ومضة قلم

حصر وظائف للبحرينيين

| محمد المحفوظ

أن‭ ‬يسعى‭ ‬البرلمان‭ ‬البحريني‭ ‬لحصر‭ ‬بعض‭ ‬الوظائف‭ ‬على‭ ‬المواطن‭ ‬البحريني‭ ‬خطوة‭ ‬في‭ ‬منتهى‭ ‬الأهمية‭ ‬ولو‭ ‬جاءت‭ ‬متأخرة،‭ ‬المقترح‭ ‬بقانون‭ ‬تقدم‭ ‬به‭ ‬النائب‭ ‬أحمد‭ ‬السلوم‭ ‬ومؤداه‭ ‬اقتصار‭ ‬وظائف‭ ‬محددة‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬البحرين‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭: ‬التمريض‭ ‬والمحاسبة‭ ‬والهندسة‭ ‬والتدريس‭ ‬ومدراء‭ ‬المدارس‭ ‬ومدققو‭ ‬الحسابات‭ ‬ومدراء‭ ‬الفنادق‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المستشارين‭ ‬القانونيين‭ ‬والوظائف‭ ‬الإدارية‭ ‬وغيرها‭.‬

أما‭ ‬الأسباب‭ ‬التي‭ ‬دعت‭ ‬النائب‭ ‬لرفع‭ ‬المذكرة‭ ‬لهيئة‭ ‬مكتب‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬فلا‭ ‬أعتقد‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يجهلها،‭ ‬وتتمثل‭ ‬في‭ ‬وجود‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬البحرينيين‭ ‬الذين‭ ‬ينتظرون‭ ‬فرصتهم‭ ‬في‭ ‬التوظيف‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬بعيدة،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬أنّ‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يحملون‭ ‬من‭ ‬مؤهلات‭ ‬حق‭ ‬كفله‭ ‬لهم‭ ‬دستور‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإنّ‭ ‬الذي‭ ‬يتمناه‭ ‬كل‭ ‬فرد‭ ‬أن‭ ‬يحظى‭ ‬المقترح‭ ‬بالجدية‭ ‬واهتمام‭ ‬كل‭ ‬أعضاء‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭.‬

إنّ‭ ‬المفارقة‭ ‬التي‭ ‬تبعث‭ ‬على‭ ‬الدهشة‭ ‬أنّ‭ ‬هناك‭ ‬آلافا‭ ‬من‭ ‬الوظائف‭ ‬يشغلها‭ ‬الأجانب‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬والقطاع‭ ‬العام‭ ‬أيضا،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الأسف‭. ‬ولكي‭ ‬تحقق‭ ‬الخطوة‭ ‬المذكورة‭ ‬النجاح‭ ‬على‭ ‬المجلس‭ ‬النيابي‭ ‬أن‭ ‬يلزم‭ ‬كل‭ ‬الجهات‭ ‬الحكومية‭ ‬بتوظيف‭ ‬العاطلين‭ ‬وإحلالهم‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬التي‭ ‬يشغلها‭ ‬للأسف‭ ‬الأجانب،‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬المستغرب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬أجانب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬كالتمريض‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬يبقى‭ ‬المئات‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬كلية‭ ‬التمريض‭ ‬عاطلين‭ ‬عن‭ ‬العمل؟‭ ‬ألا‭ ‬يستحق‭ ‬هؤلاء‭ ‬العاطلون‭ ‬بوصفهم‭ ‬مواطنين‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لهم‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬التوظيف؟‭ ‬أما‭ ‬المحزن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الخيار‭ ‬المفضل‭ ‬أمام‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬“الأجانب”‭!‬

المطلوب‭ ‬وبشكل‭ ‬عاجل‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إحلال‭ ‬الكفاءات‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات،‭ ‬لأن‭ ‬ذلك‭ ‬سيسهم‭ ‬في‭ ‬تحسين‭ ‬أوضاعهم‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬انتظارهم‭ ‬سنوات‭ ‬دون‭ ‬ممارسة‭ ‬للمهنة،‭ ‬ما‭ ‬يشكل‭ ‬خطأ‭ ‬فادحاً‭ ‬ربما‭ ‬يجعلهم‭ ‬غير‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬الإلمام‭ ‬بها‭ ‬مستقبلا‭.‬

والذي‭ ‬نأمله‭ ‬في‭ ‬الأيام‭ ‬القادمة‭ ‬هو‭ ‬اعتماد‭ ‬آلية‭ ‬للتدريب‭ ‬لأنها‭ ‬ستشكل‭ ‬نقطة‭ ‬تحول‭ ‬لتوظيف‭ ‬آلاف‭ ‬العاطلين‭ ‬وتأمين‭ ‬مستقبل‭ ‬عائلاتهم،‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬طبقا‭ ‬للقانون‭ ‬النيابي‭ ‬المقدم‭ ‬دعما‭ ‬ومساندة‭ ‬من‭ ‬صندوق‭ ‬العمل‭ ‬“تمكين”‭ ‬الذي‭ ‬سيهيئ‭ ‬الطاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬الشابة‭ ‬لأخذ‭ ‬المواقع‭ ‬القيادية‭ ‬في‭ ‬الوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬الحكومية‭.‬