المكرمات السامية لدعم “الصغيرة والمتوسطة”

| د. عبدالقادر ورسمه

تتوالي‭ ‬المكرمات‭ ‬السامية‭ ‬من‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬الموقر‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬الشيخ‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬لدعم‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تمثل‭ ‬عصب‭ ‬الحركة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬في‭ ‬البحرين‭. ‬ولا‭ ‬يخفي‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬تمثل‭ ‬نسبة‭ ‬عالية‭ ‬جدا‭ ‬في‭ ‬الحراك‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والناتج‭ ‬المحلي‭ ‬الإجمالي‭. ‬

إن‭ ‬المكرمات‭ ‬السامية‭ ‬لدعم‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬تمثل‭ ‬توجها‭ ‬سليما‭ ‬ونظرة‭ ‬مستقبلية‭ ‬ثاقبة‭ ‬لمصلحة‭ ‬الأجيال‭ ‬القادمة،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬لها‭ ‬مفعول‭ ‬سحري‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬الشباب‭ ‬وتحفيزهم‭ ‬للمزيد‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬والانتاج‭ ‬لمصلحتهم‭ ‬وأيضا‭ ‬مصلحة‭ ‬كل‭ ‬الوطن‭ ‬المتطلع‭ ‬لأفكارهم‭ ‬وسواعدهم‭.‬

في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم،‭ ‬نلاحظ،‭ ‬وجود‭ ‬نفرة‭ ‬قوية‭ ‬واهتمام‭ ‬متعاظم‭ ‬بالدور‭ ‬المحوري‭ ‬الهام‭ ‬الذي‭ ‬تمثله‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرائدة‭. ‬لذا‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬أنشأت‭ ‬“وزارات‭ ‬خاصة”‭ ‬أو‭ ‬“هيئات‭ ‬خاصة”‭ ‬أو‭ ‬“مؤسسات‭ ‬وطنية‭ ‬عامة”‭ ‬بهذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة،‭ ‬وذلك‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬الممنوح‭ ‬أو‭ ‬المفترض‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬المنظور‭. ‬ستقود‭ ‬هذه‭ ‬التوجهات‭ ‬للدعم‭ ‬المباشر‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬الحيوي‭ ‬الذي‭ ‬يؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬مباشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬قطاعات‭ ‬المجتمع‭ ‬من‭ ‬النواحي‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬وغيرها‭.‬

إن‭ ‬وجود‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الهيكل‭ ‬الوطني‭ ‬الواحد‭ ‬سيلعب‭ ‬دورا‭ ‬كبيرا‭ ‬ومؤثرا‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬مكانة‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬خاصة‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬جهة‭ ‬قومية‭ ‬تجمع‭ ‬كل‭ ‬الخيوط‭ ‬في‭ ‬يدها‭ ‬وتعمل‭ ‬على‭ ‬غزلها‭ ‬لتكون‭ ‬نسيجا‭ ‬واحدا‭ ‬متماسكا‭ ‬كوحدة‭ ‬قومية‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬واحد‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬تنبع‭ ‬سياسة‭ ‬واحدة‭ ‬وتوجهات‭ ‬وأولويات‭ ‬واحدة‭ ‬وأيضا‭ ‬تنفيذ‭ ‬واحد‭ ‬برؤية‭ ‬متماسكة‭. ‬ومن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع،‭ ‬تنمو‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصغيرة‭ ‬والمتوسطة‭ ‬وتترعرع‭ ‬في‭ ‬ثبات‭ ‬تحت‭ ‬مظلة‭ ‬قوية‭ ‬ذات‭ ‬استراتيجية‭ ‬ثاقبة‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭.‬

في‭ ‬داخل‭ ‬هذا‭ ‬الهيكل،‭ ‬بالطبع،‭ ‬تتجمع‭ ‬كل‭ ‬الأفكار‭ ‬في‭ ‬بوتقة‭ ‬واحدة‭ ‬تقود‭ ‬لحراك‭ ‬مستقر‭ ‬وثابت‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬المبدع‭. ‬ولنعمل‭ ‬جميعنا‭ ‬لخدمة‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسات‭ ‬لنخلق‭ ‬منها‭ ‬جسما‭ ‬قويا‭ ‬يتمتع‭ ‬بالأفكار‭ ‬والأعمال‭ ‬المنتجة‭.‬