تيارات

البلدي الثرثار والمجلس الخجول

| راشد الغائب

ترفع‭ ‬المجالس‭ ‬البلدية‭ ‬ومجلس‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬الراية‭ ‬البيضاء‭ ‬أمام‭ ‬الوفاء‭ ‬بتنفيذ‭ ‬مشروعات‭ ‬جديدة‭. ‬وأصابع‭ ‬الاتهام‭ ‬موجهة‭ ‬لغول‭ ‬التقشف‭.‬

لا‭ ‬ميزانية‭ ‬للري‭ ‬والتشجير،‭ ‬ولا‭ ‬ميزانية‭ ‬للاستملاكات،‭ ‬ولا‭ ‬ميزانية‭ ‬لصيانة‭ ‬الحدائق،‭ ‬ولا‭ ‬ميزانية‭ ‬لأغلب‭ ‬المشروعات‭ ‬بصميم‭ ‬اختصاصات‭ ‬المجالس‭.‬

تحولت‭ ‬أغلب‭ ‬المجالس‭ ‬لمؤسسات‭ ‬هشة،‭ ‬وأصبح‭ ‬عضوها‭ ‬مراسلا‭ ‬متفانيا،‭ ‬ينذر‭ ‬وقته‭ ‬وجهده‭ ‬لإتمام‭ ‬خدمات‭ ‬بيروقراطية،‭ ‬مثل‭ ‬طلب‭ ‬المرتفعات،‭ ‬أو‭ ‬معاتبة‭ ‬شركة‭ ‬النظافة،‭ ‬أو‭ ‬سد‭ ‬حفرة،‭ ‬أو‭ ‬حل‭ ‬مشكلة‭ ‬نزف‭ ‬البلاعات‭.‬

نشرت‭ ‬“البلاد”‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬أمس‭ (‬السبت‭) ‬قرارا‭ ‬أصدره‭ ‬مجلس‭ ‬بلدية‭ ‬المنامة‭ ‬قبل‭ ‬88‭ ‬عاما‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬أجور‭ ‬“التاكسي”؛‭ ‬لنقل‭ ‬الركاب‭ ‬بمختلف‭ ‬المناطق‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬المجلس‭ ‬البلدي‭ ‬سيدا‭ ‬بقراراته‭. ‬أما‭ ‬اليوم،‭ ‬فالمجالس‭ ‬خجولة‭ ‬ومروضة‭ ‬لأسباب‭ ‬عديدة‭.‬

المجلس‭ ‬الجديد‭ ‬لأمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬لم‭ ‬يرد‭ ‬التحية‭ ‬للصحافة‭ ‬عموما،‭ ‬و”البلاد”‭ ‬تحديدا،‭ ‬واستمر‭ ‬بعلاقة‭ ‬غير‭ ‬ودودة‭ ‬مع‭ ‬رئته‭ ‬للمسؤول‭ ‬والمواطن،‭ ‬وأدمن‭ ‬حجب‭ ‬أبسط‭ ‬المعلومات،‭ ‬مثل‭ ‬جدول‭ ‬أعمال‭ ‬اجتماعاته؛‭ ‬لأسباب‭ ‬تافهة‭. ‬وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬النظر‭ ‬بمخاوفه‭ ‬من‭ ‬شيطنة‭ ‬المعلومات‭ ‬مع‭ ‬حلول‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الجديد‭.‬

يتأبط‭ ‬بلديون‭ ‬الصبر،‭ ‬ويكررون‭ ‬مطالبة‭ ‬مملة؛‭ ‬لزيادة‭ ‬صلاحياتهم‭ ‬الرقابية،‭ ‬ولكن‭ ‬أغلبهم‭ ‬خاملون‭ ‬عن‭ ‬تفعيل‭ ‬أدواتهم،‭ ‬فكم‭ ‬سؤالا‭ ‬أو‭ ‬طلب‭ ‬إحاطة‭ ‬قدّم‭ ‬البلديون‭ ‬بمجلس‭ ‬الشمالية‭ ‬والجنوبية‭ ‬خلال‭ ‬دور‭ ‬الانعقاد‭ ‬الماضي؟

أما‭ ‬مجلس‭ ‬المحرق،‭ ‬فهو‭ ‬الاستثناء‭ ‬الأكبر،‭ ‬ومعه‭ ‬أعضاء،‭ ‬يعدون‭ ‬على‭ ‬أصابع‭ ‬اليد‭ ‬من‭ ‬مجالس‭ ‬العاصمة‭ ‬والشمالية‭ ‬والجنوبية‭. ‬

البلديون‭ ‬النمامون‭ ‬والمتعاركون‭ ‬مع‭ ‬نواب‭ ‬دوائرهم،‭ ‬والمثرثرون‭ ‬بكل‭ ‬شيء‭ ‬عدا‭ ‬عن‭ ‬إصلاح‭ ‬بيتهم‭ ‬الداخلي،‭ ‬يحسدون‭ ‬المحرقيين‭ ‬على‭ ‬مجلسهم‭ ‬الجريء،‭ ‬والمنجز،‭ ‬وقيادته‭ ‬الذكية‭ ‬التي‭ ‬تعتبر‭ ‬الصحافة‭ ‬صديقا‭ ‬وشريكا‭. ‬استيقظوا‭ ‬وتعلموا‭ ‬منهم‭. ‬ولا‭ ‬تناموا‭.‬

 

تيار

“أتعرف‭ ‬ما‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأحزان؟‭ ‬إنها‭ ‬ليست‭ ‬سوى‭ ‬جدار‭ ‬بين‭ ‬بستانين،‭ ‬فلا‭ ‬تبتئس‭!‬”‭.‬

جلال‭ ‬الدين‭ ‬الرومي