لقطة

أحلام كاذبة... لما لا؟!!

| أحمد كريم

أصابتني‭ ‬حالة‭ ‬إحباط‭ ‬عارمة،‭ ‬وشعرت‭ ‬بالدهشة،‭ ‬وأنا‭ ‬افتح‭ ‬عيني‭ ‬في‭ ‬العتمة‭. ‬أين‭ ‬أنا؟‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬بي‭ ‬إلى‭ ‬هنا‭ ‬وكيف‭ ‬اختفى‭ ‬المشجعون‭ ‬من‭ ‬ملعب‭ ‬اولدترافورد؟

بحثت‭ ‬عن‭ ‬الهاتف‭ ‬المحمول‭ ‬وإذ‭ ‬بي‭ ‬اكتشف‭ ‬الحقيقة‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬والتاريخ،‭ ‬كان‭ ‬مجرد‭ ‬حلم‭ ‬راودني‭ ‬في‭ ‬المنام‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬افزع‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة‭. ‬كنت‭ ‬أتابع‭ ‬مباراة‭ ‬بين‭ ‬فريقي‭ ‬رفاع‭ ‬سيتي‭ ‬البحريني‭ ‬ومان‭ ‬سيتي‭ ‬الانجليزي‭!‬

قصصت‭ ‬الحلم‭ ‬على‭ ‬صديقي‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬فاستنكر‭ ‬الأمر‭ ‬وقال‭ ‬لي‭: ‬“في‭ ‬ذمتك‭ ‬حلمت‭ ‬جذي‭ ‬والله‭ ‬تشابه‭ ‬عليك‭ ‬لون‭ ‬السماوي‭. ‬عبالك‭ ‬الرفاع‭ ‬بدل‭ ‬السيتي؟”‭.‬

سألت‭ ‬نفسي‭: ‬“اذا‭ ‬كان‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يصدقون‭ ‬الأحلام‭ ‬لأنها‭ ‬غير‭ ‬واقعية‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو،‭ ‬فكيف‭ ‬يتخيلون‭ ‬المستقبل‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬غير‭ ‬واقعيا،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬أتذكر‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬يحلم‭ ‬بالوصول‭ ‬إلى‭ ‬القمر‭ ‬عندما‭ ‬يتفاءل‭ ‬بالمستقبل،‭ ‬ولكنه‭ ‬يحلم‭ ‬بالكوارث‭ ‬المحيقة‭ ‬بالكرة‭ ‬الأرضية‭ ‬عندما‭ ‬يتشاءم‭!‬

جريرتي‭ ‬يا‭ ‬صديقي‭ ‬أنني‭ ‬حلمت‭ ‬بالرفاع‭ ‬لأنه‭ ‬غير‭ ‬مفاهيم‭ ‬التنافس‭ ‬المحلي‭ ‬عندما‭ ‬اعتمد‭ ‬رئيسه‭ ‬الشيخ‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬خالد‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬البلد‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬سياسة‭ ‬التعاقد‭ ‬مع‭ ‬البحرينيين،‭ ‬حتى‭ ‬شبه‭ ‬الناس‭ ‬نادي‭ ‬الرفاع‭ ‬بنادي‭ ‬تشيلسي‭ ‬الانجليزي‭ ‬من‭ ‬كثرة‭ ‬الأموال‭ ‬التي‭ ‬تكفل‭ ‬بدفعها‭ ‬الرئيس‭ ‬للبحرينيين‭ ‬الذين‭ ‬فضلهم‭ ‬على‭ ‬المحترفين‭ ‬الأجانب‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭!‬

لذلك‭ ‬لابد‭ ‬وأن‭ ‬نحلم‭ ‬بإمكانية‭ ‬وصول‭ ‬الكرة‭ ‬البحرينية‭ ‬للعالمية‭ ‬ذات‭ ‬يوم‭ ‬بأقدام‭ ‬بحرينية،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬بدا‭ ‬حلمنا‭ ‬غير‭ ‬واقعي‭! ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الأحلام‭ ‬غير‭ ‬واقعية‭ ‬يا‭ ‬سادة،‭ ‬وتذكروا‭ ‬حلم‭ ‬التأهل‭ ‬للمونديال‭ ‬في‭ ‬الملحق‭ ‬الآسيوي؟‭ ‬ألم‭ ‬تفصلنا‭ ‬مباراة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬شوط‭ ‬واحد‭ ‬عن‭ ‬كأس‭ ‬العالم؟‭ ‬

إذا‭ ‬لم‭ ‬نحلم‭ ‬بواقع‭ ‬نتمناه‭ ‬فبماذا‭ ‬سنحلم؟‭ ‬لتكن‭ ‬أحلامنا‭ ‬مسروقة‭ ‬من‭ ‬الأمنيات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نفقد‭ ‬أسلحتنا‭ ‬المتمثلة‭ ‬بالطموح‭.. ‬الطموح‭ ‬الذي‭ ‬يدفعنا‭ ‬لسؤال‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬أمام‭ ‬كل‭ ‬تحدٍ‭ ‬نواجهه‭: ‬“لما‭ ‬لا؟‭!‬”