يوم الضمير العالمي (2)

| عبدعلي الغسرة

أكد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬خليفة‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المُوقر‭ ‬في‭ ‬الرسالة‭ ‬التي‭ ‬وجهها‭ ‬لتحديد‭ ‬“يوم‭ ‬للضمير‭ ‬العالمي”‭ ‬ضرورة‭ (‬أن‭ ‬تتحد‭ ‬إرادة‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬لإنهاء‭ ‬المعاناة‭ ‬التي‭ ‬يعيشها‭ ‬ملايين‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬العالم،‭ ‬وأن‭ ‬تتواصل‭ ‬الجهود‭ ‬لصيانة‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الآمنة‭ ‬والمستقرة،‭ ‬واستدامة‭ ‬التنمية‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬رفاه‭ ‬الإنسان‭).‬

ويتضح‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أربع‭ ‬محددات‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرسالة‭ ‬هي‭ (‬إنهاء‭ ‬معاناة‭ ‬الناس،‭ ‬صيانة‭ ‬الحق،‭ ‬توفير‭ ‬الحياة‭ ‬الآمنة،‭ ‬تنمية‭ ‬مُستدامة‭ ‬لرفاه‭ ‬الإنسان‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬جميعها‭ ‬أولويات‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬حياته،‭ ‬وتتجلى‭ ‬وضوحًا‭ ‬في‭ ‬يقظة‭ ‬الضمير‭ ‬الإنساني،‭ ‬دولا‭ ‬وأفرادا‭ ‬ومنظمات،‭ ‬وهي‭ ‬أمور‭ ‬متداخلة‭ ‬مع‭ ‬بضعها‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬فصلها،‭ ‬فإنهاء‭ ‬المُعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬يتطلب‭ ‬وضع‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬نصابه‭ ‬والاهتمام‭ ‬به‭ ‬ورعايته،‭ ‬والمعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لا‭ ‬تتوافق‭ ‬إلا‭ ‬مع‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬لجميع‭ ‬البشر،‭ ‬وبتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬يتحقق‭ ‬رفاه‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬مُجمل‭ ‬جوانب‭ ‬الحياة‭.‬

إن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬شعوب‭ ‬الأرض‭ ‬تتألم،‭ ‬والعديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬تتوجع‭ ‬لعدم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬تخفيف‭ ‬آلام‭ ‬شعوبها،‭ ‬وإن‭ ‬اختلف‭ ‬اسم‭ ‬الألم‭ ‬ومصدره‭ ‬فالمعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬واحدة،‭ ‬والجوع‭ ‬والحرب‭ ‬والأمراض‭ ‬والجفاف‭ ‬والفقر‭ ‬المعاشي‭ ‬والبيئي‭ ‬والتعليمي،‭ ‬جميعها‭ ‬تختلف‭ ‬في‭ ‬الاسم‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ألمها‭ ‬واحد‭ ‬ويُعاني‭ ‬منه‭ ‬الإنسان‭ ‬هنا‭ ‬وهناك،‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬علاجها‭ ‬فرديًا‭ ‬بل‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬جُهدًا‭ ‬جماعيًا‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الدول،‭ ‬فاستقرار‭ ‬أية‭ ‬منطقة‭ ‬وجعلها‭ ‬آمنة‭ ‬أمر‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬المناطق‭ ‬القريبة‭ ‬منها‭.‬

وعندما‭ ‬يتوفر‭ ‬الطعام‭ ‬والتعليم‭ ‬والعلاج‭ ‬الجيد‭ ‬يعيش‭ ‬جميع‭ ‬الناس‭ ‬سعداء،‭ ‬وهو‭ ‬جُهد‭ ‬كبير‭ ‬يتطلب‭ ‬أولا‭ ‬ضميرًا‭ ‬مُتيقظًا‭ ‬وثقة‭ ‬عالية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬النهوض‭ ‬للتخفيف‭ ‬من‭ ‬مُعاناة‭ ‬البشر‭ ‬وإنهائها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬السلام‭ ‬الإنساني،‭ ‬سلام‭ ‬المحبة‭ ‬والتعايش‭ ‬والتنمية‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬المبادرة‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬والبرامج‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬الرؤى‭ ‬الصائبة‭ ‬والحكيمة‭ ‬لصاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬المُوقر،‭ ‬ونتاج‭ ‬مواقف‭ ‬إنسانية‭ ‬نبيلة‭ ‬وصادقة‭ ‬من‭ ‬سموه‭ ‬هدفها‭ ‬تحقيق‭ ‬العمل‭ ‬الإنساني‭ ‬وتعزيزه‭ ‬بحرينيًا‭ ‬وخليجيًا‭ ‬وعربيًا‭ ‬ودوليًا،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬عالم‭ ‬جميل‭ ‬يعيش‭ ‬أبناؤه‭ ‬في‭ ‬أمن‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬حروب،‭ ‬ورخاء‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬شقاء،‭ ‬وسلام‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬سقاء،‭ ‬وتنمية‭ ‬بدون‭ ‬أوجاع،‭ ‬وتعايش‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬صراع‭. ‬إنه‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬هتف‭ ‬له‭ ‬جميع‭ ‬من‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬بما‭ ‬يحمله‭ ‬من‭ ‬القيم‭ ‬الهادفة‭ ‬والدعوات‭ ‬السامية‭ ‬والمقومات‭ ‬العزيزة‭ ‬لكي‭ ‬تنعم‭ ‬الأرض‭ ‬ومن‭ ‬عليها‭ ‬بخير‭ ‬السماء‭ ‬وتظللهم‭ ‬رحمتها‭.‬