فجر جديد

حقيقة‭ ‬استهداف‭ ‬وزير‭ ‬التربية

| إبراهيم النهام

أعرف‭ ‬جيدا،‭ ‬وأعي‭ - ‬كغيري‭ - ‬بأن‭ ‬العاصفة‭ ‬المختلقة‭ ‬أخيرا‭ ‬لمحاولة‭ ‬النيل‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬وزير‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬الدكتور‭ ‬ماجد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬النعيمي‭ ‬ليست‭ ‬بالجديدة،‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة؛‭ ‬لأنه‭ ‬طالما‭ ‬كان‭ ‬النجاح‭ ‬قائما‭ ‬ومستمرا،‭ ‬كانت‭ ‬موجات‭ ‬الصد‭ ‬أعنف‭ ‬وأكثر‭ ‬شراسة‭ ‬ووحشية‭.‬

والإشكالية‭ ‬التي‭ ‬يراها‭ ‬البعض‭ ‬بهذا‭ ‬الرجل‭ ‬هي‭ ‬3‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري،‭ ‬أولها‭ ‬وعيه‭ ‬التام‭ ‬لمسؤولياته‭ ‬وواجباته‭ (‬الوطنية‭)‬،‭ ‬بطليعتها‭ ‬إفشاله‭ ‬المستمر‭ ‬لمحاولات‭ ‬اختطاف‭ ‬المؤسسات‭ ‬التربوية‭ ‬والتعليمية،‭ ‬وتزييف‭ ‬نتائج‭ ‬عملها،‭ ‬لصالح‭ ‬فئات‭ ‬طائفية،‭ ‬ترى‭ ‬بمخرجات‭ ‬التعليم،‭ ‬وبالقسم‭ ‬الوظيفي،‭ ‬وبالإخلاص‭  ‬بالعمل،‭ ‬بأنه‭ ‬“كومة‭ ‬هراء”‭ ‬لا‭ ‬أكثر،‭ ‬وبأن‭ ‬أجنداتها‭ ‬هي‭ ‬“الأهم”‭.‬

الأمر‭ ‬الثاني،‭ ‬كنس‭ ‬النعيمي‭ ‬المستمر‭ ‬لثقافة‭ ‬المحسوبية‭ ‬السياسية‭ ‬والدينية،‭ ‬فهو‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬العملية‭ ‬التربوية‭ ‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬تُمس،‭ ‬وألا‭ ‬تُسيس،‭ ‬أو‭ ‬تُحتسب‭ ‬مفاصلها‭ ‬لجمعيات،‭ ‬أو‭ ‬أحزاب،‭ ‬فئوية،‭ ‬أو‭ ‬دينية،‭ ‬أو‭ ‬طائفية‭ ‬النفس،‭ ‬ونحن‭ ‬نؤيده‭ ‬بذلك‭ ‬ونشد‭ ‬على‭ ‬يده‭ ‬شاكرين‭.‬

الأمر‭ ‬الثالث،‭ ‬النجاحات‭ ‬المتنوعة‭ ‬التي‭ ‬حققها‭ ‬منذ‭ ‬وصوله‭ ‬رأس‭ ‬هرم‭ ‬الوزارة،‭ ‬رغم‭ ‬ضخامة‭ ‬حجم‭ ‬المسؤوليات‭ ‬والواجبات،‭ ‬وهي‭ ‬نجاحات‭ ‬يشوبها‭ ‬أحيانا‭ ‬الخفقات،‭ ‬والسقطات،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬طبيعي‭ ‬لمن‭ ‬يعمل؛‭ ‬لأن‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يخطئ،‭ ‬والعكس‭ ‬هو‭ ‬الصحيح،‭ ‬وإن‭ ‬حاول‭ ‬البعض‭ ‬إظهار‭ ‬الأمر‭ ‬بغير‭ ‬ذلك‭.‬

النعيمي‭ ‬لا‭ ‬يرد‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬استوجب‭ ‬الأمر‭ ‬الرد،‭ ‬والنعيمي‭ ‬يعمل‭ ‬ويخلص‭ ‬بعمله‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬غيره،‭ ‬والنعيمي‭ ‬وفي‭ ‬الشدائد‭ ‬كان‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬وقف‭ ‬على‭ ‬منصة‭ ‬الوطنية‭ ‬ودافع‭ ‬عن‭ ‬بلده،‭ ‬مؤديا‭ ‬واجبه‭ ‬كما‭ ‬يجب،‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬استمات‭ ‬به‭ ‬الآخرون‭ ‬وهم‭ ‬يسقطون‭ ‬شركاءهم‭ ‬في‭ ‬الوطن،‭ ‬ويخونوهم،‭ ‬ويصفقون‭ ‬لمن‭ ‬ينادي‭ ‬بسحقهم‭.‬

الدكتور‭ ‬ماجد‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬النعيمي‭ ‬هو‭ ‬ابن‭ ‬البلد‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬وزيرا،‭ ‬وأي‭ ‬استهداف‭ ‬لشخصه‭ ‬هو‭ ‬استهداف‭ ‬للبحرين‭ ‬ولنا‭ ‬جميعا،‭ ‬استهداف‭ ‬لن‭ ‬يؤتى‭ ‬أُكله؛‭ ‬لأنه‭ ‬بني‭ ‬على‭ ‬باطل‭ ‬وزور‭ ‬بزوبعة‭ ‬لا‭ ‬تتخطى‭ ‬كونها‭ ‬دعاية‭ ‬سياسية‭ ‬فاشلة‭.‬