ستة على ستة

الطرف الشرير

| عطا السيد الشعراوي

على‭ ‬اتجاه‭ ‬مغاير‭ ‬للاتجاه‭ ‬الذي‭ ‬تسير‭ ‬فيه‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأميركي‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬دعا‭ ‬الكاتبان‭ ‬ماثيو‭ ‬باروس‭ ‬وجوليان‭ ‬مولر‭ ‬كالير‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬مقال‭ ‬لهما‭ ‬نشر‭ ‬مؤخرا‭ ‬بمجلة‭ ‬“هيل”‭ ‬الأميركية‭ ‬إلى‭ ‬التخلي‭ ‬عن‭ ‬اعتبار‭ ‬طهران‭ ‬طرفا‭ ‬شريرا،‭ ‬والنأي‭ ‬بنفسها‭ ‬عن‭ ‬تغيير‭ ‬النظام‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬وأصدرا‭ ‬حكما‭ ‬بأن‭ ‬استراتيجية‭ ‬الضغط‭ ‬القصوى‭ ‬التي‭ ‬ينتهجها‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬ضد‭ ‬إيران‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬مسدود،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬على‭ ‬شفا‭ ‬الحرب‭.‬

وتبع‭ ‬هذا‭ ‬الخلاف‭ ‬في‭ ‬الرؤية‭ ‬والأهداف‭ ‬خلاف‭ ‬في‭ ‬الأدوات‭ ‬والآليات،‭ ‬إذ‭ ‬طالب‭ ‬الكاتبان‭ ‬الإدارة‭ ‬الأميركية‭ ‬بإبعاد‭ ‬الأصوات‭ ‬التي‭ ‬تميل‭ ‬لاتخاذ‭ ‬خطوات‭ ‬صارمة‭ ‬تجاه‭ ‬طهران‭ ‬مثل‭ ‬مستشار‭ ‬الأمن‭ ‬القومي‭ ‬جون‭ ‬بولتون‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬مايك‭ ‬بومبيو،‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬توفير‭ ‬قنوات‭ ‬اتصال‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬طهران‭ ‬وبين‭ ‬جميع‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬متوقعين‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬إنهاء‭ ‬نحو‭ ‬أربعة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬وطهران‭ ‬وإمكانية‭ ‬التعاون‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬قضايا‭ ‬أخرى‭ ‬كالعراق‭ ‬وسوريا‭ ‬وأفغانستان،‭ ‬وتمكين‭ ‬المعتدلين‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬هيكل‭ ‬أمني‭ ‬خليجي‭ ‬أوسع‭ ‬وآلية‭ ‬شاملة‭ ‬لتسوية‭ ‬المنازعات‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

نقول‭ ‬لهما‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬معطيات‭ ‬وظروفا‭ ‬قائمة‭ ‬تجعلنا‭ ‬نقرر‭ ‬الطريق‭ ‬الذي‭ ‬نسلكه‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬إيران،‭ ‬وهل‭ ‬سيكون‭ ‬الحوار‭ ‬والتفاوض‭ ‬أم‭ ‬التصعيد‭ ‬والضغط‭ ‬وسيكون‭ ‬إهدارا‭ ‬للوقت‭ ‬والجهد‭ ‬أن‭ ‬نعاند‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬والمعطيات‭ ‬ثم‭ ‬نجد‭ ‬أنفسنا‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تغيير‭ ‬جذري‭ ‬في‭ ‬المسار‭ ‬والبدء‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بمسار‭ ‬آخر،‭ ‬ففي‭ ‬ظل‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإيراني‭ ‬المنتشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬المنطقة‭ ‬بأشكال‭ ‬مختلفة،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬الحروب‭ ‬بالوكالة‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬إيران‭ ‬بتمويلها‭ ‬المليشيات‭ ‬الإرهابية‭ ‬والتي‭ ‬أقر‭ ‬بها‭ ‬الكاتبان‭ ‬باروس‭ ‬وكالير‭ ‬سيكون‭ ‬من‭ ‬العبث‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬حوار‭ ‬مع‭ ‬طرف‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬معناه‭ ‬ولا‭ ‬جدواه‭ ‬ولا‭ ‬شروطه‭ ‬ومبتغاه‭.‬

“لا‭ ‬معنى‭ ‬للحوار‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الإرهاب‭ ‬الإيراني‭ ‬المنتشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان”‭.‬