أنا أسرق من دون رحمة إذا أنا من نظام الملالي

| فلاح هادي الجنابي

في‭ ‬البلدان‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬يسود‭ ‬فيها‭ ‬القانون،‭ ‬اختفاء‭ ‬بضعة‭ ‬آلاف‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭ ‬يسبب‭ ‬تحقيقات‭ ‬واسعة‭ ‬ومطولة‭ ‬يكتب‭ ‬عنها‭ ‬ويتم‭ ‬وضع‭ ‬الشعب‭ ‬والرأي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الفضيحة،‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬فإن‭ ‬اختفاء‭ ‬14‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬خصصتها‭ ‬الحكومة‭ ‬لتوفير‭ ‬السلع‭ ‬المعيشية‭ ‬المطلوبة‭ ‬للشعب،‭ ‬لا‭ ‬تتخذ‭ ‬المسارات‭ ‬نفسها‭ ‬كما‭ ‬الأنظمة‭ ‬الديمقراطية‭ ‬التي‭ ‬يسود‭ ‬فيها‭ ‬القانون،‭ ‬لأنه‭ ‬ببساطة‭ ‬وصراحة‭ ‬متناهية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬“حاميها‭ ‬حراميها”‭.‬

اضطرار‭ ‬بعض‭ ‬نواب‭ ‬مجلس‭ ‬شورى‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني،‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬الاعتراف‭ ‬باختفاء‭ ‬14‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬خصصتها‭ ‬الحكومة‭ ‬لتوفير‭ ‬السلع‭ ‬المعيشية‭ ‬المطلوبة‭ ‬للشعب،‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬ومكابدته‭ ‬ومقاساته‭ ‬من‭ ‬الأوضاع‭ ‬المعيشية‭ ‬المأساوية‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬منها،‭ ‬وفي‭ ‬ذروة‭ ‬ازدياد‭ ‬الثراء‭ ‬الفاحش‭ ‬لقادة‭ ‬النظام‭ ‬ومسؤوليه،‭ ‬وكذلك‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬الغلاء‭ ‬الذي‭ ‬يعاني‭ ‬منه‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬الذي‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬أرقام‭ ‬قياسية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أبدا‭ ‬تحملها،‭ ‬خصوصا‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬تذكرنا‭ ‬أن‭ ‬800‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬أموال‭ ‬إيرادات‭ ‬تصدير‭ ‬النفط‭ ‬مازالت‭ ‬غير‭ ‬محسومة‭ ‬وتحوم‭ ‬حولها‭ ‬شكوك‭ ‬أقرب‭ ‬إلى‭ ‬الحقيقة‭ ‬بأن‭ ‬قادة‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬نهبوها‭ ‬في‭ ‬وضح‭ ‬النهار‭ ‬وتحت‭ ‬ذرائع‭ ‬ومبررات‭ ‬مختلفة‭.‬

هذا‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬أصرت‭ ‬منظمة‭ ‬مجاهدي‭ ‬خلق‭ ‬والمقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬على‭ ‬التشكيك‭ ‬في‭ ‬مصداقيته‭ ‬وأن‭ ‬قادته‭ ‬ومسؤوليه‭ ‬مشغولون‭ ‬بالإثراء‭ ‬غير‭ ‬المشروع‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬تؤكد‭ ‬كل‭ ‬المٶشرات‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬صار‭ ‬واثقا‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬آخر‭ ‬بأن‭ ‬النظام‭ ‬الحاكم‭ ‬ليس‭ ‬إلا‭ ‬حفنة‭ ‬من‭ ‬اللصوص‭ ‬وقطاع‭ ‬الطرق‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يهمهم‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تهمهم‭ ‬المصالح‭ ‬والمكاسب‭ ‬التي‭ ‬ينعمون‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬يسرقونه‭ ‬وينهبونه‭ ‬من‭ ‬الشعب‭.‬

اختفاء‭ ‬أو‭ ‬بالأحرى‭ ‬سرقة‭ ‬14‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬الأموال‭ ‬المخصصة‭ ‬لتوفير‭ ‬السلع‭ ‬المعيشية‭ ‬المطلوبة‭ ‬للشعب،‭ ‬تدل‭ ‬بصورة‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬ليس‭ ‬جديرا‭ ‬بالثقة‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬ائتمانه،‭ ‬وأنه‭ ‬كلما‭ ‬بقي‭ ‬على‭ ‬رأس‭ ‬السلطة‭ ‬فإنه‭ ‬يجب‭ ‬انتظار‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬سيئ،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إسقاطه‭ ‬وتخليص‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وشعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬والعالم‭ ‬منه‭ ‬صار‭ ‬هدفا‭ ‬أساسيا‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬من‭ ‬أجله‭ ‬بكل‭ ‬حزم‭ ‬وقوة‭. ‬“الحوار”‭.‬

“سرقة‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬14‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬التي‭ ‬خصصت‭ ‬للسلع‭ ‬المعيشية‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأسوأ‭ ‬قادم”‭.‬