من جديد

لعبة الحياة

| د. سمر الأبيوكي

تكاد‭ ‬الحياة‭ ‬تفرمنا‭ ‬في‭ ‬عجلتها‭ ‬بين‭ ‬أيام‭ ‬وضحاها،‭ ‬فبتنا‭ ‬دون‭ ‬وعي‭ ‬أو‭ ‬تمييز‭ ‬منا‭.. ‬سقطنا‭ ‬فجأة‭ ‬في‭ ‬دوامة‭ ‬الروتين،‭ ‬استيقاظ،‭ ‬أشغال،‭ ‬نوم،‭ ‬تمضي‭ ‬أيامنا‭ ‬دون‭ ‬حلاوة‭ ‬الشعور،‭ ‬فانغماسنا‭ ‬اللامحدود‭ ‬فيما‭ ‬اعتدنا‭ ‬عليه،‭ ‬ذبح‭ ‬أغلى‭ ‬مشاعر‭ ‬الاستمتاع‭ ‬حتى‭ ‬أصبحت‭ ‬حياتنا‭ ‬باردة‭ ‬كبرد‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭ ‬لا‭ ‬دفء‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬مشاعرنا‭.‬

قابلت‭ ‬كثيرين‭ ‬يحاولون‭ ‬أن‭ ‬يخلقوا‭ ‬منعطفا‭ ‬جديدا‭ ‬في‭ ‬حياتهم‭ ‬حتى‭ ‬يستطيعوا‭ ‬الوصول‭ ‬لمشاعر‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بالحياة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬اللحظات‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تنطفئ‭ ‬وسط‭ ‬زحام‭ ‬الحياة‭ ‬وآلة‭ ‬التمدن‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬الإنسانية‭ ‬في‭ ‬ورطة‭ ‬كبيرة‭ ‬بتسلل‭ ‬مميز‭ ‬ودون‭ ‬أدنى‭ ‬معارضة‭.‬

البعض‭ ‬الآخر‭ ‬اعتاد‭ ‬على‭ ‬النعم،‭ ‬حتى‭ ‬باتت‭ ‬الحياة‭ ‬كدوامة‭ ‬لا‭ ‬بداية‭ ‬ولا‭ ‬نهاية‭ ‬بها،‭ ‬والكثير‭ ‬ممن‭ ‬يعايشون‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬يقضون‭ ‬معظم‭ ‬وقتهم‭ ‬في‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬محدد‭ ‬أو‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬رتوشات‭ ‬الحياة‭ ‬التي‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تنطفئ‭ ‬مع‭ ‬زوالها‭ ‬وتزول‭ ‬معها‭ ‬روح‭ ‬الحياة‭.‬

لا‭ ‬أعلم‭ ‬إن‭ ‬كنا‭ ‬نلهوا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياة‭ ‬أم‭ ‬أنها‭ ‬تلهو‭ ‬بنا،‭ ‬فلا‭ ‬وضوح‭ ‬ولا‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الاستقرار‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬السطح‭ ‬مستقرا‭.‬

 

ومضة‭: ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تجارب‭ ‬الآخرين،‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬مساعدة‭ ‬الغير‭ ‬بابا‭ ‬مهما‭ ‬نستطيع‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬المضي‭ ‬قدما‭ ‬في‭ ‬حياتنا‭ ‬الصعبة،‭ ‬فمشاعر‭ ‬العطاء‭ ‬تجدد‭ ‬الحياة‭ ‬وتسعفها،‭ ‬فحياتنا‭ ‬صعبة‭ ‬بمعنى‭ ‬الكلمة‭ ‬رغم‭ ‬سهولة‭ ‬العيش‭ ‬فيها‭ ‬حاليا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬وصل‭ ‬إليه‭ ‬العالم‭ ‬الآن‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬انعدام‭ ‬حقيقي‭ ‬للمشاعر‭ ‬الجياشة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تشعر‭ ‬بها‭ ‬الأجيال‭ ‬الماضية،‭ ‬فهل‭ ‬من‭ ‬متعظ؟‭.‬