لقطة

هل يجوز للصحافي أن يكذب؟!

| أحمد كريم

بعدما‭ ‬انتهيت‭ ‬من‭ ‬عرض‭ ‬محاضرة‭ ‬تدريبية‭ ‬أقامتها‭ ‬جمعية‭ ‬الصحفيين‭ ‬البحرينية‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭ ‬“تغطية‭ ‬الفعاليات‭ ‬الرياضية”،‭ ‬توجهت‭ ‬إحدى‭ ‬الطالبات‭ ‬لي‭ ‬بسؤال‭ ‬غريب‭: ‬“هل‭ ‬يجوز‭ ‬للصحافي‭ ‬الرياضي‭ ‬أن‭ ‬يبالغ‭ ‬في‭ ‬الأرقام‭ ‬حتى‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬قدر‭ ‬فريق‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬آخر؟”‭.‬

أجبتها‭ ‬بحزم‭: ‬“لا‭ ‬يجوز‭ ‬ذلك،‭ ‬فهو‭ ‬كذب‭. ‬نحن‭ ‬ننقل‭ ‬الحقيقة،‭ ‬هذا‭ ‬عمل‭ ‬الصحافي‭ ‬الرياضي‭ ‬وغير‭ ‬الرياضي”‭. ‬

استكملت‭ ‬حديثي‭ ‬للحاضرين‭ ‬وأنا‭ ‬أطلب‭ ‬منهم‭ ‬أن‭ ‬يعلموا‭ ‬جيدا‭ ‬أن‭ ‬تغيير‭ ‬الحقائق‭ ‬ليس‭ ‬عملا‭ ‬مهنيا‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬موجودا‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬بالفعل‭!‬

إن‭ ‬الصحافة‭ ‬مهنة‭ ‬ممتعة،‭ ‬لكنها‭ ‬تخاطب‭ ‬قراء‭ ‬يتابعون‭ ‬سير‭ ‬الأحداث،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬على‭ ‬الصحافي‭ ‬أن‭ ‬يقدم‭ ‬معلومة‭ ‬حقيقية؛‭ ‬حتى‭ ‬يقوم‭ ‬بمسؤوليته‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والمهنية‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭.‬

لقد‭ ‬أصبحت‭ ‬الصحافة‭ ‬نافذة‭ ‬منفتحة‭ ‬على‭ ‬الجماهير،‭ ‬وباتت‭ ‬الجماهير‭ ‬تمتلك‭ ‬وسائلها‭ ‬الإعلامية‭ ‬الخاصة‭ ‬لتنتقد‭ ‬الصحافة‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬عندما‭ ‬تخطئ،‭ ‬بل‭ ‬وتقوم‭ ‬بنقل‭ ‬المعلومة‭ ‬الصحيحة‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحايين‭!‬

لم‭ ‬تعد‭ ‬المعلومة‭ ‬وإبداء‭ ‬الآراء‭ ‬حكرا‭ ‬على‭ ‬الصحافة،‭ ‬وإنما‭ ‬تحولت‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬إلى‭ ‬ساحة‭ ‬يتنفس‭ ‬فيها‭ ‬الجميع،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬وضع‭ ‬الصحافة‭ ‬على‭ ‬المحك‭.‬

من‭ ‬خلال‭ ‬موقعي‭ ‬في‭ ‬جمعية‭ ‬الصحفيين‭ ‬البحرينية‭ ‬والاتحاد‭ ‬العربي‭ ‬للصحافة‭ ‬الرياضية‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬الكوادر‭ ‬الصحافية‭ ‬المحلية‭ ‬بحاجة‭ ‬ماسة‭ ‬للتدريب‭ ‬وفهم‭ ‬المستجدات‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬الاتصال،‭ ‬فالتدريب‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تطوير‭ ‬مهارات‭ ‬الصحافيين‭ ‬وتزويدهم‭ ‬بالمعرفة‭ ‬والثقافة‭ ‬والفكر؛‭ ‬ليكون‭ ‬نتاجهم‭ ‬مهنيا‭ ‬ومتكاملا‭.‬

لذلك‭ ‬يتوجب‭ ‬على‭ ‬الجهات‭ ‬الرياضية‭ ‬كالمجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬ووزارتي‭ ‬الإعلام‭ ‬والشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬اللجنة‭ ‬الأولمبية‭ ‬التنسيق‭ ‬مع‭ ‬جمعية‭ ‬الصحفيين؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الغرض‭ ‬الذي‭ ‬ستنعكس‭ ‬نتائجه‭ ‬الإيجابية‭ ‬على‭ ‬الجميع‭.‬