شعب غاضب ونظام فاشل وبديل متربص

| فلاح هادي الجنابي

لا‭ ‬يوجد‭ ‬شعب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر،‭ ‬لاقى‭ ‬ظلما‭ ‬وجورا‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬ذاق‭ ‬الأمرين‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬أسوأ‭ ‬الأنظمة‭ ‬الاستبدادية‭ ‬التي‭ ‬شهدها‭ ‬التاريخ،‭ ‬فنظام‭ ‬الملالي‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يحكم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬شعبا‭ ‬متحضرا‭ ‬وعريقا‭ ‬كالشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬بقيم‭ ‬وأفكار‭ ‬متحجرة‭ ‬تعود‭ ‬كلها‭ ‬إلى‭ ‬القرون‭ ‬الوسطى،‭ ‬لذلك‭ ‬كانت‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬محقة‭ ‬تماما‭ ‬عندما‭ ‬وصفت‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬أدبياتها‭ ‬بالنظام‭ ‬القرووسطائي‭.‬

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأنظمة‭ ‬الديكتاتورية‭ ‬فشلا‭ ‬وإخفاقا،‭ ‬كونه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬التأقلم‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬العصر‭ ‬كما‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يبني‭ ‬إيران‭ ‬وفق‭ ‬روح‭ ‬العصر،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لهذا‭ ‬النظام‭ ‬متهالكة،‭ ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬بإلقاء‭ ‬نظرة‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الصناعية‭ ‬والزراعية‭ ‬والبنى‭ ‬التحتية‭ ‬للبلاد،‭ ‬سنجدها‭ ‬جميعا‭ ‬تواجه‭ ‬أوضاعا‭ ‬صعبة،‭ ‬والمجالات‭ ‬الوحيدة‭ ‬التي‭ ‬تشهد‭ ‬انتعاشا‭ ‬واهتماما‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬هي‭ ‬المجالات‭ ‬القمعية‭ ‬والتدخلات‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭ ‬وتطوير‭ ‬الصواريخ‭ ‬والسعي‭ ‬سرا‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬القنبلة‭ ‬الذرية‭.‬

طوال‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬المستبد،‭ ‬والذي‭ ‬عانى‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬منه‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة،‭ ‬كانت‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬وذراعها‭ ‬الضاربة‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق،‭ ‬متواجدة‭ ‬دائما‭ ‬في‭ ‬الساحة‭ ‬ومتصدية‭ ‬للنظام‭ ‬وساعية‭ ‬دونما‭ ‬كلل‭ ‬أو‭ ‬ملل‭ ‬لكشف‭ ‬وفضح‭ ‬جرائمه‭ ‬وانتهاكاته‭ ‬وإيصال‭ ‬صوت‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬للعالم‭ ‬أجمع،‭ ‬وقد‭ ‬نجحت‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬نجاحا‭ ‬لا‭ ‬نظير‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬فضح‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬وكذلك‭ ‬إثبات‭ ‬أنه‭ ‬نظام‭ ‬فاشل‭ ‬وأن‭ ‬بقاءه‭ ‬يعني‭ ‬استمرار‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬واستمرار‭ ‬المصائب‭ ‬والمآسي،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬حل‭ ‬سوى‭ ‬إسقاطه‭.‬

اقتناع‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬بوجهة‭ ‬نظر‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬الداعية‭ ‬لإسقاط‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬عكس‭ ‬تقدما‭ ‬نوعيا‭ ‬للنضال‭ ‬الذي‭ ‬تخوضه‭ ‬هذه‭ ‬المقاومة‭ ‬ونجاحها‭ ‬في‭ ‬إقناع‭ ‬الجميع‭ ‬بأطروحاتها‭ ‬وأفكارها‭ ‬التي‭ ‬تستمد‭ ‬قوتها‭ ‬وعنفوانها‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬الواقع‭ ‬الإيراني‭ ‬نفسه‭ ‬والعلاقة‭ ‬الجدلية‭ ‬التي‭ ‬ربطت‭ ‬وتربط‭ ‬بينها‭ ‬وبين‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬فالشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬الطرف‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬يمكنه‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬آماله‭ ‬وطموحاته،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬صار‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬ينظر‭ ‬بعين‭ ‬الاحترام‭ ‬والتجليل‭ ‬لهذه‭ ‬المقاومة‭ ‬ونضالها‭ ‬المستمر‭ ‬والدؤوب‭ ‬الذي‭ ‬يضع‭ ‬مصلحة‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وأمن‭ ‬واستقرار‭ ‬المنطقة‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمي‭ ‬بين‭ ‬شعوبها‭ ‬فوق‭ ‬كل‭ ‬اعتبار‭. ‬“الحوار”‭.‬

“نظام‭ ‬الملالي‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الأنظمة‭ ‬الديكتاتورية‭ ‬فشلا‭ ‬وإخفاقا،‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬أن‭ ‬يبني‭ ‬إيران‭ ‬وفق‭ ‬روح‭ ‬العصر”‭.‬