ستة على ستة

تقرير دولي وتحرك إسلامي

| عطا السيد الشعراوي

كثيرا‭ ‬ما‭ ‬نتهم‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬بالانحياز‭ ‬للكبار‭ ‬والتعامي‭ ‬عن‭ ‬الحقائق‭ ‬عندما‭ ‬تدين‭ ‬هؤلاء‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬وخصوصا‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تتعلق‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتعود‭ ‬إلى‭ ‬سوء‭ ‬فهم‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬احترام‭ ‬الفروقات‭ ‬بين‭ ‬الثقافات،‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬نهتم‭ ‬كثيرا‭ ‬بالرد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المنظمات‭ ‬والدفاع‭ ‬عن‭ ‬مواقفنا‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬مطلوب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬حال‭.‬

إلا‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬الاهتمام‭ ‬نفسه‭ ‬إزاء‭ ‬التقارير‭ ‬التي‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬مواقفنا‭ ‬وتحمل‭ ‬قدرا‭ ‬كبيرا‭ ‬من‭ ‬التفهم‭ ‬لقضايانا،‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬ذلك‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬مؤخرا‭ ‬عن‭ ‬بعثة‭ ‬لتقصي‭ ‬الحقائق‭ ‬تابعة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬حيث‭ ‬دعت‭ ‬البعثة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬إلى‭ ‬قطع‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬كبريات‭ ‬شركات‭ ‬ميانمار‭ (‬بورما‭) ‬التي‭ ‬تمول‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬أعمال‭ ‬وحشية‭ ‬ضد‭ ‬مسلمي‭ ‬الروهينجا،‭ ‬وذكروا‭ ‬أن‭ ‬7‭ ‬دول‭ (‬إسرائيل،‭ ‬الصين،‭ ‬كوريا‭ ‬الشمالية،‭ ‬الهند،‭ ‬الفيليبين،‭ ‬روسيا‭ ‬وأوكرانيا‭) ‬لا‭ ‬تزال‭ (‬منذ‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭) ‬تزود‭ ‬الجيش‭ ‬بالأسلحة،‭ ‬مذكرة‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬بأن‭ ‬هذه‭ ‬الأسلحة‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬انتهاك‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬حيث‭ ‬توفر‭ ‬الدعم‭ ‬اللازم‭ ‬لعمليات‭ ‬جيش‭ ‬ميانمار‭ ‬“تاتماداو”،‭ ‬وتعزز‭ ‬انفكاكه‭ ‬عن‭ ‬السلطة‭ ‬المدنية‭ ‬المنتخبة‭ ‬وتمنع‭ ‬خضوعه‭ ‬لها‭ ‬وتؤدي‭ ‬لزيادة‭ ‬دوره‭ ‬وتحكمه‭ ‬في‭ ‬اقتصاد‭ ‬البلاد،‭ ‬مطالبة‭ ‬بالتحقيق‭ ‬مع‭ ‬مسؤولي‭ ‬هذه‭ ‬الشركات‭ ‬ومقاضاتهم‭ ‬جنائيًا‭.‬

هذا‭ ‬التقرير‭ ‬المهم‭ ‬يضع‭ ‬نقاطا‭ ‬كثيرة‭ ‬فوق‭ ‬الحروف‭ ‬ويعالج‭ ‬ثغرات‭ ‬مهمة‭ ‬لكنه‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬من‭ ‬يتبناه‭ ‬ويؤمن‭ ‬بأهدافه‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬تطبيق‭ ‬مضمونه،‭ ‬وهنا‭ ‬تقع‭ ‬مسؤولية‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬سمعتها‭ ‬ومكانتها‭ ‬ودورها‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ومنع‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الإنسانية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المسؤولية‭ ‬الأكبر‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الإسلامية‭ ‬لتجعل‭ ‬هذا‭ ‬التقرير‭ ‬في‭ ‬صلب‭ ‬اهتماماتها‭ ‬وتضع‭ ‬بنوده‭ ‬ضمن‭ ‬توصيات‭ ‬اجتماعاتها‭ ‬ومؤتمراتها‭ ‬ومحورًا‭ ‬للمناقشات‭ ‬والاجتماعات‭ ‬التي‭ ‬تجريها‭ ‬مع‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬وفي‭ ‬تحركاتها‭ ‬بالمنظمات‭ ‬والمحافل‭ ‬الدولية‭ ‬ليكون‭ ‬ضمن‭ ‬أجندة‭ ‬الاهتمامات‭ ‬الدولية‭ ‬وفي‭ ‬مكانة‭ ‬متقدمة‭ ‬تتوافق‭ ‬مع‭ ‬خطورة‭ ‬هذا‭ ‬الملف‭ ‬ومع‭ ‬ضرورة‭ ‬بذل‭ ‬جهود‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬نصرة‭ ‬مسلمي‭ ‬الروهينجا‭.‬

“لابد‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬العلاقات‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬ميانمار‭ (‬بورما‭) ‬التي‭ ‬تمول‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬ارتكاب‭ ‬أعمال‭ ‬وحشية‭ ‬ضد‭ ‬مسلمي‭ ‬الروهينجا”‭.‬