نحو‭ ‬عمل‭ ‬تطوعي‭ ‬مُستدام

| عبدعلي الغسرة

جائزة‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عيسى‭ ‬بن‭ ‬علي‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬السلة‭ ‬والرئيس‭ ‬الفخري‭ ‬لجمعية‭ ‬الكلمة‭ ‬الطيبة‭ ‬من‭ ‬الجوائز‭ ‬المُميزة‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬وتشجيع‭ ‬المؤسسات‭ ‬الخيرية‭ ‬والعمل‭ ‬التطوعي‭ ‬والعاملين‭ ‬فيه‭. ‬وقد‭ ‬انطلقت‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬برؤية‭ ‬وأهداف‭ ‬إنسانية‭ ‬ووطنية‭ ‬وتنموية،‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬نشر‭ ‬وتعزيز‭ ‬ثقافة‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬والتعريف‭ ‬بأشخاصه‭ ‬محليًا‭ ‬وخليجيًا‭ ‬وعربيًا‭ ‬وإقليميًا‭ ‬وتكريمهم،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬تجاربهم‭ ‬ومشاريعهم‭ ‬وبيان‭ ‬أثرها‭ ‬في‭ ‬التنمية‭ ‬الوطنية‭ ‬والخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬والتي‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬2030م‭. ‬وتضم‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬جزأين،‭ ‬الأول‭ ‬تكريم‭ ‬رواد‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬العربي‭ ‬والإقليمي،‭ ‬والثاني‭ ‬أفضل‭ ‬مشروع‭ ‬تطوعي‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البحرين‭.‬

وعملت‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬منذ‭ ‬تأسيسها‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬مبدأ‭ ‬الشراكة‭ ‬الفاعلة‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬والهيئات‭ ‬والمؤسسات‭ ‬والجمعيات‭ ‬التطوعية،‭ ‬ودعم‭ ‬جهود‭ ‬المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬والمساهمة‭ ‬بتوجيه‭ ‬الطاقات‭ ‬الشبابية‭ ‬البحرينية‭ ‬والخليجية‭ ‬والعربية‭ ‬والإقليمية‭ ‬لخدمة‭ ‬بلدانهم،‭ ‬وتنمية‭ ‬قدرات‭ ‬ومواهب‭ ‬وإبداعات‭ ‬المتطوعين‭ ‬وتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬مشاريعهم،‭ ‬وتحرص‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬توافق‭ ‬مشاريع‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬مجتمعاتها،‭ ‬وتشترط‭ ‬الإبداع‭ ‬والابتكار‭ ‬واستثمار‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬مشاريعها‭.‬

وتلقي‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬القدرات‭ ‬والمهارات‭ ‬والابتكارات‭ ‬الشبابية‭ ‬الإبداعية‭ ‬التي‭ ‬سيكون‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬مُميز‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬مجتمعاتها،‭ ‬وهذه‭ ‬الإمكانيات‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬والتشجيع‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬آثار‭ ‬إيجابية‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬وأفراده،‭ ‬وتنطلق‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬لتحقيق‭ ‬عدة‭ ‬رسائل،‭ ‬كغرس‭ ‬ثقافة‭ ‬العطاء‭ ‬والبذل،‭ ‬ونشر‭ ‬الوعي‭ ‬الإنساني‭ ‬للعمل‭ ‬التطوعي‭ ‬وتعزيز‭ ‬أهدافه،‭ ‬وأن‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬يُساهم‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬موارد‭ ‬المجتمع‭ ‬وتقليل‭ ‬مشاكله‭ ‬وإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬الإبداعية‭ ‬لها،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الترابط‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتعزيز‭ ‬الانتماء‭ ‬والولاء‭ ‬إلى‭ ‬البحرين‭ ‬والأمة‭ ‬العربية،‭ ‬والاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬التطوعية‭ ‬المُبتكرة‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬مجتمعاتنا،‭ ‬وهذه‭ ‬الرسائل‭ ‬وغيرها‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬هذه‭ ‬الجائزة‭ ‬الكريمة‭ ‬بمكانة‭ ‬مُتميزة‭ ‬محليًا‭ ‬وخليجيًا‭ ‬وعربيًا‭ ‬وإقليميًا،‭ ‬وتؤكد‭ ‬ما‭ ‬وصلت‭ ‬إليه‭ ‬البحرين‭ ‬بما‭ ‬تملكه‭ ‬من‭ ‬كوادر‭ ‬مبدعة‭ ‬ذات‭ ‬مهارات‭ ‬وابتكارات‭ ‬مُتميزة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭.‬

إن‭ ‬خدمة‭ ‬المجتمع‭ ‬وأبنائه‭ ‬شرفٌ‭ ‬لا‭ ‬يصله‭ ‬إلا‭ ‬مَن‭ ‬قدم‭ ‬مصالح‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬مصالحه،‭ ‬وآثر‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬غيره،‭ ‬وضحى‭ ‬بوقته‭ ‬وجهده‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إسعاد‭ ‬الآخرين،‭ ‬والعمل‭ ‬التطوعي‭ ‬إرثٌ‭ ‬عظيم‭ ‬تناقلته‭ ‬أجيال‭ ‬البحرين،‭ ‬وينال‭ ‬رعاية‭ ‬واهتماما‭ ‬من‭ ‬لدُن‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬والحكومة‭ ‬المُوقرة‭ ‬لنبل‭ ‬العمل‭ ‬التطوعي‭ ‬وأثره‭ ‬الإنساني‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬قيم‭ ‬التعايش‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭ ‬ونشر‭ ‬المحبة‭ ‬والتسامح‭ ‬والسلام‭ ‬بين‭ ‬البشر‭.‬