ياسمينيات

زواج “افتح يا سمسم”

| ياسمين خلف

خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضي‭ ‬2018،‭ ‬سجلت‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والأوقاف‭ ‬والشؤون‭ ‬الإسلامية‭ ‬1929‭ ‬حالة‭ ‬طلاق،‭ ‬منها‭ ‬1667‭ ‬حالة‭ ‬لبحرينيين،‭ ‬لن‭ ‬نعرج‭ ‬على‭ ‬الإحصائية‭ ‬بالتفصيل،‭ ‬ما‭ ‬يهمنا‭ ‬هنا‭ ‬حالات‭ ‬الزواج‭ ‬والطلاق‭ ‬لمن‭ ‬هم‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬العشرين‭ ‬من‭ ‬أعمارهم،‭ ‬فهناك‭ ‬720‭ ‬حالة‭ ‬زواج‭ ‬لمن‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬‭(‬15-19‭ ‬سنة‭)‬،‭ ‬منها‭ ‬597‭ ‬لإناث،‭ ‬و123‭ ‬لذكور،‭ ‬بل‭ ‬أضف‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬6‭ ‬حالات‭ ‬زواج‭ ‬لفتيات‭ ‬دون‭ ‬الخامسة‭ ‬عشرة‭ ‬من‭ ‬أعمارهن،‭ ‬نصفهن‭ ‬من‭ ‬البحرينيات‭! ‬وسجلت‭ ‬64‭ ‬حالة‭ ‬طلاق‭ ‬لمن‭ ‬هم‭ ‬دون‭ ‬الـ‭ ‬19،‭ ‬57‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الإناث،‭ ‬و7‭ ‬من‭ ‬الذكور‭.‬

كنت‭ ‬أتخيل،‭ ‬أن‭ ‬ظاهرة‭ ‬زواج‭ ‬الصغار‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬بين‭ ‬البحرينيين،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬الأغلبية‭ ‬اليوم‭ ‬تضع‭ ‬عملية‭ ‬تحصيل‭ ‬العلم‭ ‬ومن‭ ‬بعدها‭ ‬تأمين‭ ‬سبل‭ ‬العيش‭ ‬الكريم‭ ‬عبر‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬من‭ ‬الأولويات‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تؤجل‭ ‬فكرة‭ ‬الزواج،‭ ‬وصدمت‭ ‬حقيقة‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬ينهج‭ ‬زواج‭ ‬“افتح‭ ‬يا‭ ‬سمسم”،‭ ‬حيث‭ ‬يظلم‭ ‬فيها‭ ‬الأزواج‭ ‬الصغار،‭ ‬عندما‭ ‬يصدمون‭ ‬فجأة‭ ‬بمسؤوليات‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬حسبانهم،‭ ‬لنظرتهم‭ ‬الوردية‭ ‬ولنقل‭ ‬الرومانسية‭ ‬حال‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬الارتباط‭.‬

الأهالي‭ ‬يشاركون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬عندما‭ ‬يوافقون‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الزيجات‭ ‬المبكرة،‭ ‬وهم‭ ‬يدركون‭ ‬تماماً‭ ‬حجم‭ ‬المسؤولية‭ ‬على‭ ‬الزوجين،‭ ‬والتي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬قبل‭ ‬أوانها‭. ‬ولنكن‭ ‬واقعيين،‭ ‬المستوى‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للأغلبية‭ ‬الساحقة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬المراهق‭ ‬دون‭ ‬الـ‭ ‬19‭ ‬من‭ ‬فتح‭ ‬منزل،‭ ‬وتحمل‭ ‬مسؤوليته،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬مسؤولية‭ ‬أسرة،‭ ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬بالكاد‭ ‬قد‭ ‬تخرج‭ ‬من‭ ‬الثانوية‭ ‬ولم‭ ‬يكمل‭ ‬بعد‭ ‬دراسته‭ ‬الجامعية‭ ‬ولم‭ ‬يعمل‭ ‬بعد‭! ‬وبالمثل‭ ‬الزوجة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تتوقع‭ ‬أنها‭ ‬ستنهي‭ ‬دراستها‭ ‬وهي‭ ‬متزوجة،‭ ‬نعم‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك،‭ ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬تنازلات‭ ‬أكثر،‭ ‬وتحملا‭ ‬أكبر‭ ‬للمسؤوليات،‭ ‬وشخصيات‭ ‬معينة،‭ ‬وكثيرات‭ ‬فشلن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التحدي،‭ ‬وانتهى‭ ‬بهن‭ ‬الأمر‭ ‬بترك‭ ‬الدراسة،‭ ‬واضطررن‭ ‬للعمل‭ ‬في‭ ‬وظائف‭ ‬قد‭ ‬تأخذ‭ ‬منهن‭ ‬ساعات‭ ‬أطول،‭ ‬وبأجور‭ ‬أقل،‭ ‬وبالتالي‭ ‬كان‭ ‬تأثيرها‭ ‬مدمرا‭ ‬على‭ ‬حياتهن‭ ‬الأسرية‭.‬

هناك‭ ‬من‭ ‬سينبري‭ ‬بأن‭ ‬“زوجوهم”‭ ‬تحصيناً‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬الحرام،‭ ‬ونقول‭ ‬ربوهم‭ ‬بشكل‭ ‬يحفظهم‭ ‬من‭ ‬الحرام،‭ ‬وسلحوهم‭ ‬بعدها‭ ‬بالعلم‭ ‬والعمل،‭ ‬لتحصنوهم‭ ‬من‭ ‬الطلاق‭ ‬وآثاره‭ ‬النفسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تحطم‭ ‬حياتهم‭ ‬للأبد‭.‬

 

ياسمينة‭:‬

‭ ‬لكل‭ ‬شيء‭ ‬زمانه،‭ ‬ونحن‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬لا‭ ‬يصلح‭ ‬لتزويج‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬19‭.‬