نظام يغامر على حساب شعبه

| فلاح هادي الجنابي

تتزايد‭ ‬التقارير‭ ‬الواردة‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬إيران‭ ‬التي‭ ‬تلقي‭ ‬الأضواء‭ ‬على‭ ‬الأوضاع‭ ‬المعيشية‭ ‬المتردية‭ ‬للشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬حيث‭ ‬يزداد‭ ‬الفقراء‭ ‬بؤسا‭ ‬وحرمانا‭ ‬فيما‭ ‬تلتحق‭ ‬أعداد‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬بسبب‭ ‬تردي‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وعدم‭ ‬تمكن‭ ‬النظام‭ ‬من‭ ‬معالجتها‭ ‬إلى‭ ‬جيوش‭ ‬الفقراء،‭ ‬وكما‭ ‬أكدنا‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مقالة‭ ‬فإن‭ ‬الطبقة‭ ‬الوسطى‭ ‬آخذة‭ ‬في‭ ‬التلاشي‭ ‬وأن‭ ‬الأوضاع‭ ‬المعيشية‭ ‬صعبة‭ ‬جدا،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬قادة‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭ ‬والأوساط‭ ‬المنتفعة‭ ‬منهم‭ ‬وجلاوزتهم‭ ‬يعيشون‭ ‬في‭ ‬نعيم‭ ‬وكأنه‭ ‬لم‭ ‬يتغير‭ ‬أي‭ ‬شيء‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهم‭.‬

وبموجب‭ ‬ما‭ ‬كتبته‭ ‬وكالة‭ ‬أنباء‭ ‬إيرنا‭ ‬الرسمية،‭ ‬فإن‭ ‬التكاليف‭ ‬الأسرية‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يوليو‭ ‬تجاوزت‭ ‬7‭ ‬ملايين‭ ‬و500‭ ‬ألف‭ ‬تومان،‭ ‬وهذه‭ ‬التكاليف‭ ‬تضاعفت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ضعف‭ ‬السلة‭ ‬المعيشية‭ ‬البالغة‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬و759‭ ‬ألف‭ ‬تومان‭ ‬في‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭. ‬في‭ ‬شهر‭ ‬يونيو‭ ‬وحده،‭ ‬ارتفعت‭ ‬تكلفة‭ ‬المعيشة‭ ‬للعائلة‭ ‬بمقدار‭ ‬622‭ ‬ألف‭ ‬تومان،‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬فإن‭ ‬من‭ ‬لا‭ ‬يعلم‭ ‬شيئا‭ ‬أو‭ ‬لديه‭ ‬معلومات‭ ‬متواضعة‭ ‬عن‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬تؤكد‭ ‬أن‭ ‬الأحزمة‭ ‬المشدودة‭ ‬على‭ ‬بطون‭ ‬أبناء‭ ‬الشعب‭ ‬يجب‭ ‬الضغط‭ ‬عليها‭ ‬أكثر،‭ ‬وكمثال‭ ‬بسيط‭ ‬يؤكد‭ ‬ما‭ ‬نقوله‭ ‬فإن‭ ‬الأجر‭ ‬الشهري‭ ‬للعمال‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬يبلغ‭ ‬حوالي‭ ‬مليوني‭ ‬تومان،‭ ‬لذلك،‭ ‬فإن‭ ‬تكلفة‭ ‬المعيشة‭ ‬في‭ ‬حدها‭ ‬الأدنى‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬أجر‭ ‬العامل‭ ‬بنسبة‭ ‬أربع‭ ‬مرات،‭ ‬ما‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬رواتب‭ ‬العمال‭ ‬الإيرانيين‭ ‬هي‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ربع‭ ‬خط‭ ‬الفقر‭ ‬في‭ ‬إيران،‭ ‬وهكذا‭ ‬وضع‭ ‬كارثي‭ ‬ومأساوي‭ ‬يبين‭ ‬وخامة‭ ‬الأوضاع‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬حيث‭ ‬يحاول‭ ‬النظام‭ ‬الإيراني‭ ‬أن‭ ‬يمضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬سياساته‭ ‬الطائشة‭ ‬وإطلاق‭ ‬التهديدات‭ ‬الفارغة‭ ‬بكل‭ ‬الاتجاهات‭.‬

نظام‭ ‬الملالي‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬نظام‭ ‬طفيلي‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني،‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬أبدا‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬قوي‭ ‬وبنية‭ ‬تحتية‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليها،‭ ‬بل‭ ‬ظل‭ ‬منهمكا‭ ‬بنهب‭ ‬وسرقة‭ ‬ثروات‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬وحتى‭ ‬أن‭ ‬التقارير‭ ‬الحالية‭ ‬المتواترة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬والتي‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬تزايد‭ ‬الفقر،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬بموازاتها‭ ‬تنتشر‭ ‬يوميا‭ ‬أخبار‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬النهب‭ ‬والسلب‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬قادة‭ ‬مؤسسات‭ ‬النظام،‭ ‬حيث‭ ‬تشير،‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬إلى‭ ‬الفساد‭ ‬المنظم‭ ‬في‭ ‬نظام‭ ‬الملالي‭. ‬هذا‭ ‬الفساد‭ ‬المؤسسي‭ ‬نفسه‭ ‬سيؤدي‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬إفلاس‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الإيراني‭ ‬المنهار،‭ ‬لذلك‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬أي‭ ‬أمل‭ ‬بهذا‭ ‬النظام‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الشعب‭ ‬الإيراني‭ ‬مع‭ ‬ملاحظة‭ ‬أن‭ ‬المقاومة‭ ‬الإيرانية‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬حذرت‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬المستقبل‭ ‬الأسود‭ ‬الذي‭ ‬ينتظر‭ ‬اقتصاد‭ ‬النظام،‭ ‬وانهياره‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬لحظة‭ ‬وأن‭ ‬الأوضاع‭ ‬المعيشية‭ ‬ستزداد‭ ‬سوءا‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬لهذا‭ ‬النظام‭ ‬أن‭ ‬يتدارك‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع،‭ ‬إنما‭ ‬هناك‭ ‬حل‭ ‬وحيد‭ ‬فقط‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬إسقاطه‭ ‬وتغييره‭. ‬“الحوار”‭.‬