ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... صناعة الدمية مرسي

| د. طارق آل شيخان الشمري

نظرا‭ ‬لأن‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬لقطاء‭ ‬ومشردي‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬الذين‭ ‬يدعون‭ ‬الآن‭ ‬أنهم‭ ‬الفرس‭ ‬أحفاد‭ ‬المجوس،‭ ‬وأحفاد‭ ‬الطورانيين‭ ‬الوثنيين‭ ‬القوقاز،‭ ‬الذين‭ ‬يدعون‭ ‬الآن‭ ‬أنهم‭ ‬أحفاد‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية،‭ ‬كانوا‭ ‬عاجزين‭ ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬تحقيقا‭ ‬لهدفهم‭ ‬بإذلال‭ ‬واستعباد‭ ‬العرب‭ ‬واحتلال‭ ‬أرضهم‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬نتيجة‭ ‬طبعا‭ ‬لشعورهم‭ ‬بالنقص‭ ‬العرقي‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬الإسلامية،‭ ‬لجأوا‭ ‬إلى‭ ‬صناعة‭ ‬عملاء‭ ‬ونكرات‭ ‬من‭ ‬أراذل‭ ‬العرب،‭ ‬ليكونوا‭ ‬وكلاء‭ ‬لهم‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬وهدم‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭ ‬وتعطيل‭ ‬مسيرة‭ ‬وتطور‭ ‬أبناء‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭.‬

فرأينا‭ ‬كيف‭ ‬زرع‭ ‬لقطاء‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬العملاء‭ ‬بالعراق‭ ‬أمثال‭ ‬الجلبي‭ ‬والمالكي‭ ‬والحشد،‭ ‬والذين‭ ‬رفعوا‭ ‬راية‭ ‬الفساد‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والأمني‭ ‬والإداري،‭ ‬كذلك‭ ‬رأينا‭ ‬باسم‭ ‬الديمقراطية‭ ‬كيف‭ ‬كانت‭ ‬زراعة‭ ‬العملاء‭ ‬والخونة‭ ‬بقيادة‭ ‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬بمفاصل‭ ‬الدولة‭ ‬اللبنانية،‭ ‬وتعطيل‭ ‬وتدمير‭ ‬لبنان‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬منارة‭ ‬للتسامح‭ ‬والهوية‭ ‬العربية‭ ‬والتطور‭ ‬والازدهار،‭ ‬ونفس‭ ‬الكلام‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬كاهن‭ ‬الكهوف‭ ‬ومشعوذ‭ ‬صعدة‭ ‬الذي‭ ‬ينادي‭ ‬بالديمقراطية‭ ‬وهو‭ ‬يتخفى‭ ‬بالولاء‭ ‬والعمالة‭ ‬لإيران‭.‬

هذا‭ ‬النموذج‭ ‬الإيراني‭ ‬باحتلال‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬العملاء‭ ‬والنكرات‭ ‬والخونة‭ ‬الذين‭ ‬رفعوا‭ ‬شعار‭ ‬الديمقراطية‭ ‬والإصلاح‭ ‬وحقوق‭ ‬الشعب،‭ ‬أعجب‭ ‬أحفاد‭ ‬الطورانيين‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬واحتضان‭ ‬عملاء‭ ‬وخونة،‭ ‬ليكونوا‭ ‬وكلاء‭ ‬لهم‭ ‬لاحتلال‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مباشر،‭ ‬ونهب‭ ‬خيراتها‭ ‬وتعطيل‭ ‬مسيرتها‭ ‬وإشغال‭ ‬أبنائها‭ ‬بحروب،‭ ‬حتى‭ ‬يستمر‭ ‬بذلك‭ ‬الاحتلال‭ ‬الخفي،‭ ‬ومن‭ ‬البديهي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمون‭ ‬العملاء‭ ‬والوكلاء‭ ‬لأبناء‭ ‬وأحفاد‭ ‬الطورانيين،‭ ‬ومن‭ ‬البديهي‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬إخوان‭ ‬مصر‭ ‬العملاء‭ ‬المفضلين‭ ‬الذين‭ ‬بعمالتهم‭ ‬للطورانيين‭ ‬وتمكينهم‭ ‬من‭ ‬التحكم‭ ‬بقرار‭ ‬ومصالح‭ ‬مصر،‭ ‬سيحضون‭ ‬بدعم‭ ‬ومساندة‭ ‬أحفاد‭ ‬الطورانيين‭ ‬لهم‭ ‬سياسيا‭ ‬وأمنيا،‭ ‬ومن‭ ‬البديهي‭ ‬ألا‭ ‬يضع‭ ‬إخوان‭ ‬مصر‭ ‬قيادات‭ ‬الصف‭ ‬الأول‭ ‬بالواجهة‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬كتب‭ ‬لهم‭ ‬الفوز‭ ‬بالانتخابات،‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تسوء‭ ‬الأمور‭ ‬لاحقا‭ ‬وتنقلب‭ ‬ضدهم‭ ‬ويفقدوا‭ ‬هذه‭ ‬القيادات‭ ‬المهمة،‭ ‬وعوضا‭ ‬عن‭ ‬ذلك،‭ ‬رشحوا‭ ‬نكرة‭ ‬وهو‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬مرسي،‭ ‬وأطلقوا‭ ‬له‭ ‬حملة‭ ‬إعلامية‭ ‬كبيرة‭ ‬حاولت‭ ‬تصويره‭ ‬بالعظمة‭ ‬السياسية‭ ‬والفكرية،‭ ‬حتى‭ ‬يتقبل‭ ‬السذج‭ ‬هذه‭ ‬الدمية‭ ‬كشخصية‭ ‬سياسية‭ ‬عظيمة،‭ ‬أما‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬مرسي‭ ‬دمية‭ ‬فللحديث‭ ‬بقية‭.‬