ما وراء الحقيقة

الشعوبيون الجدد... دمية بثياب الرئاسة

| د. طارق آل شيخان الشمري

الشعوبيون‭ ‬الجدد،‭ ‬وهم‭ ‬لقطاء‭ ‬الدولة‭ ‬الصفوية‭ ‬الذين‭ ‬يدعون‭ ‬الآن‭ ‬أنهم‭ ‬الفرس،‭ ‬وأحفاد‭ ‬الطورانيين‭ ‬الوثنيين‭ ‬القوقاز‭ ‬الذين‭ ‬يدعون‭ ‬أنهم‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية،‭ ‬لهم‭ ‬هدف‭ ‬واحد‭ ‬وأبدي‭ ‬سواء‭ ‬الآن‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬احتلال‭ ‬الشعب‭ ‬العربي‭ ‬المسلم‭ ‬وأراضي‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬وهذا‭ ‬الاحتلال‭ ‬الصفوي‭ ‬والطوراني‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أبدا‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬احتلالا‭ ‬عسكريا‭ ‬ظاهريا‭ ‬واضحا‭ ‬وواقعا‭ ‬ملموسا،‭ ‬والسبب‭ ‬هو‭ ‬جبن‭ ‬هؤلاء‭ ‬الشعوبيين‭ ‬من‭ ‬المواجهة‭ ‬العسكرية‭ ‬مع‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬العربية‭ ‬المسلمة،‭ ‬لأنه‭ ‬سيتم‭ ‬سحقهم‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬سحق‭ ‬أجدادهم‭ ‬الفرس‭ ‬والطورانيين‭ ‬الوثنيين،‭ ‬وتم‭ ‬إدخالهم‭ ‬الإسلام‭ ‬ليكونوا‭ ‬شعبا‭ ‬متحضرا‭ ‬إنسانيا‭.‬

لكنهم‭ ‬عوضوا‭ ‬عجزهم‭ ‬عن‭ ‬المواجهة‭ ‬العسكرية‭ ‬بطرق‭ ‬أخرى،‭ ‬تحقق‭ ‬هدفهم‭ ‬باحتلال‭ ‬بلاد‭ ‬العرب‭ ‬المسلمين،‭ ‬أي‭ ‬التوجه‭ ‬إلى‭ ‬الاحتلال‭ ‬الديني‭ ‬والسياسي،‭ ‬مع‭ ‬تحقيق‭ ‬احتلال‭ ‬اقتصادي‭ ‬وفكري‭ ‬لهم،‭ ‬فمثلا،‭ ‬لجأ‭ ‬الطورانيون‭ ‬إلى‭ ‬الاحتلال‭ ‬السياسي‭ ‬لمصر‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يريدون‭ ‬تحقيق‭ ‬هدفين‭: ‬إيجاد‭ ‬قوة‭ ‬وداعم‭ ‬سياسي‭ ‬لهم،‭ ‬وهم‭ ‬الطورانيون،‭ ‬وتمكين‭ ‬هؤلاء‭ ‬الطورانيين‭ ‬من‭ ‬احتلال‭ ‬مصر‭ ‬سياسيا‭ ‬واقتصاديا‭ ‬وفكريا،‭ ‬فكل‭ ‬قرارات‭ ‬القيادة‭ ‬الإخوانية‭ ‬لمصر،‭ ‬ستكون‭ ‬متفقة‭ ‬كليا‭ ‬مع‭ ‬مصلحة‭ ‬الطورانيين‭. ‬

وقد‭ ‬كانت‭ ‬الدعوة‭ ‬للانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬لن‭ ‬تتكرر‭ ‬للإخوان،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬صبروا‭ ‬عدة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬السري‭ ‬والجهري،‭ ‬فهي‭ ‬الفرصة‭ ‬التي‭ ‬سينقضون‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬حكم‭ ‬مصر‭ ‬ويحققون‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬أهدافهم،‭ ‬أي‭ ‬هدم‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬واستبدالها‭ ‬بقوانين‭ ‬وقرارات‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬فكر‭ ‬وآيديولوجية‭ ‬الإخوان،‭ ‬وهو‭ ‬نفس‭ ‬فكر‭ ‬الولي‭ ‬الفقيه‭ ‬في‭ ‬إيران‭ ‬المبني‭ ‬على‭ ‬انتخابات‭ ‬يفوز‭ ‬بها‭ ‬رئيس‭ ‬دمية‭ ‬يأتمر‭ ‬بأوامر‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭.‬

وعندما‭ ‬تمت‭ ‬الدعوة‭ ‬لانتخابات‭ ‬الرئاسة‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬حاول‭ ‬الإخوان‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬سباق‭ ‬الرئاسة‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬ترشيح‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بالنائب‭ ‬الأول‭ ‬لمرشد‭ ‬الإخوان‭ ‬خيرت‭ ‬الشاطر،‭ ‬والذي‭ ‬رفضت‭ ‬لجنة‭ ‬الانتخابات‭ ‬ترشحه‭ ‬لعدم‭ ‬انطباق‭ ‬شروط‭ ‬الترشح‭ ‬عليه،‭ ‬لهذا،‭ ‬قام‭ ‬الإخوان‭ ‬بترشيح‭ ‬عضو‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬الأولى‭ ‬وحتى‭ ‬الثانية‭ ‬للإخوان‭ ‬ألا‭ ‬وهو‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬مرسي،‭ ‬والهدف‭ ‬الخبيث‭ ‬للإخوان‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬التفريط‭ ‬بالقيادات‭ ‬العليا‭ ‬لهم،‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تنقلب‭ ‬الأمور‭ ‬لاحقا‭ ‬عليهم‭ ‬ويتم‭ ‬كشفه‭ ‬ومحاكمته،‭ ‬وبدلا‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬تم‭ ‬الزج‭ ‬بعضو‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬القيادات‭ ‬العليا،‭ ‬ليبقى‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬رئيسا‭ ‬لمصر،‭ ‬مجرد‭ ‬دمية‭ ‬يتم‭ ‬تحريكها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطورانيين‭ ‬وزعيمهم‭ ‬المنافق‭ ‬والفرعون‭ ‬الطوراني،‭ ‬ويتم‭ ‬تحريكه‭ ‬أيضا‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬قطر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬فعليا‭ ‬مع‭ ‬مرسي‭.‬