رسالة إلى حضرة العيد

| سعيد محمد

أما‭ ‬بعد،‭ ‬فسلام‭ ‬عليك‭ ‬يا‭ ‬حضرة‭ ‬“العيد‭ ‬المبارك”،‭ ‬معطرًا‭ ‬بأجمل‭ ‬التهاني‭ ‬والتبريكات‭ ‬بحلول‭ ‬عيد‭ ‬الله‭ ‬الأعظم‭.. ‬عيد‭ ‬الأضحى‭ ‬المبارك‭.. ‬سلام‭ ‬عليك‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬كان‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬يترقبك‭ ‬ويتوق‭ ‬إليك‭.. ‬سلام‭ ‬بأصدق‭ ‬ابتهال‭ ‬للجميع‭ ‬بأن‭ ‬يديم‭ ‬الله‭ ‬علينا‭ ‬وعليهم‭ ‬الخير‭ ‬والبركات‭ ‬والتوفيق‭ ‬والسداد‭ ‬والصحة‭ ‬والسلامة‭.‬

حضرة‭ ‬“العيد”‭ ‬المبارك،‭ ‬أصدقك‭ ‬القول،‭ ‬فإننا‭ ‬جميعًا‭ ‬ما‭ ‬فتئنا‭ ‬نحبك‭ ‬ونقدرك‭ ‬ونحيطك‭ ‬بالإجلال‭ ‬والكمال‭ ‬والعرفان،‭ ‬وكلما‭ ‬لاحت‭ ‬لياليك‭ ‬من‭ ‬عصاريها‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬صباحات‭ ‬تسبقها‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬نسمات‭ ‬الصيام‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬قوافل‭ ‬الحجيج،‭ ‬فذلك‭ ‬من‭ ‬جميل‭ ‬صنع‭ ‬الله‭ ‬بنا‭ ‬إن‭ ‬مد‭ ‬في‭ ‬أعمارنا‭ ‬لنعيش‭ ‬عيدًا‭ ‬جديدًا‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬يصهر‭ ‬أرواحنا‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬في‭ ‬بيوتنا‭.. ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬يهز‭ ‬علاقات‭ ‬هنا‭ ‬وروابط‭ ‬هنا‭ ‬بين‭ ‬بعضنا‭ ‬البعض‭ ‬كأهل‭ ‬وأقارب‭ ‬وأصدقاء،‭ ‬أما‭ ‬بيننا‭ ‬كأبناء‭ ‬وطن‭ ‬ومجتمع‭ ‬و”فريج”‭ ‬وقرية‭.. ‬ورغم‭ ‬ما‭ ‬يملأ‭ ‬محيطنا‭ ‬من‭ ‬زيف‭ ‬وأكاذيب‭ ‬ونفاق‭ ‬وفسوق‭ ‬نراه‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬نحبك‭ ‬كما‭ ‬أنت‭ ‬بقيمك‭ ‬النبيلة‭ ‬العظيمة‭ ‬التي‭ ‬نموج‭ ‬بها‭ ‬سعادة‭ ‬وغبطةً‭ ‬لمجرد‭ ‬أن‭ ‬نتلو‭ ‬مفرداتها‭.‬

حضرة‭ ‬“العيد‭ ‬السعيد”،‭ ‬كنا‭ ‬نود‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الفرحة‭ ‬بك‭ ‬أكبر،‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بك‭ ‬أزهى‭ ‬واستقبالك‭ ‬أعظم‭ ‬وأقدس‭ ‬وأبرك،‭ ‬لكننا‭ ‬ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬أجمل‭ ‬مشاعرنا‭ ‬مع‭ ‬حجاج‭ ‬بيت‭ ‬الله‭ ‬الحرام‭ ‬وهو‭ ‬يتنعمون‭ ‬بما‭ ‬كتب‭ ‬الله‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬سعي‭ ‬مشكور‭ ‬وذنب‭ ‬مغفور‭ ‬وتجارة‭ ‬لا‭ ‬تبور،‭ ‬ما‭ ‬زلنا‭ ‬نتألم‭ ‬ونتمنى‭ ‬أن‭ ‬يستجيب‭ ‬الله‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭ ‬لضيوفه‭ ‬دعواتهم‭ ‬لأن‭ ‬ينصلح‭ ‬حال‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬التي‭ ‬طالما‭ ‬عاشت‭ ‬في‭ ‬أزمة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى‭.. ‬نود‭ ‬أن‭ ‬نفرح‭ ‬بحجم‭ ‬وطن‭ ‬الأمة،‭ ‬وأمة‭ ‬الوطن،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬سيل‭ ‬دماء‭ ‬هنا‭ ‬وانهيار‭ ‬هناك‭ ‬وأزيز‭ ‬الرصاص‭ ‬يسبق‭ ‬سفك‭ ‬الدماء‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الأرض‭ ‬العربية‭ ‬أو‭ ‬هذه‭ ‬البقعة‭ ‬الإسلامية‭.. ‬كنا‭ ‬نود‭ ‬لو‭ ‬أن‭ ‬رأينا‭ ‬أطفالهم‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والشبكات‭ ‬والقنوات‭ ‬الفضائية،‭ ‬وهم‭ ‬يمرحون‭ ‬ويفرحون‭ ‬بالعيد‭ ‬ويتناولون‭ ‬الحلوى‭ ‬وتصل‭ ‬ضحكاتهم‭ ‬إلى‭ ‬آذاننا‭.. ‬عن‭ ‬أي‭ ‬بقعة‭ ‬ورقعة‭ ‬أتكلم؟‭ ‬آه‭.. ‬أنت‭ ‬تعلمها‭ ‬وتعرفها‭ ‬جيدًا‭ ‬يا‭ ‬“حضرة‭ ‬العيد”‭.‬

ختامًا‭ ‬يا‭ ‬حضرة‭ ‬العيد،‭ ‬إن‭ ‬سمعت‭ ‬أحدًا‭ ‬قال‭ ‬لك‭ ‬أو‭ ‬عنك‭ ‬بأننا‭ ‬“لا‭ ‬نحبك”‭ ‬فهو‭ ‬كاذب‭.. ‬نحبك‭ ‬أيها‭ ‬العيد؛‭ ‬لأنه‭ ‬وبأي‭ ‬حال‭ ‬جئت‭ ‬يا‭ ‬عيد‭.. ‬نحبك‭ ‬لأن‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬يضيء‭ ‬لنا‭ ‬بك‭ ‬الآمال‭ ‬والسعادة‭ ‬والفرحة‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬رغم‭ ‬آلامنا‭.. ‬

كل‭ ‬عام‭ ‬وأنتم‭ ‬بخير‭ ‬أيها‭ ‬الكرام‭.‬