ‬البحرين‭ ‬التي‭ ‬عادت‭ ‬تفرز‭ ‬العداء‭ ‬والتآمر‭ ‬رجعت‭ ‬بقوة‭ ‬تعمل‭ ‬وتكيد‭ ‬المؤامرات،‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬أيادٍ‭ ‬عادت‭ ‬تحركها‭ ‬ولمن‭ ‬يفتح‭ ‬عينيه‭ ‬وعقله‭ ‬سيرى‭ ‬الجهات‭ ‬القريبة‭ ‬والبعيدة‭ ‬التي‭ ‬يأتي‭ ‬منها‭ ‬الدخان‭.‬

هذه‭ ‬بعض‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬دعتني‭ ‬للنأي‭ ‬بقلمي‭ ‬عن‭ ‬الانخراط‭ ‬بالكتابة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الشؤون‭ ‬ومنها‭ ‬الخارجية‭ ‬وبعض‭ ‬الشؤون‭ ‬المحلية‭ ‬التي‭ ‬صادف‭ ‬وحذرت‭ ‬منها‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬وبالتالي‭ ‬ركزت‭ ‬على‭ ‬شؤون‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬والاهتمام‭ ‬بمسائل‭ ‬الخريجين‭ ‬والعاطلين‭ ‬وضرورة‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬كركيزتين‭ ‬للبناء‭ ‬والتنمية،‭ ‬فمن‭ ‬دون‭ ‬أمن‭ ‬واستقرار‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬تنمية،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬نحتاجه‭ ‬بالوقت‭ ‬الراهن‭ ‬وهو‭ ‬أهم‭ ‬بكثير‭ ‬من‭ ‬شتم‭ ‬أميركا‭ ‬وإسرائيل‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬كلامنا‭ ‬وخطاباتنا‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬منذ‭ ‬قرن‭ ‬لم‭ ‬تحرر‭ ‬شبراً‭ ‬واحداً‭ ‬من‭ ‬الأراضي‭ ‬العربية‭ ‬المحتلة،‭ ‬ولم‭ ‬تفلح‭ ‬في‭ ‬وقف‭ ‬العداء‭ ‬والمؤامرات،‭ ‬فالشيء‭ ‬الوحيد‭ ‬الضامن‭ ‬لأمننا،‭ ‬هو‭ ‬الرهان‭ ‬على‭ ‬شعبنا‭ ‬وكسبه‭ ‬وحمايته‭ ‬ورعايته‭ ‬فهو‭ ‬جبهتنا‭ ‬القوية‭ ‬وهو‭ ‬سندنا‭ ‬المنيع‭ ‬بوجه‭ ‬الخطوب،‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬وجهة‭ ‬نظري،‭ ‬قد‭ ‬يتفق‭ ‬معي‭ ‬البعض‭ ‬وقد‭ ‬يختلف‭ ‬ولكنني‭ ‬أحترم‭ ‬وجهات‭ ‬النظر،‭ ‬طالما‭ ‬تصب‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الوطن‭ ‬وأمنه‭ ‬واستقراره،‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬تعلمناه‭ ‬من‭ ‬معلمنا‭ ‬وقائدنا‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه‭.‬

تنويرة‭: ‬

هل‭ ‬تحتاج‭ ‬خارطة‭ ‬وأنت‭ ‬بأرض‭ ‬الوطن؟‭!.‬